الهوية الفلسطينية ذروة الثوابت

تابعنا على:   19:18 2021-07-28

صالح الشقباوي

أمد/ لن نكون كفلاسفة روما، الذين تركوا مدينتهم تحترق بينما هم يجادلون حول جنس الملائكة ان كانوا ذكورا أم إناثا خاصة ان الظواهر السياسية والتاريخية تقرأ من خلال بواعثها وأسبابها. 

فالقضية الفلسطينية تعيش مرحلة تاريخية نوعية بعد وصول الرئيس الفلسطيني أبومازن لقيادة السفينة الفلسطينية بما تحمل من مشروع وطني فلسطيني فهو يسعى لانهاء هذا الصراع الأقدم والاكثر كلفة ومأساوية لشعبه على كل الاصعدة والمستويات فهو يسعى لخلق مناخات سلام حقيقية توصلنا الى نتائج مثمرة فالمرحلة لينة في مضمونها قاسية في طروحاتها، فهناك التغير النوعي في الخطاب الامريكي الذي يسعى الى اختراق جدار العقائد التلموذية والتوراتية واحداث فجوة نمطية في جدارها الاسمنتي المسلح، من خلال تغيير الصورة النمطية الامريكية واعادة هيكلة المصالح الامريكية وتموضعها في ساحة الشرق الاوسط التي تعيش تصعيدا ايديولوجيا اسرائيليا سببه نمو الشعور الاسرائيلي بانهم امام مأزق امني كبير خاصة وانهم في حيرة تجاه موضوع الهوية فهناك خطرا داهما يهددهم وهو خطر الازالة والتفكك.

اذ ان هذه الحيرة تجاه الهوية هي من العلامات الواضحه على ان الاسرائيليين لم ينجحوا في محافظتهم على تواصل ابنائهم بها، فكما يقول نحوم غولدمان: ‘ان عدم اليقين هو حالة اسرائيلية دائمة وان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ظهرت في الاعوام الخمسين المنصرمة والتي لا تستمد وجودها من الحقيقة بل من الفكرة’، كما انها لاتعتمد على الوضع الواقع انما من امل اليهود وايمانهم وهذا مايرفع القلق اليهودي الى الدرجات العليا في فضاءات التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي فتوصيفنا لدلالات التظهير اللاهوتي للهوية الاسرائيلية لوجدنا فيها محطات مفصلية لاستئناف الفكرة الاصلية المتعلقة بوجود اسرائيل كدولة يهودية نقية ومايترتب على هذا الاستئناف من الغاء حق العوده لشعبنا الفلسطيني الذي يسعى الى تفتيت الجدار الاسمنتي الذي بنته الايديولوجيا الصهيونيه على ارض فلسطين لاقامة اسرائيل الكبرى التي انتهى عصر شرعيتها تاريخيا، وواقعيا، ومعرفيا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار