الانتصار ينقلب هزيمة فمن المسئوول؟!

تابعنا على:   15:00 2021-09-19

نضال ابو شمالة

أمد/ يوم السادس من سبتمبر الجاري استيقظ الشعب الفلسطيني على خبر الإنتصار الخارج عن المألوف بعد أن تمكن ستة أسرى فلسطينين من إنتزاع حريتهم إثر إختراقهم لكافة التحصينات الأمنية والتكنلوجية لسجن جلبوع الشهير باسم الخزنة الحديدية مما تسبب في فضيحة أمنية وعسكرية للجيش الإسرائيلي وأذرعه الأمنية على كافة المستويات في الوقت الذي حظيت فيه عملية انتزاع الأسرى لحريتهم بحالة عارمة من التضامن الشعبي والفصائلي والعربي.

وفرت عملية نفق الحرية جرعة عالية من الأمل للشعب الفلسطيني تصب في جهة الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية لكن هذا كان في الاطار المعنوي دون اي علاقة بالاسناد الفعلي المقاوم والميدان العملياتي لعملية النفق خاصة وأن اسرائيل استنفرت جيشها وكافة أذرعها الأمنية والاستخبارية وكلابها البولسية والبشرية وامكانياتها المتقدمة في عالم الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات وبتكلفة مالية قُدرت ب100 مليون شيكل وبتغطية اعلامية ذات طابع أمني يتضمن عمليات الإستدراج والإستنطاق وجمع المعلومات وتحليلها.

عملية نفق الحرية كانت بين طرفين يتمتعان بخبرات أمنية وعسكرية متقدمة سواء كان الأسرى الأبطال او المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، ومن المعروف ان العمليات الامنية المعقدة تقسم الى مراحل تسبق التنفيذ تبدأ بتحديد الهدف وجمع المعلومات وتحديد السلاح المستخدم

الاسرى الفلسطينيين طبقوا هذه المراحل الامنية فالهدف حرية وجمعوا المعلومات عن البنية التحتية لسجن جلبوع وحددوا السلاح المطلوب استخدامه وهو سلاح الملعقة الأنسب للاستخدام الى ان تمكنوا من الهرب ولكن بقيت المرحلة الاخيرة وهي الهدف المنشود المتعلقة باتمام الحرية وهذا الشق يحتاج الى اسناد شعبي وفصالي واسناد مقاوم الا ان هذا لم يتحقق وتركوا الاسرى وحدهم الذين التبست عليهم الاتجهات وجغرافيا المكان امام حالة الاستنفار العام للامن الاسرائيلي الذي اعلن ان العملية لم تنتهِ مما ادى لاعادة إعتقال اربعة أسرى بعد خمسة أيام في الداخل المحتل في حين تمكن الاسيرين أيهم كمامجي ومناضل انفيعات من الوصول الى مخيم جنين وبهذا تكون العملية قد نجحت فعلا وحققت انتصارها بغض النظر عن اعتقال رفاق دربهم ويافرحة ما تمت .

إذاعة كان العبرية أعلنت عن إعتقال كمامجي وانفيعات نتاج جهود مشتركة لقوات الجيش ووحدة اليمام الخاصة وجهاز الشاباك، وأسوأ ما ذكرته الاذاعة العبرية أن عملية الاعتقال تمت بعد تلقي جهاز الشاباك معلومات حدد من خلالها البيت الذي يختبئ فيه الاسيرين بشكل دقيق، وهذا يعني أن ثمة كلاب بشرية وفرت معلومات لجهاز الشاباك ويبدو أن المعلومات قد وصلت يوم الجمعة الماضي وهذا ما يبرره التعزيزات العسكرية الكبيرة صباح السبت في جنين ومخيمها.

إنتهت عملية النفق وكان للاسرى شرف محاولة انتزاع الحرية ولكن انقلب الانتصار الى هزيمة هذه الهزيمة بالتأكيد لن يتحمل مسئوليتها الاسرى الابطال وإنما الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله ومقاومته هم من يتحملون المسئولية الكاملة عن إحباط محاولة إنتزاع الاسرى لحريتهم في ظل غياب حالة الاسناد الفعلي والميداني المقاوم للأسرى.

الامر يتطلب استخلال العبر والدروس واعادة صياغة الموقف تجاه الاسرى وكافة القضايا الوطنية وبناء موقف وطني صلب بعيدا عن كافة اشكال الديماغوجية الوطنية

كلمات دلالية

اخر الأخبار