ورقة علمية تدعو لرفع السقف التركي تجاه قضية فلسطين بعد معركة "سيف القدس"

تابعنا على:   12:20 2021-07-30

أمد/ رام الله: رأى الباحث د. سعيد الحاج أنه بات لزاماً على الفلسطينيين، ولا سيّما قوى المقاومة، أن تعمل على استثمار نتائج معركة "سيف القدس" لزيادة أوراق قوتها وإضعاف الاحتلال، خاصة وأن تداعيات المعركة تبشّر بمرحلة جديدة ومختلفة في القضية الفلسطينية على عدة صعد، من بينها مواقف الأطراف الإقليمية والدولية والعلاقات معها.

وأشار الباحث أنه من الأمور التي ينبغي العمل عليها إيصال رسالة للاحتلال بأن سياساته العدوانية والجرائم التي يرتكبها لا ولن تمر دون أن يدفع ثمناً، سياسياً كان أم اقتصادياً أم على صعيد العلاقات مع مختلف الأطراف أم غير ذلك من السياقات.

ورأى الحاج، أنه يمكن بعد متغيرات "سيف القدس" الميدانية والسياسية، وبكثير من التخطيط والعمل والتواصل، رفع سقف عدد من الأطراف تجاه القضية، ومن بينها تركيا، خصوصاً وأن المطروح على المدى القريب على الأقلّ، يقع في إطار الممكن.

جاء ذلك في الورقة العلمية التي أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان: "تركيا ومعركة سيف القدس: الموقف والتداعيات المستقبلية" والتي أعدها د. سعيد الحاج. تبحث الورقة في موقف تركيا من معركة "سيف القدس"، ومدى اختلافها عن مواقفها من الاعتداءات والحروب السابقة، وتقييم هذا الموقف، لا سيّما فلسطينياً، بعد تحليل أسبابه، والآفاق الممكنة لتطويره مستقبلاً.

فبعد أن فتحت معركة "سيف القدس" مرحلة جديدة مختلفة نسبياً في الصراع مع الكيان الصهيوني، وخصوصاً على صعيد علاقات الفلسطينيين، وفي مقدمتهم قوى المقاومة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، ومن بينها تركيا.

وينبع الاهتمام بموقفها لكونها قوة إقليمية صاعدة وعضو في حلف الناتو ولها علاقاتها الغربية، وكذلك دولة مسلمة وصديقة للفلسطينيين، حيث أن لأنقرة علاقات أكثر من جيدة مع طرفي المشهد الفلسطيني الداخلي (حماس وفتح أو السلطة)، ومستوى من العلاقات كذلك مع الكيان الإسرائيلي عدو الفلسطينيين والمعتدي عليهم. 

وقد صدّرت تركيا موقفاً مرتفع السقف من العدوان الصهيوني على القدس ثم على قطاع غزة في معركة "سيف القدس"، وهو موقف بدا موحَّداً سياسياً وشعبياً، ومن مختلف الشرائح والتوجهات. وإن كانت تصريحات بعض قيادات حماس أشارت إلى أن موقف تركيا من العدوان الأخير مقدّر ومشكور، ولكن كان هناك توقع وانتظار لما هو أكثر، بما يرتقي لمرحلة ما بعد "سيف القدس" وكذلك لمكانة تركيا وإمكاناتها وما هو متوقع منها.

ودعا الباحث إلى أن ينصبَّ البحث على ما هو فعلاً المطلوب من تركيا مستقبلاً، وكيف يمكن تحقيقه. حيث أشار أنه يمكن لتركيا تبنّي مسارات ترفع سقف موقفها وتعطيه زخماً إضافياً عملياً. وقام بتحديد بعض المسارات على سبيل المثال لا الحصر، كالتراجع عن تطوير العلاقات مع الاحتلال، وتخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي بينهما، بالإضافة لإمكان قيادة محور من دول صديقة للفلسطينيين لتشكيل لوبي ضاغط على الدول الداعمة للاحتلال، وكذلك لرفع سقف المنظمات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية على المدى البعيد.

كما اقترح تطوير المساعدات لتركّز على تقوية صمود الشعب الفلسطيني وتطوير البنية التحتية في قطاع غزة، ورفد الأخير بمعدات الدفاع المدني والإنقاذ التي يحتاجها خلال العدوان وجولات التصعيد. فضلاً عن إمكان تطوير العلاقات بمختلف أنواعها ولا سيّما السياسية مع المقاومة الفلسطينية، بما يناسب المكاسب التي حصلت عليها بعد المعركة ويوفر لها شبكة أمان سياسية.

كما طرح الباحث مسالة المقاطعة الاقتصادية والتجارية للكيان الإسرائيلي، على الأقل في البعد الرسمي إن لم يمكن على صعيد القطاع الخاص، بالإضافة للمقاطعة الأكاديمية والثقافية والسياحية وغيرها.

اخر الأخبار