مشعل ما بين الأمراض المزمنة والمستعصية...شعبٌ وقضية في العناية المركزة

تابعنا على:   23:27 2021-09-30

غادة خضر

أمد/ في الوقت الذي  تَعْتَصِرُ فيه القضية الفلسطينية وتُختَزل ، كركود جدول مائي لا طعم له ولا رائحة يصل بها الى عالم الفناء ، وفي ظل تتالي المجازر المعنوية والاقتصادية والجغرافية والحياتية يلحق بها المجازر الكونية ( كورونا ) والبشرية ( الانقسام )يتلاشى معها ما خلق وسمى بفلسطين وفلسطينيون ، وفي ذات اللحظة التى تتلاقي بها أرواح القادة الأبرياء ياسر عرفات واحمد ياسين تترصد وتتعقب أنفسٌ تتلاعب بتاريخ ونضال ومقدراتِ شعبٌ ما زال  حى يرزق، صَادِرٌ بحقه الآف شهادات الوفاة مع وقف التنفيذ، أرواح القادة الأبرياء تشتهى لقاء الأرواح الشريرة من قادة هذاالشعب  المُعَذب،  لقاء عتاب لا لقاء اشتياق، لقاء ما بعد الموت اقصد ، اما ما قبله فهى مجرد أنفسٌ  صنعت من  الفتن ، وسقيت من حليب الضلال ، وبالتالي فهى لا تستطيع العيش الا في عالم العداوة والضوضاء المغلف بالإستخفاف والإستغباء  ولا تحمد الله لا في السراء ولا في الضراء الا امام  عدسات الكاميرات فكل شئ مختلف ومتابين باطنهِ عن ظاهرهِ ، أنفسٌ  نشتهى لها الهلاك والدمار  ويشتهيها الموت مغتبطاًوفرحاً  معلناً بدءِ ساعاتِ الحساب والجزاء(لغير العارفين هناك فرق بين الروح والنفس ) ، وبعد كل هذا وبعد مرور خمسة عشر عاماً على الإنقلاب  الدموي في غزة ، بعد أن كان سكان غزة ينعمون بالعز والكرامة اصبحو كمادة اعلامية للتسول وما شابه المنحة القطرية وغيرها ، بعد أن غدت غزة مصنعاً للازمات ، يطل علينا مشعل من بلاد العرب  ومن خلال مشاركة له عبر تقنية الزووم أثناء جلسة حوارية لمركز  مسارات وذلك ضمن برنامج بدائل وخيارات ، واصفاً الحالة الفلسطينية الحالية والازمات  العديدة التي تواجهها  ، وقد أخبرنا مشعل عن الازمة الأولى هى القيادة ، حيث شبه الأخيرة بالأمراض المزمنة والخطيرة ،وكأنه يدلى بمعلومات تظهر مدى خطورة مرض  الضغط والسكر والذئبة الحمراء على الشعب الفلسطينيى ، أما الازمة الثانية والتي تتمثل في غياب الفعل النضالي المتتابع والمستمر فى داخل الوطن وخارجه، واجزم انه هو نفسه يعحز عن تفسير تلك الكلمات واستحالة تطبيقها على أرض الواقع في ظل توقيع اتفاقيات ابراهام 

أما الازمة الثالثة والأخيرة حسب تصنيف مشعل ، وكأن لا أحد يعلم بها هى أزمة الإنقسام المستعصى ، ما بين السطور يعنى لا يمكن للا نقسام ان ينتهى لانه مستعصى كالسرطان ، يبدو أن جميع من حضر من باحثين واكاديمين تلك الجلسة شعروا بأنهم داخل احدى العيادات المختصة بالأمراض المزمنة والمستعصية والخطيرة وعليهم الإستعداد والتهيؤ لدخول غرف العناية المركزة من هول ما تكلم به مشعل وما اخبرهم به ، ومن الطريف انه يطالب هو نفسه بإنهاء  الانقسام !!!!!!!

لو تذكرون أول خطاب  متلفز له بعد السيطرة العسكرية  والدمويةعلى القطاع ، حيث رفع يده نحو فمه رافعاً رأسهُ واصفاً ما حدث بأنها كحبة دواء اضطر لبلعها وتجرعها   للاستشفاء !!!!!!

علماً بأن مشعل خريج قسم  فيزياء لا طب ولا صيدلة  ،فالأولى أن يتناول مصطلحات علمية تختص بالطاقة والكتلةوالمادة...   

اختصاراً لما سبق ازمة القيادة هى تشبه بحد ذاتها المرض المزمن ،أما  أزمة الانقسام فهى كالمرض المستعصى  أما الانقلاب أو كما يسمونه الحسم العسكري  فهو حبة دواء طعمها مر ولكنها  بمثابة علاج،  ذلك هو ملخص للخمسةعشر سنة ماضية ،ونحن كجيل ضاعت امانية  ودفنت احلامه ما بين الامراض المزمنة والمستعصية والعيادات الخارجية .....

 ندعو كل قيادات الفصائل المتناحرة و  التى قاربت على الانتهاء، الاستعداد  للهرولة نحو عالم البرزخ، وأن تتقوا الله في شعبكم وقضيتكم، وفيما تبقى لكم من ايام في هذه الحياة الدنيا  ،و كان الله في عون شعبنا المُتَاجر في دمائه والمُضَحَى بشبابهِ وشيابهِ.

كلمات دلالية

اخر الأخبار