عاطلون عن الحرية

تابعنا على:   17:17 2021-07-18

نبيل عبد الرازق

أمد/ ليس الاسري وحدهم من يفقدون حريتهم نتيجه وجودهم خلف القضبان ، وهي بالمناسبة حرية مغتصبة رغما عنهم..

ولكن هناك من يفتقدون لحريتهم نتيجة التأقلم والخنوع والاستسلام والخوف والاحباط واليأس….

اللاجئون في مخيمات الشتات وعيشهم في حالة البؤس والفقر هو نتيجة الانتظار والاكتفاء بالاحلام ،،ولكن حين تمردت دلال وعلي واحمد …عادوا علي ظهر مركب أو حتي بكفن..

معاناة المسافرين وتعرضهم للابتزاز والاهانة هو التسليم والتأقلم مع الاجراءات الظالمة والتي لا تجد لها تبريرا ،،وكل هذا حين فقدنا جميعا اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد هذه الافعال جملة وتفصيلا…فإما ان يحفظ للناس كرامتهم..أو يعلق السفر..ويطلب من الجميع التدخل لدي الجهات المختصة لانهاء هذه المهزلة..

القهر والوجع اليومي للعمال علي الحواجز وسياسة الاذلال التي لن تجد لها مثيل في العالم!!

أصبحت أمرا اعتياديا حين صمتنا عليها،، ولم نلجأ لاي إجراء عملي علي الارض كرفض التوجه الي الداخل المحتل والضغط علي أرباب سوق العمل لتغيير هذه السياسة التي فيها احتقار لحياة البشر…

وكل هذا ليس بمعزل عن ما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة سواء كان في القدس ام الضفة الغربية أو قطاع غزة من إستيلاء المستوطنين علي التلال وعدوانهم اليومي ضد المزارعين وحرقهم للاشجار وإلقاء الحجارة علي السيارات وتخريبهم للممتلكات والعبث بالكنائس والاقتحامات المتتالية لساحات الاقصي ،،،

أصبحت أحداث يومية مألوفة لدي الجميع ، لا تحظي سوي بالادانة والشجب والاستنكار!!!

وحياة الضنك والعوز التي يرزح تحتها الناس تتجلي صورها بنسب البطالة وجور الحصار وعتمة الليالي وتكميم الافواه والتي تختلط فيها الاسباب ،،بتسلط الاحتلال الغاشم علي الارض والانسان،،،..

والصراع السياسي علي السلطة الوهمية المقيدة والمكبلة!!؟؟

إذن هذه المعاناة المركبة التي نحياها هي نتيجة عوامل خارجية تتمثل بالاحتلال وإجراءاته الظالمة وعدوانه المستمر ….واخري داخلية نتاج حالة التشرذم والتناحر وتعدد البرامج السياسية وعدم التوافق والتدخلات الاقليمية ،،.

ولكن السبب الاشد قسوة هو الوضع الداخلي وحالة التدمير الذاتي…

إن البكاء والولولة والشكوي والاستجداء هي لغة الضعفاء التي لا يسمعها ولا ينصت لها أحد…لا تحرك ساكنا ،،ولا تغير واقعا..

ولاننا قبلنا العيش تحت الضباب ،، في المنطقة الصفراء!!!
لا هي موت ..،،ولا هي حياة،،..

المنطقة الرمادية المملة …
لا هي حالة حرب… ولا هي حالة سلام…

لنصبح ونمسي ،،،عاطلون عن الحرية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار