بين سيف وزيف

تابعنا على:   15:38 2021-06-21

توفيق الحاج

أمد/ كوني قرأت كتاب التاريخ من الجلدة الى الجلدة.. وكوني اعايش أقذر مرحلة فيه... فاني بين مطرقة المنتصرين وسندان المهزومين .. اتحطم بين وعيي وعواطفي... اتمزق....

وجهتا نظر متناقضتان... تختصران معاناتنا منذ ما قبل النكبة الى مابعد سيف القدس.... وسأتناولهما بكل ما استطيع من نزاهة وحيادية وموضوعية... مع اني اميل واقعيا الى احداهما

وجهة نظر المنتصرين

..................................

هي وجهة نظر يقودها أمراء الحرب وتجار الوطن و غالبية المحيطين بي من البسطاء والمتحمسين الذين ورثوا عن اجدادهم الشرفاء شعارات ( ع النجدة هيا يارجال ) و(زحفا الى القدس)....الخ الخ ووجهة النظر هذه تقول باختصار ان المقاومة اطلقت 4360 صاروخا غطت كل اسرائيل وأرعبتها وانزلتها الى الملاجيء والمقاومة باطلاق صاروخ عياش 250 فعلت مالم تفعله انظمة وحكومات العرب من قبل .. عدا غزوة صدام اياها لاحبا في القدس بل نكاية في امريكا

واننا استطعنا تأديب اسرائيل في الاقصى والشيخ جراح ووقف عملية الطرد والتهويد.. وان اسرائيل لم تستطع في حرب سيف القدس المجيدة القضاء على المقاومة ا او تحجيمها بل ان لمقاومة (مرمطت اسرائيل وجعلتها ملطة ومسحت بها البلاط) كما قال السنوار امير البلاد..!

وانا اعلق هنا.. كما علقت ليلى مراد لما تقدم لها الخطاب (كلام جميل ..كلام معقول... مقدرش اقول حاجة عنه..لكن خيال حبيبي المجهول مش لاقيه فيك حاجة منه) صحيح ان هناك حقائق لايمكن انكارها .. اطلاق صواريخ أكثر عددا وتطورا و بعدا ومسافة بكثافة اربكت منصات القبة الحديديه وأرهقتها ولكن هذا التطور العسكري في 7سنوات.. امر طبيعي ومتوقع جاء بدعم من ايران التي لها حسابات في المنطقة لا زعاج اسرائيل والعمل علي هذا التطوير كان من دم الشعب وقوته وفي مقابل ذلك تقوم غزة كما في كل العالم أجمع بالسير والطاعة حسب اجندات من يدفع..!

ولا ننسى ان امراء غزة قضوا فيما بين حروبهم من 2008 الى 2021 سنوات تهدئة رومانسية حميمة وطويلة مع اسرائيل كانت بمتابة شهور عسل وتنسيقات من تحت الطاولة برعاية قطر وتركيا اسفرت عن (ماخفي اعظم) اطلاق سراح شاليط مقابل 1027 محرر وهي ليست اكبر صفقة كما يدعون ...فالرقم القياسي لازال لصفقة اوسلو ثم صفقة احمد جبريل عام 1985....

وها نحن اليوم امام صفقة 1111 قادمة برعاية مصرية قطرية .. يحتاجها الطرفان لينتصرا.!

وجهة نظر المنهزمين

....................................

ويمثلها الخاسرون والمتضررون من نكبة الانقسام والذين لايملكون الا وعيهم والواقع ولم تعد تنطلي عليهم الشعارات وأنا منهم . ونحن من رأينا المنقسمين يقتلون ويغتالون اكثر من 1200 من ابناء شعبهم .... وهل من جرائم تنسى بالتقادم..؟ وهل من قاتل يمكن ان ينتصر لشعبه حتى لو تحول الى نبي؟!..

ومفاد وجهة نظر الهزيمة والمهزومين ان اسرائيل هي المنتصرة في كل حروبها منذ عام 1948 وحتى عام 2021

واوجع هذه الحروب هزيمة حزيران التي قتلت الحلم بالعودة ووضعتنا تحت الاحتلال القبيح بدل الانتداب العربيالمريح.. ولازلنا الى ماشاء الله نعاني أثارها ... واننا في هذه الحروب الاكثر خسارة أرضا وشهداء ودمارا وفسادا. وتراجعا وشعارا

لسنا هواه نكد ولاتشاؤم ونعشق الوطن ... انما يهرسنا الواقع بالحقائق و يهزأ من كل الشعارات... وان لم نلجأ الى العقل والوعي والتمييز فنحن أقل قيمة واحتراما من المركوب ابي صابر ..! رغم ان هناك من يطمئننا ان شهداءنا كما فقرائنا في الجنة وقتلاهم في النار... ولا اعرف ما أثر هذه البشارة على اب او ام أو زوجة شهيد.. تجبر أو تتجمل في قمة لوعتها بالزغاريد ؟ وهل هي حقا قادرة على التخفيف من لوعة الفقد وغياب الفقيد ؟

والله ان ظفرا في قدم طفل شهيد أجل عند خالقه من كل انتصارات وطموحات وكراسي حكومات الدنيا باجمعها ...

وتعالوا بنا الى الواقع ...تأملوا ....كلهم أقصد أمراءنا وأمراءهم..كلهم انهزموا..... تململوا في ضائقتهم السياسية قليلا من اجل مصالح واطماع النفس لا من اجل شعب ولا من أجل القدس واطلقوا من الصواريخ ما شاءوا...وقصفوا بالطائرات ماشاءوا هل تغير شيء ؟!.

ذاب الثلج وظهر المرج....يوما بعد يوم يتضح حجم وعمق مأستنا ومغامراتنا منفردين دون احياء وحدة الوطن فينا خسرنا ماخسرنا وما ادراك ماخسرنا فالشهادة وان جلت لا تعوض.. وعادت ريما الى عادتها القديمة

اسرائيل لاتزال المعربدة ونحن منشغلين بخطابات النصر.. نزداد ضياعا وتمزقا .. ولازال أتباعا ووكلاء ل هذا وذاك واؤلئك .. ننتقل للاسف وسط صيحات ومهرجانات غزة العزة من سيء الى أسوأ !

اللهم عفوك وغفرانك

اللهم فرجك

كلمات دلالية

اخر الأخبار