ارسموا زكريا

رسالة شعبٍ رغم الحصار… جدارية في قطاع غزة تجسد "نفق الحرية" - صور

تابعنا على:   22:31 2021-09-19

أمد/ غزة – أماني شحادة: يَعتبِر اللاجئ الفلسطيني جدران المخيم عبارة عن تصريح واضح لوعيه وحبه لوطنه، ورسالة قد لا يستطيع إيصالها بطرقٍ أخرى.

لجأ الشبان في قطاع غزة للتعبير عن عدالة القضية الفلسطينية من خلال رسم جدارية ثورية لقضية "أسرى سجن جلبوع" المُسماة بـ "نفق الحرية"، والتي استطاع فيها (6) أسرى محكومين بالمؤبد صنع حُرية خاصة بهم عن طريق حفر نفقٍ والعبور منه نحو أرضهم فلسطين، في أقوى السجون الإسرائيلية تحصينًا.

وما أن تقودك أقدامك إلى قطاع غزة المحاصر حتى تجد الفن الجداري يلفت أنظار المارين، ويشكل حالة وعي لما تحمله القضية الفلسطينية، فغزة تقاوم بكافة السبل الممكنة لها؛ بسبب الحصار وضعف الأوضاع، وصعوبة الوصول لباقي المناطق الفلسطينية.

ارسموا زكريا

محمد أبو ليلة، فنان تشكيلي من غزة، شارك برسم الجدارية، قال لـ "أمد للإعلام": "عبّرنا في هذه الجدارية عن مراحل الصراع بين الفلسطيني والمحتل، والحالة التي يعيشها الأسرى داخل السجون"، مؤكدًا "من واجبنا الإنساني والأخلاقي كفنانين وأولوياتنا تجاه الأسرى أن نوثق صمودهم"

وتابع: "في هذا الوقت من الصراع المستمر بيننا وبين الاحتلال، كان هناك قصة بطولية ورمزية يجب تتويجها بكافة المحافل والأعمال الفنية، سواء بالشعر أو المسرح أو الثقافة أو الرسم وغيرهم، العالم كله تحدث عن هذا العمل البطولي وعملنا هو جزء من توثيق قضيتنا الفلسطينية."

وأضاف "نحن جزء من منتدى الفن التشكيلي، وله دور كبير من المشاركات تجاه الأسرى والشهداء وأي مناسبة وطنية، والفن الجداري هو عمل مستمر والجميع يشاهده."

وأكد لـ "أمد للإعلام" أنه كان سعيدًا عندما مر الأطفال بالشارع، ونادوا على الفنانين أن يرسموا زكريا الزبيدي، مشيرًا أن الأطفال كانوا يسمون وينادون بأسماء الأبطال الستة لرسمهم، مشيرًا "كنت أنا وزملائي سعيدين أن نوثق ما يطلبه الشارع الفلسطيني لدعم قضيته."

وأضاف أن غزة تعبر عن الأسرى بأشكال مختلفة عن الصواريخ، هناك ريشة وثقافة، هناك حضارة وألوان وأشكال مختلفة عن الدم.

وبيّن لـ "أمد للإعلام" أن اللوحة هذه لا تريد أن يفسرها أحد، هي واضحة للجميع كل من يراها حول العالم سيفهم مقصدها، وأنه على كل فلسطيني أن يكون له دور.

وأشار "أنا وزملائي ممن رسموا الجدارية وكانوا سبب بها، فخورين أن لنا بصمة بتوثيق هذه البطولة والقضية النبيلة، والملحمة التاريخية التي سطرها وصمد فيها أسرانا أمام المحتل، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح لا شيء أمام أسرانا وصمودهم، أبطال جنين الصمود."

شخصيات الجدارية

تحوي الجدارية على رسم شخصيتين من الأسرى وهم محمود العارضة وزكريا الزبيدي، ويحمل الأسيرين حياة مليئة بالبطولات والتضحية لأجل فلسطين.

وتم إعادة أسرهم هم والأسيرين محمد العارضة ويعقوب القادري بعد عبورهم النفق في11 سبتمبر 2021، في أراضي ال 48.

ورُسم أيضًا هيئة أسيرين خلفهم جدار السجن، يمدان أيديهم نحو حفرة تخرج منها يد، وهو توضيحٍ لعبور الأسرى ومساندتهم لبعضهم للخروج من النفق.

أبطال كتيبة جنين

وثق الفنانون أيضًا على الجدارية رسم يدٍ قابضة على الملعقة، كرمزٍ لتمجيد الأدوات التي قام بها الأسرى بحفر النفق والعبور منه.

ومكتوب عليها "أبطال كتيبة جنين"، نسبة للأسرى ال (6).

وتحت اليد هناك الكثير من شجر الصبّار، دليلٌ على صبر الأسرى وما ذاقوه من البلاد حين نالوا حريتهم لخمس أيام.

تاريخ الجدارية الفلسطينية

تُعد الجدارية الفلسطينية، بوصلة توحد الفلسطينيين على نفس الطريق.

الانتفاضة الأولى، كانت بداية انتشار الرسومات والكتابات على جدران المخيمات والمدن والشوارع، التي تدعو للثورة والانتفاضة، وقبل بدء الانتفاضة كانت الكتابة على الجدران حكرًا على فصائل منظمة التحرير، وعندما تفجرت الانتفاضة بدأت حركتا حماس والجهاد، الكتابة على الجدران وأصبحت هذه الكتابة من نشاطاتها.

اخر الأخبار