أمد/ في حين أن متحف اللوفر وبرج إيفل قد يكونان على رأس قائمة السياحة للأشخاص المتجهين إلى باريس، فإن إحدى مناطق الجذب المدهشة في المدينة هي مقابرها، وعلى الأخص مقبرة Pere-Lachaise، التي تضم أحد التماثيل وهو تمثال “فيكتور نوير” الذي يعد الأكثر تقديسًا حيث تزوره الفتيات لـ الزواج خلال عام.

يزور نحو 3 ملايين شخص في العالم مقابر شخصيات بارزة التي تقع على مساحة تبلغ 100 فدان  مثل "أوسكار وايلد" و"شوبان" و"جيم موريسون"، بشكل سنوي، ولكن من بين النصب التذكارية الشهيرة، يوجد تمثال حقق مكانة عبادة على الرغم من أن صاحبه كان يعيش حياة عادية.

كان "فيكتور نوير"صحفيًا متدربًا يعمل في صحيفة La Marseillaise الفرنسية حتى وفاته في عام 1870. وكان عمره 22 عامًا فقط عندما توفي، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية.

وعلى الرغم من حياته المهنية المعتادة إلى حد ما، انتهى الأمر بقتل نوير على يد الأمير "بيير بونابرت"، ابن عم "نابليون الثالث" الذي كان يحكم في ذلك الوقت، حيث كان الأمير قد أساء إلى آراء La Marseillaise عن عائلته وتحدى المحرر في مبارزة.

تم إرسال "نوير" كثاني لترتيب وقت ومكان للمواجهة ولكن أثناء التبادل اندلع قتال وأطلق بونابرت النار على "نوير" الذي مات على الفور.

وتسبب الوفاة في غضب عارم بين صفوف الشعب الفرنسي، خاصة بعد أن تمت تبرئة بيير بونابرت من جريمة القتل، بل إنه أدى إلى عدد من المظاهرات العنيفة، لكن هذا ليس السبب في أن هذا الرجل العادي لا يزال لديه تيار مستمر من الزهور على قبره.

غالبًا ما يُطلق على قبر فيكتور نوير لقب "القبر الأكثر جاذبية في المقبرة ''، ويتكون من تمثال بالحجم الطبيعي للرجل نفسه صنعه "جول دالو"، وهو عبارة عن رجل مستلق على ظهره، ومعطفه مفتوح وقبعته على جانب قدميه.

وكان اختيار الفنان "دالو"، هو أن سراويل نوير مفكوكة جزئيًا ، وهو أمر يمكن أن يكون مسؤولاً عن الأساطير التي تحيط بقبره الآن، حيث يقال أن المرأة التي تزور القبر تضع زهرة في قبعته وتقبلة على شفتيها تجد زوجا خلال العام.

هناك أيضًا معتقد بأن التمثال يمكن أن يؤدي إلى الخصوبة، وتغذي فكرة الحب والخصوبة حقيقة أن نوير كان خاطب ويستعد للزواج وقت وفاته.

يعد التمثال الآن واحدًا من أكثر المقابر التي يرتادها الناس، حتى أنه تم وضع سياج حوله منذ 15 عامًا لمنع الناس من لمسه. ومع ذلك، تم هدم هذا بسبب الاحتجاجات المفترضة من السكان الإناث في باريس.