سقوط الإسلامويين..!

تابعنا على:   13:19 2021-09-16

شاكر فريد حسن

أمد/ لماذا يخفق ويفشل الإسلاميون دائمًا في إدارة شؤون الدولة كلما وصلوا إلى سدة الحكم والسلطة السياسية، وما السبب وراء نجاحهم في الانتخابات في بعض الأقطار العربية.؟!

في الحقيقة إن نجاح تيار الإسلام السياسي (الإخواني) في الانتخابات يعود بالأساس إلى التخلف المجتمعي والجهل والأمية الثقافية والسياسية الغارقة فيها المجتمعات العربية، من خلال تذويت خطاب شعبوي وكأن الإسلاميين هم المخلص ومن يملك مفاتيح "الجنة"، ووصولهم للحكم سيتيح لهم فتح أبواب الجنة لكل من يؤيد ويساند مشروعهم السياسي. 

ولكن بعد وصول الإسلامويين للسلطة عبر الانتخابات التي تتميز بالعنف والبلطجية والتزوير وتزييف الإرادة الشعبية، يستيقظ المواطن البسيط على فرحة الانتصار، ظانًا أن كل شيء سيتغير، وسرعان ما يتبخر هذا الحلم ويصطدم بالواقع اليومي الأكثر تعقيدًا، والذي يشكل اختبارًا للخطاب الشعبوي في الحياة العملية، ليكتشف فساده.

الأحزاب السياسية الإسلاموية في العالم العربي التي وصلت إلى السلطة تعتمد شعارات شعبوية دينية تعد مناصريها بالجنة، وتتوعد خصومها السياسيين بالملاحقة وبالسجن والزنزانة. وما الخطاب الشعبوي حول المسألة الفلسطينية سوى خطاب استهلاكي، والهدف منه بالأساس التغطية على ما يعانيه المواطن من وضع معيشي اجتماعي واقتصادي صعب في يومه، من شح الموارد، وانتشار الفساد الإداري والاقتصادي.

ما لم تدركه قيادات تيار الإسلام السياسي، التي تعيش على الشعبوية الدينية، واستغلال الجهل السياسي والأمية الثقافي، هو ان شؤون الدولة المعاصرة تقوم على تحالفات سياسية وجماهيرية، واحترام التعددية الفكرية والسياسية، لحماية البلد ومصالحه، وأن اعتماد الدينكوشيتية السياسية ولى زمنها، وأن ذلك لن يقود إلا لمزيد من الفقر والبطالة وانهيار المجتمع.

ويمكن القول إن ما جرى وحدث من هزيمة لحزب العدالة والتنمية في المغرب، المحسوب على التيار الإسلامي السياسي، يشكل انتكاسة كبرى لهذا الحزب ذي المرجعية الإسلامية، الذي يعتبر بولدوزر الساحة السياسية الفاعل المهيمن على أكثرية المجالس المنتخبة في المغرب، سقط سقوطًا مدويًا، وهذا السقوط يعود أولًا لممارساته ومسلكياته، وتنفيذه برنامجًا متوحشًا تجلى في رفع دعم الدولة عن المواد الأساسية ما أدى بالتالي إلى غلاء فاحش بالأسعار والمحروقات، وإلى أضرار جسيمة بالطبقة المتوسطة باقتطاع صناديق التقاعد وتمديد سنوات العمل. 

والعامل الآخر الذي الحق الانتكاسة لحزب العدالة والتنمية هو اتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال ما جعل الشعب المغربي يشعر أن لا حدود لانبطاح الإسلاميين. 

كلمات دلالية

اخر الأخبار