مسيرة الأعلام الفلسطينية...وعورة "المعارضة "و"الموالاة"!

تابعنا على:   09:08 2021-07-10

أمد/ كتب حسن عصفور/ لعدة أيام احتل إعلان عن "مسيرة الإعلام الفلسطينية"، ردا على مسيرات تقودها حركات إرهابية إسرائيلية، ترويجا لحدث سياسي كبير، غاب في دهاليز خارج النص الوطني.

انطلقت المسيرة المنتظرة يوم الجمعة 9 يوليو 2021 من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني، وكان مشهدا أعاد للذاكرة قيمة راية الوطن، التي لا تلوثها رايات حزبوية، مشهد كان له أن يكون "تاريخيا" في مسار العمل الكفاحي الفلسطيني، لو كانت القضية الوطنية هي المحرك الفعلي لقاطرة المكونات الفصائلية، وسلطتين تتحكمان في حياة الشعب، سطوة وقمعا.

"مسيرة الإعلام الفلسطينية"، لم تر النور في أي من مناطق الضفة وقطاع غزة، بل أن خبرها لم يكن حاضرا في غالبية وسائل الإعلام المحلية، بكل مسمياتها، فيما تناقلت أخبارا مسمومة تبحث كيفية "حفر أنفاق" هدم وتدمير المكون الوطني.

كان لمسيرة الأعلام، أن تعيد اللوحة المشرقة جدا، التي رسختها معركة الـ 11 يوما، حيث توحدت كل مكونات الشعب الفلسطيني وطنا وشتات دعما وفخرا، وحدة أربكت كل أعداء فلسطين، شعبا وقضية، وكسرت البعد الرئيسي لـ "مؤامرة الانقسام".

وكان الاعتقاد، ان الوحدة الكفاحية تلك لن تعود للوراء، وسيولد منها قوة تعيد رسم المشهد الوطني كما كان ما قبل "مؤامرة 2006"، خاصة وأنها وحدة لم تأت عبر نداء أو لقاء صالوني على أنغام موسيقى الرفاهية، التي باتت مكونا من مكونات "مدعي قيادة العمل الوطني".

ولأن المنجز الأبرز لمعركة الـ 11 يوما ذهبت بأسرع مما اعتقد العدو الوطني، بل أن تطور الأحداث بعدها يقود الى ما هو أكثر خطورة لما كان من "مؤامرة التقسيم" لتبدأ رحلة "مؤامرة التدمير" الكياني، والوقوع في فخ "البديل"، وننتقل من "الخدعة الصغرى" تحت غطاء الانتخابات 2006 الى "الخدعة الكبرى" ما بعد معركة مايو 2021.

جاءت مسيرة الأعلام لتكشف كل عورات العمل الفصائلي، التي خرجت "هادرة" بين معارضة للسلطة في الضفة، و "موالاة" لها، وما تخللها من فضائح مستجدة على الواقع الفلسطيني، فلم تجد لها وقتا، فكان الغياب الكبير، لفرض مظاهرة تاريخية لفلسطين، تعيد رسم المفقود الوطني.

لو كانت "المكونات الفصائلية" وطنية الانتماء بالمعنى العام، لكان يوم الجمعة 9 يوليو 2021، يوما كما كان يوم الأرض 30 مارس (آذار) 1976، عندما أعاد الفلسطيني في كل مواقعه قيمة الارتباط بأرضه، عنوانا للبقاء والانتصار يوما.

مسيرة الأعلام، كان لها أن تعيد إشراقة يوم "الثلاثاء" في مايو عندما خرج الشعب موحدا في ذكرى نكبته الأم، كانت ردا على محاولة التسلل لكسر وحدة الفعل خلال المعركة الصاروخية.

مسيرة الأعلام، أكدت المؤكد منذ عام 2006، ان المخطط ليس بحثا لاستكمال منجز الكيان الأول في تاريخ الشعب الفلسطيني، بل العمل لحصاره ليبقى "مشوها"، خادما لغير الفلسطيني بأدوات فلسطينية. أصابها هلوسة وغطرسة الى حد "القرف السياسي"، انها على وشك تحقيق "حلمها" الظلامي، بنقاب متعدد المسميات، سوى أنه فلسطيني الإنتماء!

مسيرة الأعلام يوم 9 يوليو، بدلا أن تكون يوما للوحدة الوطنية الفلسطينية، كشفت عمق "الانقسامية الوطنية الفلسطينية"، وأن طريق ردمها طووووووووووووووووووووووووويل...وطوووووويل جدا في زمن "فصائل النكبة"!

ملاحظة: الى بعض حاملي "جين الحقد" على الثورة الفلسطينية...حاذروا فـ"سم الحقد" قاتل لحامله!

تنويه خاص: قدمت مصر درسا في الوفاء لقيادتها، عندما شيعت السيدة جيهان ثابت زوجة الراحل الرئيس أنور السادات في جنازة عسكرية لا سابق لها منذ الفراعنة...مصر تكبر كل يوما أكبر!

اخر الأخبار