الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي يتواصل بمختلف الوسائل الكفاحية

تابعنا على:   16:29 2021-09-08

عمران الخطيب

أمد/ رغم مرور سنوات طويلة على الصراع العربي الإسرائيلي وسلوك ونهج الاحتلال التهويدي، والإرهاب الممنهج وما حدث من إتفاقيات للسلام مع بعض الدول العربية وإتفاق أوسلو الأكثر سوء مع الإحتلال، إضافة إلى التطبيع المتواصل مع الإحتلال الإسرائيلي، وتراجع الإهتمام لدى النظام الرسمي العربي، في القضية الفلسطينية فلم تعد القضية المركزية للنظام الرسمي العربي، ورغم فشل ما يسمى باعملية السلام مع الإحتلال الإسرائيلي، فإن النظام الرسمي العربي هو المتمسك بما يسمى خيار السلام، بل يشكل أدق الاستسلام رغم سلوك الاحتلال التهويدي والاستيطاني والذي يرفض مختلف قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبما في مبادرة السلام العربية.

ورغم كل ذلك فإن الشعب الفلسطيني هو مصدر الفعل وصاحب القرار، حيث أدرك بشكل مباشر أن السلام لا يتحقق مع الاحتلال والجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تعتبر أن القضية الفلسطينية هي العنوان والبوصلة، ولن ينطوي الصراع مع العدو الإسرائيلي مهما حدث من تراجع من خلال ما يسمى القبول في الأمر الواقع، فإن الجانب الشعبي في فلسطين والوطن العربي مؤمن في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بعيداً عن كل الحسابات والبيانات الرقمية للأنظمة السياسية، ووفقاً لموازين القوى.

هذه المعادلة بكل مكوناتها لم تعد مجدية في الوجدان والموروث النضالي للأجيال المتعاقبة داخل فلسطين من النهر حتى البحر، وكل أوهام السلام اسقطها الاحتلال؛ لذلك من غير المجدي والمفيد إنتظار أن يمن علينا الإحتلال ببعض الجزئيات من التسهيلات ويتم البناء عليها؛ لذلك علينا في الحد الأدنى أن نعطي مجال لحرية الإبداع في المقاومة والتحرر الوطني، ونستفيد من الدروس التي حققها شعبنا في مقاومة الاحتلال.

وعلى سبيل المثال الهبة الشعبية في القدس ونتائج المقاومة الشعبية وتراجع الإحتلال وتأجيل قرار المحكمة الإسرائيلية، إخلاء أهالي الشيخ جراح بمدينة القدس، إضافة إلى حملة التضامن العربي والدولي مع المقاومة الشعبية في القدس وفي مختلف الأراضي الفلسطينية، حيث توحد الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

وخاصة في المناطق المحتلة عام 1948 من اللد والرملة وحيفا والناصرة وأم الفحم وعار، وكل الساحل الفلسطيني والجليل، يعني ذلك توحد الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال مما دفع الجماهير الشعبية العربية وشعوب العالم أن تصبح فلسطين العنوان الأساسي والبارز في وسائل الإعلام والفضائيات بشكل عام؛ لذلك علينا الاستثمار من خلال ما يحقق طلائع الشعب الفلسطيني من الوسائل النضالية وتطويرها وتفعيلها بما يتناسب مع التضحيات والروافع النضالية.

فلم يعد هناك مستحيل في القاموس النضالي، حين تمكن أفراد هذه الخلية النضالية من الفرسان البواسل هم ستة، إيمانهم بالله لم ينقطع أو يتزعزع في التحرر والحرية، ما حدث في سجن جلبوع قد لا يتحقق حتى في أفلام هوليوود السينمائية ولكن في الوقع النضالي حدث ذلك، وهي لن تكن الأولى والأخيرة وسوف تتكرر ومن جانب آخر حين نؤمن بأن هذا الإحتلال الإسرائيلي سوف ينتهي في المقاومة، فإن الوسائل متعددة الاتجاهات وعلى سبيل المثال العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة والعمليات من خارج الأرض المحتلة، واستخدام الوسائل الغير متوقعة منها العمليات البحريه دلال المغربي وعملية سافووي والعمليات الاستشهادية والتي كانت تتكون من الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي والاردني والمصري ومن الباكستان ودول المغرب العربي، إضافة إلى الطائرات الشراعية والمنطاد.

واليوم الشعب الفلسطيني قادر على الإبتكار في الوسائل التي يراها مناسبة لكن لن ينعم الإحتلال الإسرائيلي في الأمن والاستقرار رغم الإمكانيات المتاحة لديه؛ لذلك علينا في الجانب الفلسطيني بشكل عام إعادة النظر في الحسابات السياسية، وندرك أن ما دفع العالم في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التراكم النضالي والذي تجسد في إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصر عام 1965.

لذلك نحن الآن أمام مرحلة تتطلب انطلاقة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأخذ المبادرة قبل فوات الأوان.

كلمات دلالية

اخر الأخبار