الإنذار الفلسطينيى الأول!!!

تابعنا على:   18:02 2021-09-25

د. ناجى صادق شراب

أمد/ ما يعنينى في خطاب الرئيس ألأخير امام الدورة السادسة والسبعين للجمعيه العامه ليس التفاصيل التي قد تتكرر في كل خطاب، وهذا التكررا مبرر ولا بد من التذكير به دائما أمام الجمعية العامه وغيرها لأن هناك أحتلال ولا بد من التذكير دائما بالإحتلال وسياساته، وهناك عنصريه وأعتقال وتدمير للمنازل ومصادره للآراضى الفلسطينية المخصصه للدوله,وأن إسرائيل لا تريد السلام، واننا مددنا أيدينا للسلام.

وقبلنا بكل المبادرات وأهمها المبادره العربيه، وأننا قدمنا تنازلات كثيره للسلام لكن إسرائيل رفضتها. والملفت في الخطاب أولا ان الرئيس يقدم نفسه انه رجل سلام ومستعد للوصول لتسويه سياسيه تحقق العداله.والملاحظ ان الخطاب من الخطابات القصيره فلم يستغرق الدقائق العشره.

الذى يلفت النظر وقد فاجأ إسرائيل وهى المستهدف ألأول من الخطاب بإعتبارها سلطة ودولة إحتلال، والمجتمع الدولى الذى تمثله الأمم المتحده والمسؤول ألأول عن تنفيذ قرارته الخاصه بفلسطين وخصوصا القرار الأممى 181 الخاص بقيام الدولة العربيه على مساحة 44 في المائه من فلسطين.

وثالثا العالم العربى وإن لم يعلن ذلك صراحة الإنذار بإنتهاء الاحتلال خلال عام . الرئيس في خطابه والمعتاد أكد على ان الفلسطييين قدموا تنازلات كبيره أهمها القبول بدولة فلسطينيه تقل عن المساحة المقرره وفقا للقرار المذكور. كل هذا قد لا يؤثر على من أستمع الخطاب، لأنهم قد سمعوه من قبل، الجديد الذى لم يسمعوه ويستحق ان يفكروا فيه ان امام إسرائيل عاما لتنسحب من ألآراضى المحتله وتتم تسوية كل القضايا النهائيه خلال هذا العاام. هذا الجديد وقبل تحليل فعالية هذا الإنذار قدم الرئيس بدائله في حال لم تلتزم إسرائيل ، والبديل الأول :إعادة النظر بالإعتراف بإسرائيل الذى لم يعد ضروريا او لا قيمه سياسيه له. وهذا يحتاج منا لوقفه والبديل الثانى اللجؤ للجنائية الدولية وتقديم الاحتلال كأكبر جريمه وهذا يحتاج لوقفه أخرى ، والبديل الثالث تفعيل قرارات الشرعيه الدوليه. وان على الجميع أن يتحمل مسؤولياته وكل التداعيات التي يمكن ان تترتب على عدم إنهاء الاحتلال. أولا نعود لماهية الإنذار وهل يملك الفلسطينيون القدرة على التنفيذ؟ وهل العام كاف جدا لإتمام أكبر عملية إنسحاب قد يشهدها العالم؟الإنذار بقراءه سريعه أولا مرتبط بحياة الرئيس شخصيا لأنه غير ملزم لمن بعده وهنا ربط الرئيس ما تبقى من مصداقيه بهذا الإنذار..وثانيا الإنذار من النوع التحذيرى لأن الرئيس وقبل غيره يعلم أن الإنسحاب يحتاج لأكثرمن عام، وان الانسحاب لن يتم إلابالقوة العسكريه او معركه وحرب فاصله تنهى الاحتلال وهذه القوة العسكريه موجوده ألآن في غزه وبيد حماس ، يحتاج الى تفاوض كما أشار الرئيس بمرجعيه جديده وهذا المفاوضات تحتاج لوقت أطول، لكنه تحذير يحمل في معناه ليتحمل الكل مسؤولياته وان الاحتلال لم يعد محتملا لأكثر من أربعة وخمسين عاما.

ولا ننسى أن الإنذار مرتبط بالقوة التي يملكها الشعب وتملكها السلطة نفسها ، وكيف لتفعيل هذا الإنذار وقابليته للتنفيذ والإنقسام متاصل ومتجذر فلسطينيا.

السلطه لا تملك جيشا لتعلن الحرب وتنهى الاحتلال، لا تملك إلا المقاومة السلميه والمقاومه السلميه تحتاج على وقت وشموليه ورؤيه وهى أمور غير متاحه ، وليست على إستعداد للمقاومه المسلحه وتفقد كل الإنجازات التي تحققت على الأرض ،ولا أحد يمكنه أن يتجاهل هذه الإنجازات حتى لو كانت محدوده. السلاح القوى الذى لوح به الرئيس الإعتراف ، سحب الإعتراف وإعادة النظر فيه، وحتى هذا السحب وإعادة لنظر فيه لم يعد له قيمه بعد ان تم الإعتراف ، بل ستذهب إسرائيل وتتذرع ان الفلسطينيين لا يريدون السلام .والإعتراف لم يتم الإستفاده منه بدايه فقوته قبل الإعتراف وليس بعده ،وأما البديل الثانى الذهاب للمحكمه الجنائيه وعلى أهميته ، الكل يعرف ان إجراءات المحكمه تحتاج سنوات طويله حتى تبت في قضيه الاحتلال, واما البديل الثالث وهو المسؤوليه الدوليه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية فاكتفى بالقول ان الشرعية الدولة قيمتها اخلاقيه حقوقيه ولكن ينقصها القوة القادره على تنفيذها على ألأرض، ولا ننسى ان تنفيذ هذه الشرعية منوط بمجلس الأمن ومجلس الأمن يتحكم فيه الفيتو الأمريكي الذى يوظف في خدمة حماية إسرائيل.وفى الوقت ذاته أشار الرئيس إلى بديل ان الشعب الفلسطينيى لم يعد يحتمل الاحتلال وسيقاوم بكل الوسائل المشروعه. هذه الإنذار وهذه البدائل مجرد تنبيه لإسرائيل وللولايات المتحده والمجمتع الدولى للتسريع في المفاوضات بمرجعية المؤتمر الدولى والذى ثبت أيضا عدم فعاليته. هذه الملاحظات لا تقلل من قيمة الخطاب لكنها دراسه واقعيه للخطاب الذى قد يكون الأخير في حياة الرئيس. ويبقى انها كانت فرصه للإعلان الصريح أمام الجمعية العامه بالمطالبه بقبول فلسطين دوله كامله العضويه تحت الاحتلال.

وفى النهايه الإحتلال لا ينهيه إلا نضال ومقاومة الشعب الفلسطينيى كما كل الشعوب الأخرى . لكننا امام سنه سنشهد فيها تحولات كبيره ستمس مستقبل القضية الفسطينية . والسؤال ما هو رد فعل إسرائيل وما هي خيارتها؟وأخيرا لا تملك الرئاسه ولا السلطه عصا سيدنا موسى .

العصا بيد الشعب الفلسطينيى الموحد وراء قياده سياسيه واحده ومؤسسات شرعيه واحده فكيف لنا نرى التنفيذي وتنقصنا الشرعية والمؤسساتيه ويسود التشكيك وهناك من يطالب فلسطينيا بتنحى الرئيس وللأسف الورقه التي تذرعت بها إسرائيل للرد على خطاب الرئيس.

كلمات دلالية

اخر الأخبار