الإغاثة الزراعية تٌعيد الحياة لمنطقة "ام المهد" جنوب غزة بإعمارها "بئر عرفات"

تابعنا على:   11:50 2021-09-18

أمد/ غزة: تمكنت جمعية التنمية الزراعية – الإغاثة الزراعية-، من إعادة دورة الإنتاج الزراعي في منطقة "أم المهد" في عبسان الجديدة بخان يونس جنوب قطاع غزة، بعد ان عملت على إعادة اعمار البئر الوحيد في المنطقة وهو ما يعرف "ببئر عرفات"، الذي يغطى نحو 400 دونمًا بالمياه على مدار الساعة.

وتسعى الإغاثة الزراعية الى زيادة الأراضي التي تصل اليها المياه لـ “700 " دونمًا، ليتم ريها عبر "بئر عرفات" من خلال مد المزيد من خطوط المياه لناقلة.

وتوفر منطقة "أم المهد" نحو 60-70% من السلة الغذائية من المزروعات الورقية الخضراء للمنطقة الجنوبية حيث تتعدد المزروعات من "بقدونس، الجرجير، سبانخ، الجرادة، السلق، وغيرها الكثير".

المزارع فريد أبو عاصي "48" عامًا، أحد المستفيدين من بئر عرفات يقول:” لقد عانينا كثيرًا اثناء وعقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، اذ عمد الاحتلال الى استهداف البئر بصورة مباشرة مما أدى الى قتل الموسم الزراعي بأكمله حيث يعد البئر بمثابة الحياة لهذه الأرض.

ويضيف الأربعيني، "45 دونمًا" زراعيًا جفت فقد تكبدنا خسائر فادحة تمثلت في خسارة موسم زراعي في شهر مايو اما اليوم وبعد إصلاحه فقد تغييرت المنطقة بأكملها واعيدت الحياة الى الأراضي، لافتا الى انه تم إعادة زراعتها بالخضروات المختلفة سواء الكوسا، الباذنجان والخضروات الورقية حيث تم تشغيل عدد من الأيدي العاملة بهدف إنجاح الموسم الزراعي.

ويشير الى ان البئر يضخ المياه للأراضي الزراعية يوميا من السادسة صباحا وحتى السادسة مساءًا وهو ما يؤدى الى ري المزروعات دون أي صعوبات إضافة الى انخفاض كبير في سعر الكوب الى 8 أغورات بعد أن كان شيكل ونصف الشيكل، لافتًا إلى أن انخفاض سعر الكوب ناجم عن تدخلات الإغاثة الزراعية التي عملت على إعادة اصلاح البئر عقب نداء استغاثه وجهه المزارعون عقب العدوان الاسرائيلي، ويضيف ولكن ما يقلقنا هو استهداف الاحتلال لنا لاسيما وأننا نعد منطقة حدودية مشيرا الى تمركز جنود الاحتلال بالقرب من أراضيهم الزراعية.

بدوره قال المزارع رامي سمور "30"عاما ان الخسائر التي كبدنا إياها الاحتلال جراء استهداف البئر من ناحية والحيلولة دون وصول أراضينا الزراعية لجنى المحاصيل لا يمكننا تعويضها اذا لم تقدم لنا المؤسسات يد العون خاصة وان تكلفة العملية الزراعية مرتفعة.

ويشير انه بعد تدخل الإغاثة لم يعد هناك أي مشاكل تواجه المزارعين في المنطقة من حيث توفر المياه، لافتا الى ان عجلة الإنتاج بدأت من جديد وانه جلب ثلاث عمال لمساعدته في ارضه البالغة نحو 25دونما تم زراعتها بالخضروات الورقية.

 ودعا المؤسسات الى تقديم المساعدة لهم لاسيما فيما يتعلق بمستلزمات العملية الزراعية لافتا الى حاجز المزارعين الى بنك للبذور في ظل وجود عجز في هذه البذور جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

بدوره قال مالك البئر خالد عرفات "أبو فايز" " لقد أنشأ البئر منذ العام 1997 نتيجة للحاجة الماسة للمياه في المنطقة لاسيما وأنها منطقة زراعية وشحيحة المياه وتعرض للاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان عام 2012 والعدوان الأخير مما أدى الى توقفه عن العمل بصورة كلية وتهديد العملية الزراعية.

ويشير عرفات "45عامً"، الى ان البئر يخدم 150مزارع يمتلكون نحو 400 دونمًا حيث يتم ضح 40كوب في الساعة الواحدة ويعمل عبر الطاقة الشمسية إضافة الى مولد لأننا نعانى من عدم وجود كهرباء بقوة 3فاظ.

  ويشير بيده الى وجود خزان مياه علوي يرتفع 20متر بسعة 150كوب وخلال 25 يوم من بدى تدخل الإغاثة عاد الى مجراه الطبيعي وبات يضخ مياه على مدار الساعة وقبل التدخل كنا لا نستطيع ان نضخ الا القليل من المياه بينما الآن وبعد تدخل الاغاثة أصبحنا قادرين على ضخ 600-700 كوب في اليوم الواحد.

وأشاد عرفات بالتدخلات التي نفذتها جمعية التنمية الزراعية قائلًا تدخلاتها كانت السبب الأساسي في عودة المنطقة لطبيعتها قائلا:" لم نصدق نحن انه سيتم إعادة اصلاح ما دمره الاحتلال وتوفير جانب كبير من احتياجاتنا في فترة قصيرة جدا الا ان الإغاثة نقذت ما وعدتنا به".

وقال ان الإغاثة الزراعية المؤسسة الوحيدة التي التزمت معنا ونفذت المشروع خلال ثلاث أشهر واعادت الحياة للمنطقة حيث عملت على إعادة منظومة الطاقة الشمسية وبناء غرفة جديدة للبئر واعادته تأهيله للعمل من جديد وعلى مدار الساعة في حين لم تلتزم مؤسسات أخرى بما وعدتنا في المنطقة داعيا تلك المؤسسات الى توفير احتياجات المزارعين من خطوط ناقلة، تدخلات زراعية، اشتال وشبكة مياه متكاملة لتعزيز صمود المزارعين في مواجهة ما يتعرضون له من اعتداءات يومين من قبل الاحتلال وتعويضهم جانب من خسائرهم.

بدوره يقول م. سائد أبو ظريفة منسق مشروع الاستجابة الطارئة لتوفير مياه الري للمزارعين المتضررين في قطاع غزة ان البئر يخدم نحو 150مزارعا يملكون ما يزيد عن 400 دونمًا زراعيًا وعمل الاحتلال على استهدافه بصورة مباشرة مما ادى الى تدمير منظومة الطاقة الشمسية وخدمات البئر الفنية من مولد كهربائي بقدرة 88 كيلو كلفن وغرفة المولد وتنك السولار لافتا إلى ان جمعية “الإغاثة الزراعية" عملت على حل هذه المشكلة من خلال توقيع اتفاقية مشروع الاستجابة الطارئة لتوفير مياه الري للمزارعين المتضررين في قطاع غزة .

ويأتي هذا المشروع، ضمن تحقيق الهدف الاستراتيجي للإغاثة الزراعية، لتحسين المستوى المعيشي، والحد من الفقر، ودعم صمود المزارعين، بما يضمن رفع المعاناة عنهم، وتحريك العجلة الاقتصادية، نحو استعادة ما فُقد نتيجة العدوان الاخير على قطاع غزة.

وأضاف ان مشروع إعادة اعمار البئر يعد المشروع الأول الذي يتم تنفيذه مباشرة بعد العدوان على القطاع وذلك بتمويل من مؤسسة كريستيان ايد مضيفا لقد تم إعادة استصلاح وتأهيل البئر الزراعي خلال ثلاث أشهر فقط.

يشار الى ان الإغاثة الزراعية نفذت المشروع عقب نداء استغاثة وجهه المزارعون الى المؤسسات من اجل انقاذ أراضيهم الزراعية خاصة وان البئر يعد المصدر الأولى لري هذه الأراضي وقد لبت الإغاثة النداء ضمن تدخلاتها الرامية الى تعزيز صمود المزارعين وتقديم ما يحتاجون اليه لمواصلة العملية الزراعية في القطاع.

اخر الأخبار