ذكرى رحيل عوني عبدالفتاح الطناني (أبوباسل) (1957م – 2016م)

تابعنا على:   18:23 2021-06-23

لواء ركن/ عرابي كلوب

أمد/ المناضل/ عوني عبدالفتاح عبدالرحمن الطناني من مواليد مخيم جباليا للاجئين بتاريخ 4/4/1957م تعود جذور عائلته إلى قرية هربيا المحتلة والتي تم تهجيرهم منها وطردهم إلى المنافي والشتات عام 1948م إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني حيث أستقرت العائلة في مخيم جباليا للاجئين.

أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث بالمخيم وحصل على الثانوية العامة والتحق سنة أولى بمعهد فلسطين الأزهري بغزة، التحق بتنظيم ال/ج/ب/ه/ة ال/ش/ع/ب/ي/ة لتحرير فلسطين عام 1975م، وفي نفس العام قام بإنشاء تشكيل خلية (مجموعة) سرية خاصة وتدريبها للقيام ببعض المهام حيث كان العقل المدبر لهذه الخلية رغم صغر سنه بدأت الخلية بالتدريب على إلقاء المولوتوف في المشتل المقابل للأزهر وقتها والتخطيط لما هو أكثر من ذلك حيث تم العمل على أن تقوم تلك الخلية بخطف سلاح أحد الجنود الإسرائيليين في شارع عمر المختار بالقرب من سينما السامر بغزة، هذا بالإضافة إلى المهام التي تتعلق بالعمل اليومي من مظاهرات وفعاليات وتوزيع مناشير وذلك بقيادة الرفيق/ عوني الطناني.

بتاريخ 23/9/1976م تعرضت الخلية للأعتقال وكذلك تم اعتقال الرفيق/ عوني الطناني حيث تعرض لأبشع أساليب التحقيق الوحشية والنفسية ورغم خبرته البسيطة والمتواضعة ورغم صغر سنه إلا أنه أستطاع الصمود ومقاومة جلاديه وقهر المحققين وكانت الاعترافات بعيدة عن زملائه.

تولى أثناء اعتقاله التحقيق مع السجناء الجدد (بسبب قيام الاحتلال بزرع الجواسيس داخل المعتقلين) وأستغل فترة الأعتقال بتثقيف نفسه وزملائه والأستفادة من الثقافة الجبهاوية داخل المعتقل، حيث خرج من السجن شخصية قيادية مثقفة ومميزة وذات عقلية سياسية كبيرة وكان يلقب داخل السجن (الشنب او أبو السرهد) وكان نظيفاً في السجن.
تم الإفراج عنه بتاريخ 21/9/ 1984م.

خلال الأنتفاضة الأولى المباركة عام 1987م كلن يعمل في الجانب الجماهيري للجبهة (التجمع الوطني) وكان عضو في مؤتمرات ال/ج/ب/ه/ة ال/ش/ع/ب/ي/ة وحريصاً وحارساً للمخيم من أجل سلامته والحفاظ عليه.

الرفيق/ عوني الطناني/ أبو باسل كان خادماً لأهل المخيم وكل المحتاجين ويشهد له أبناء المخيم وشوارعه وأزقته، كان خير سند وخير صديق، يمد الجميع بالنصح والإرشاد.

لقد كان لطيبة قلبه وحبه للخير وسعيه له أثر كبير في قلوب من عرفه حيث كان حريصاً على إسعاد القلوب بالأحاديث العذبة الندبه، أحب الناس فأحبوه كان شعلة مضيئة لزملائه وأقرانه وعائلته الذين يجهلوه وأحترموه.

كان مرجعية تراثية للعائلة ومعروف بالعرف والعادات التي لا غنى عنها لديوان العائلة، ينهل منها كل من له حق.
الرفيق/ عوني الطناني متزوج وله من الأبناء خمسة.

يوم الجمعة الموافق 19 من رمضان 1473هـ الموافق 24/6/2016م أختطف يد المنون أثر حادث سير مؤسف فقيد عائلة الطناني أبو باسل الذي كان حقاً خسارة لا تعوض حيث فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر ووري الثرى في مأواه الأخير.

لقد ترك الرفيق أبو باسل إرثاً وطنياً زاخراً يشهد على ذلك يوم رحيله ووداعه المهيب وجنازته الكبيرة.

رحم الله الرفيق/ عوني عبدالفتاح عبدالرحمن الطناني (أبو باسل) وأسكنه فسيح جناته.

اخر الأخبار