مجلة علمية تنشر تقرير يوضح سبب خطورة متحور دلتا: "أعلى ألف مرة".!

تابعنا على:   00:02 2021-07-30

أمد/ لندن: تراقب السلطات الصحية في مختلف بلدان العالم متحور دلتا الذي يزيد من خطر فيروس كورونا على صحة البشر، فيما يحاول العلماء الوصول إلى إجابات حول طبيعة المتحور الجديد، خاصة السبب في خطورته العالية.

ويلقي تقرير نشرته مجلة "نيتشر" العلمية يوم الأربعاء، الضوء على أسباب خطورة المتحور دلتا الذي يتسبب بطفرات وبائية في آسيا وإفريقيا وبزيادة عدد الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.

وقال التقرير إن متحور دلتا بات أكثر قدرة، قياسا بالفيروس الأصلي والمتحورات الأخرى، على خداع جهاز المناعة لدى البشر مما يقلل قدرة الجسم على مواجهته.

وإضافة إلى ذلك يقول التقرير إن متحور ألفا الذي اكتشف أول مرة في جنوب أفريقيا، يحتوي على أشواك (تلتصق بخلايا الرئة) أكثر بنحو 50 في المئة من نسخة كورونا الأصلية التي ظهرت في ووهان الصينية.

أما متحور دلتا فيحتوي على أشواك تزيد بمقدار 75 في المئة عن متحور ألفا، وهو ما يجعله أكثر خطورة وسرعة على الانتشار.

وأوضح تقرير المجلة أن الخبراء يتفقون على أن معظم المتغيرات المكتشفة من فيروس كورونا تختلف من ناحية مدى فعالية الانتشار، وليس بمدى قدرتها على التسبب بأعراض شديدة.

"أعلى ألف مرة"

وذكرت المجلة أن دراسة علمية أفادت "هذا الشهر أن متغير دلتا نما بسرعة أكبر، وبمستويات أعلى داخل رئتي المصابين، ومنطقة الحلق مقارنة بالمتغيرات السابقة من الفيروس".

وأظهرت دراسة نشرتها مؤخرا مجلة "فايرولوجيكال" أن الحمل الفيروسي الذي بينته الفحوص الأولى للمصابين بالمتحور دلتا، "أعلى ألف مرة" مقارنة بالفحوص الأولى التي أجريت إبان الموجة الأولى في العام 2020.

وهذا يعني أن دلتا يتكاثر سريعا داخل جسم المصاب، والمصابون بها ينشرون كميات أكبر بكثير من الفيروس مما يزيد احتمالات انتقال العدوى.

وما زاد من خطورة دلتا، الذي تم تحديده لأول مرة في الهند، تأكيد خبراء أن الأدلة تتزايد على أنه قادر على إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بمعدل أكبر من الإصدارات السابقة، وقد أثيرت مخاوف من أنهم قد ينشرون الفيروس.

ونتيجة لذلك، عمدت كثير من الدول، بينها الولايات المتحدة إلى التوصية مرة أخرى باستخدام الكمامات، والتباعد الاجتماعي وغيرها من التدابير الرامية للحد من انتشار الفيروس.

وأعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن على الأميركيين الملقحين أن يضعوا الكمامة مجددا في الأماكن الداخلية العالية الخطورة.

وتأتي التوصيات الجديدة في وقت تتزايد فيه الإصابات جراء تفشي دلتا، وقد رصدت بؤر في عدد من المناطق مما أبطا وتيرة حملة التلقيح.

والشهر الماضي أعادت إسرائيل فرض إلزامية وضع الكمامات بعد عشرة أيام فقط على إلغائها، وذلك بسبب المتحور دلتا.

منذ عام 2000 إلى 2017، بلغ التمويل العالمي للبحوث المتعلقة بفيروس كورونا 500 مليون دولار، أو 0.5 في المئة من إجمالي الإنفاق على الأمراض المعدية خلال تلك الفترة، وفقا لتحليل نُشر في مجلة "لانسيت" الطبية.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه وبالرغم من مرور عام ونصف على انتشار الوباء، لا يزال الباحثون يكافحون للعثور على أدوية فعالة وسهلة الاستخدام لعلاج مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد.

أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وافقت وأصدرت توصية باستخدام عشرة أدوية، ألغي تصريح اثنين منهم بسبب عدم فعاليتهما ضد كوفيد-19.

وكشف عدم الوصول لعلاج فعال ضد الفيروس التاجي، النقاب عن عيوب في البنية التحتية للبحوث الطبية والرعاية الصحية، لا سيما في مكافحة جائحة سريعة الانتشار.

وركز المسؤولون الفدراليون مواردهم على التطوير السريع للقاحات، بنجاح.

ومع ذلك، فإن الندرة النسبية للأبحاث الدوائية التي تركز على فيروسات كورونا - على الرغم من حالات التفشي السابقة - أعاقت الاستجابة السريعة للعلاجات.

أثار تفشي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) عام 2003 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) عام 2012 الاهتمام بشأن الحاجة إلى مزيد من البحث في الفيروسات.

ومع ذلك، تضاءل الاهتمام في الغالب بعد احتواء التفشي السابق لفيروس كورونا، إذ ركز معظم الباحثين في مجال الأدوية على إيجاد علاجات يحتمل أن تكون أكثر ربحية لأمراض مثل السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الكبد الوبائي، طبقا للصحيفة الأميركية.

تجارب عديدة

تقوم التجارب السريرية الحالية بتقييم أكثر من 225 علاجا دوائيا مخصصا لكوفيد-19، سواء كانت أدوية جديدة أم أدوية معتمدة بالفعل لحالات مرضية أخرى يتم قياس فعاليتها ضد الوباء، وفقا لبيانات من معهد "ميلكن"، وهو مؤسسة فكرية غير ربحية.

في فبراير من العام الماضي، قبل إعلان فيروس كورونا جائحة عالمية، تحول الباحثون في الصين والولايات المتحدة إلى عقار "ريمديسفير" كعلاج محتمل لكوفيد-19.

يعمل باحثو جامعة نورث كارولينا وجامعة "فاندربيلت"، بدعم من المنح الحكومية الأميركية، مع شركة "جلعاد ساينسز" منذ عام 2014 للتحقق من فعالية العقار ضد عائلة فيروسات كورونا.

وأظهرت التجارب أنه ساعد في إزالة السارس من رئتي الفئران المصابة، لكن الإشكالية كانت في أن الدواء يصبح فعال بشكل أكبر عندما يعطى في أقرب وقت ممكن بعد الإصابة، وهذا ما صعب المهمة على اعتبار أن عقار "ريمديسفير" يعطى للإنسان عن طريق الحقن الوريدي داخل المستشفى.

وحصل نصف مرضى كوفيد-19 الذين دخلوا المستشفى في الولايات المتحدة منذ مايو 2020 على عقار "ريمديسفير" الذي حصل على الموافقة الكاملة من قبل إدارة الغذاء والدواء.

ومع ذلك، يقول الأطباء إن المرضى غالبا ما يتعافون ببطء بغض النظر عما إذا كانوا يتلقون العلاج أم لا.

وأظهرت بعض علاجات كوفيد-19 المحتملة قيد التطوير نتائج واعدة، إذ تجرى اختبارات من قبل بعض الشركات، بما فيها شركة فايزر الأميركية باختبار على حبوب مضادة للفيروسات يمكن تناولها في المنزل بعد الإصابة.

ومؤخرا، أعلنت دول عربية منها الإمارات والبحرين عن نتائج واعدة لفعالية عقار "سوتروفيماب" ضد كوفيد-19، وهو دواء حصل على الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة من قبل إدارة الغذاء والدواء.

اخر الأخبار