ماذا يحصل في لبنان: ما بين انفجار مرفأ بيروت وأحداث خلدة ويد إسرائيل الخفية!..

تابعنا على:   16:20 2021-08-02

جهاد ملكة

أمد/ تصادف غدا الذكرى الأولى على انفجار مرفأ بيروت والذي هز كل لبنان بضحاياه ومصابيه وخسائره المادية التي وصلت إلى حد انهيار الليرة اللبنانية إلى الحضيض وذلك دون أن تُعلن حتى الان نتائج التحقيق وعن أسبابه وعن المسؤول عنه ولم يحاسب أحد عنه وذلك لأسباب سياسية معقدة تمر بها لبنان منذ حوالي عشرين عاماً، كاغتيالات وتفجيرات وحوادث عديدة لم يُكشف النقاب عنها ولم يحاسب أي من منفذيها. ولا زال الكل ينتظر إجابة عن الذي أدخل هذه الكمية الضخمة من نيترات الأمونيا إلى المرفأ، ومن الذي تستر على تخزينها في المرفأ لمدة سبع سنوات ومن الذي أشعل فيها النيران بعد أن سرق 80% منها؟. وربما ليس صدفة أنه بعد عام من الانفجار يأتي انفجار جديد في منطقة خلدة اللبنانية جنوب العاصمة بيروت، وحدوث اشتباكات مسلحة وحالة توتر شديدة اندلعت بين عناصر من حزب الله اللبناني (الشيعي) وعرب خلدة (السّنة) أسفرت عن سقوط قتلى.

في لبنان الجميع كان يعرف عن وجود الكميات الهائلة من نيترات الأمونيا في مرفأ بيروت، من رئيس الجمهورية ميشيل العون، إلى رئيس الحكومة، وإلى جميع أجهزة أمن الدولة والجيش، وتقارير الأمن العام حذرت من مخاطر هذه المواد ولكن لا أحد حرك ساكنا، لماذا؟!!. وايضاً ما حدث من اشتباكات مسلحة وسقوط قتلى في منطقة خلدة بين عناصر من حزب الله وعشائر عرب خلدة، وانسحاب الجيش اللبناني من المنطقة والذي كان عليه أن يقوم بواجبه ويفرض سيطرته ويفض الاشتباكات بين المتقاتلين، بل ويعتقل كلاً من يحمل سلاح غير سلاح الدولة، لكن أيضا معادلات لبنان لا تسمح!. وعلى الرغم من أن الجميع يعرف السبب في هذه الاحداث، إلا أنه من غير المتوقع أن يكشف أحد عن حقيقة ما حصل أو حتى محاسبة مسؤول سياسي او أمني وذلك بسبب ما تعانيه لبنان من فساد من طبقته السياسية أدى إلى أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة جعلت من الشعب اللبناني فقيرا يعيش تحت خط الفقر.

في خلده انتظر آل غصن من عشائر العرب، أن تحاسب الدولة اللبنانية علي شبلي، أحد قادة حزب الله اللبناني الذي قتل طفلهم لأنه انتزع لافتة طائفية معلّقة في منطقته، الدولة اللبنانية عجزت عن محاسبة القاتل وهو يتجول علناً أمام أهل الضحية، فقام أمس شقيق الطفل بقتل القاتل في مشهد  درامي ضمن احتفال علني، وبعد أن تواصل المعنيين مع أهالي عرب خلدة على أن تمر الجنازة دون أي استفزاز وافق عرب خلدة عدم التعرض للجنازة لأن التعرض للجنائز يتنافى مع اعرافهم و تقاليدهم العشائرية الا ان المشيعين قرروا تمزيق صورة الطفل الشهيد على مدخل منازلهم في خلدة وهنا اشتعلت الأمور و بدأ اطلاق الرصاص، وأسفر عن سقوط 4 قتلى من حزب الله وجرح 10 آخرين.

لا يمكن فصل ما حدث في مرفأ بيروت وما حدث في خلده كأحداث منفصلة، لأنها تأتي في نفس السياق السياسي، ولان لبنان تعيش في أزمة، فمن غير المتوقع أن تحدث انفراجات قريبه وربما تتفاقم الأمور خاصة وأن أيادي إسرائيل الخبيثة تعبث في لبنان على خلفية صراعها مع إيران، ومحاولتها ابعاد إيران عن لبنان وخاصة بعد الهجوم الإيراني على سفينة إسرائيلية بالقرب من سواحل عمان والذي قامت به إيران ردا على الهجمات الإسرائيلية في الأسبوع الماضي على قواعد ومنشآت إيرانية في شمال سورية. إسرائيل سوف تفّعل كل أدواتها السياسية والعسكرية كي توجه الأضواء نحو طهران، خاصة وان محادثات النووي في فيينا في طريق مسدود، وإسرائيل لا تريد لهذا الاتفاق أن يخرج للحياة لأنها تعتبره ضد مصالحها لذلك فهي لن تدخر جهدا في سبيل افشاله عبر كل الوسائل ولاسيما عبر إثارة النعرات الطائفية في لبنان لإشعال نار الفتنة والحرب الاهلية. حمى الله لبنان من هذه الفتنة، ومن اجل ذلك يجب العمل من قبل الدولة اللبنانية والجيش على محاصرتها ووضع مصلحة لبنان أولاً ومحاربة الفساد بكل قوة وتقديم الفاسدين للمحاكمة وتفويت هذه الفرصة على إسرائيل.

كلمات دلالية

اخر الأخبار