"الزيتونة" يصدر ورقة عملية حول موقف المفكر الروسي ألكسندر دوغين من الشرق الأوسط وإسرائيل

تابعنا على:   13:36 2021-09-02

أمد/ غزة: أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة عملية بعنوان: ""إسرائيل" في أدبيات المفكر الروسي ألكسندر دوغين"، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي حول هذا المفكر الذي يُعدُّ أكبر استراتيجي روسيا وأكثرهم تأثيراً في صانع القرار الروسي.

وركزت الورقة على موقف دوغين من الاستراتيجية الروسية تجاه الشرق الأوسط بشكل عام، وتجاه الموقف من "إسرائيل" على وجه الخصوص.

يرى د. وليد عبد الحي أن رؤية دوغين لـ"إسرائيل" تتمثل بشكل عام في إبراز التناقضات في البنية الفكرية الصهيونية الإسرائيلية من زاويتين؛ الأولى دينية تتمثل في أن التراث الديني اليهودي مبني على ظهور "الماشيح" ليأخذ اليهود لأرض الميعاد لكنهم عادوا قبل ظهوره، وهو ما يعني إما التشكيك في الرواية الدينية اليهودية أو أن اليهود سيعودون للشتات إلى أن يظهر الماشيح الموعود.

 أما التناقض الثاني فهو أن اليهود يساندون حقوق الإنسان في كل دولة يتواجدون فيها، لأنهم أقلية هناك، لكنهم يمارسون أعلى درجات تجاوز حقوق الإنسان ضدّ الفلسطينيين في فلسطين، وهو ما ينعكس سلباً على مصداقية الدعاية اليهودية في العالم.

 وأشار الباحث إلى أن تركيز دوغين على مركزية العودة للتقاليد والدِّين والعائلة قرَّبه من اليمين اليهودي، لكن مناهضته للسياسة الأمريكية ومنظورها الليبرالي الديموقراطي، والعمل على عولمته جعله في موقف معاكس.

وعن تصوّر دوغين للاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط، قال عبد الحي أن دوغين يربط بين الشرق الأوسط وبين "الأوراسية الجديدة"، والتي تمثل مشروعه الاستراتيجي، حيث يرى أن منطقة القفقاس من أهم المناطق التي تسعى الولايات المتحدة للارتكاز فيها للجم روسيا، وتعد هذه المنطقة من ناحية ثانية ذات أهمية كبيرة لنجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن هنا تصبح مقاومة روسيا للشرق الأوسط الكبير ضرورة لضمان أمن القفقاس التي تعد ركيزة مهمة في المشروع الأوراسي.

ويرى دوغين أن الإسلام السني خصوصاً في صبغته الوهابية هو أداة "أطلسية"، وهو منتشر في مناطق من أوراسيا، بينما يقف الإسلام الشيعي موقف عداء من الولايات المتحدة، ولما كانت إيران هي نقطة الثقل في هذا الاتجاه الإسلامي، فمن الضروري التحالف الروسي الإيراني بحسب رأي دوغين.

 كما أن دوغين يعتقد أن العصر الحالي سيشهد صعود الإمبراطورية الروسية في الشرق الأوسط وزوال الهيمنة الأمريكية. ولتحقيق ذلك، يعتقد دوغين أنه يجب على روسيا العمل على استرضاء تركيا وإيران، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية معهم كشركاء وليس كخصوم.

وختم د. عبد الحي ورقته موصياً حركات المقاومة بتوسيع الحوار والنقاش مع هذا المفكر من خلال دعوته للمؤتمرات ووسائل الإعلام المهمة، فقد يكون جسراً لمزيد من التواصل مع دوائر صنع القرار الروسي، إذ يجمع المحللون السياسيون، بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية، على "تأثير" أفكار دوغين على النخبة السياسية الحاكمة في روسيا، لا بل يعتبره بعض الدارسين للسياسات الروسية أحد أبرز المنظرين في تحديد المعالم المركزية للهوية والاستراتيجية الروسية منذ سنة 2000.

اخر الأخبار