متابعة سفارة فلسطين في السعودية لمعتقلي حماس.. واجب وطني!

تابعنا على:   09:13 2021-08-10

أمد/ كتب حسن عصفور/ لن أتدخل في مضمون الأحكام التي صدرت في العربية السعودية ضد عدد من أبناء فلسطين المنتمين الى حركة حماس، بينهم مسؤولها السابق في المملكة، وبعيدا عما وجه لهم من اتهامات، لا نعرف مدى صوابيتها، لغياب المتابعة الحقوقية، وكذا عدم اصدار موقف من سفارة فلسطين بالرياض حول تلك الأحداث.

وبعيدا عما تم، فالمسألة الرئيسية التي يجب الانتباه له، دور سفارة فلسطين، بصفتها عنوان الشرعية الرسمية، في متابعة أوضاع معتقلي حماس بصفتهم من أبناء فلسطين، بعيدا عن الانتماء الحزبي، وأيضا بعيدا عن أي اتهام، حقيقي ام تلفيقي، فالاهتمام بذلك ليس منة من السفارة، بل هو حق وواجب ما دامت هي سفارة باسم فلسطين.

عام 1995، وبعد اعتقال أول رئيس لحركة حماس د. موسى أبو مرزوق في أمريكا، استدعاني الخالد ياسر عرفات الى مكتبه، وبصوت هامس رغم أننا "وحدنا"، طلب مني أن أعرض على الوفد الإسرائيلي خلال المفاوضات الجارية أن السلطة الوطنية مستعدة لاستقبال أبو مرزوق فيما لو تم إطلاق سراحه، ويتحمل الرئيس أبو عمار مسؤولية ذلك.

والحقيقة أنني فوجئت جدا بطلب الخالد، وأخبرته رغم أن موسى صديق شخصي قبل أن يكون رئيسا لحماس، أن الطلب قد يفتح مشكلة لك معهم، ولكنه أصر أن أنقل الرسالة، ونفذت طلب الرئيس رغم معرفتي بالرد، وكان رفضا حاد، وكادت أن تحدث مشكلة كبيرة، وبدأت بعض من قيادة الأمن الإسرائيلي التلويح أن هناك "علاقة ما" بين أبو عمار وحماس، وهو من يشجع العمليات العسكرية، ومنها بدأ استخدام تعبير "الباب الدوار".

ودون الاهتمام بما حدث مع الطرف الإسرائيلي، كان الدرس الرئيسي هو أن الزعيم مارس دوره كممثل للشعب، وقائد له ورئيس ليس لجزء منه بل لكل مواطنيه داخل الوطن وخارجه، معارض قبل موال، أو ما بينهما. فالشرعية الوطنية ليست لجزء من الشعب ولكنها لكل الشعب، ومن يختار غير ذلك لا يستحق صفة التمثيل.

ولذا، على الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا لكل الشعب، أن يصدر أمره فورا لسفارة فلسطين، لمتابعة أوضاع معتقلي حماس في السعودية، بل وأن تطالب الاطلاع على مجرى المحكمة، وإن احتاج الأمر مساعدة قانونية، بل ولو كان هناك فرصة لطلب العفو عنهم، ما لم يكن هناك أي "جريمة تتعلق بـ "تخريب أو إرهاب".

تلك قضية تتعلق بمضمون الشرعية والتمثيل، ولا صلة لها بالموقف من حماس وسياستها، بل وسعيها المتواصل لإقامة بديل مواز، ولن تتخلى عنه ما لم تنتفض حركة فتح لتعود بقوتها الكفاحية قائدة ورائدة، ولكن الحق التمثيلي لا يعترف بالانتماء الحزبي.

مطالبة الرئيس عباس من السفارة وربما وزارة الخارجية متابعة تلك القضية، وكل معتقل فلسطيني في أي بلد، هو جزء من مهامه ودوره، وليس منة منه ما دام يطالب الآخرين الاعتراف بمكانته، ودون ذلك يفتح الباب لكل من يرى أن "الممثل الرسمي" انتقل من الشرعية الوطنية الى التمثيلية الحزبية، ومن هنا تبدأ حركة التدمير الذاتي والبحث عن "اكمال الفراغ".

الرئيس عباس مارس صلاحيتك كرئيس عام وليس كرئيس بالمزاج السياسي...كي لا يقال أن منظمة التحرير دخلت "سكة طريق السلامة"!

ملاحظة: أثار منشور لمدرسة في غزة ضجة واسعة لمضمونه التكفيري الداعشي...ورغم مخاطر الإعلان فإن حكومة حماس لم تتحرك لوقف الدعشنة...التساهل مع هذا الفكر ليس سلاحا للهروب من أزمات زاحفة...تذكروا تجارب غيركم لو بكم بعضا من "توازن"!

تنويه خاص: يبدو أن باب زنزانة نتنياهو بدأ في الدوران...عريضة آلاف من مسؤولي الأمن والجيش في الكيان لن "تذهب مع الريح"...الفاسد نحو المقصلة وسريعا...باي باي بيبي!

اخر الأخبار