أمد/ بريتوريا: عقد وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، يوم الجمعة، جلسة مشاورات سياسية مع نظيرته الجنوب افريقية ناليدي باندور.

واستهلت المشاورات السياسية بلقاء ثنائي جمع الوزيرين، ناقشوا فيه المواضيع ذات الاهتمام المشترك ونقل فيه تقدير القيادة الفلسطينية لمواقف جمهورية جنوب افريقيا الداعمة والثابتة للقضية والشعب الفلسطيني، وناقش الطرفان امكانية ترتيب زيارة للرئيس للقاء الرئيس الجنوب افريقي.

وفي الحديث الصحفي الذي تبع الاجتماع الثنائي، عبرت باندور عن موقف بلدها الثابت والداعم للقضية والشعب الفلسطيني. كما شددت على موقف جمهورية جنوب افريقيا الرافض لانضمام اسرائيل الى الاتحاد الافريقي بصفة عضو مراقب، وشددت حرصها على استمرارية العمل لمنعه.

من جهته، اشاد المالكي بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين من نضال وكفاح لنيل الحرية والاستقلال. وجدد شكره لجمهورية جنوب افريقيا قيادة وشعبًا على دعمها المستمر لدولة فلسطين في المنظمات والمحافل الدولية وفي القارة الافريقية، خاصة موقفها الأخير الداعم لفلسطين برفض قرار انضمام إسرائيل للاتحاد الافريقي بصفة عضو مراقب.

وانتقل الطرفان الى جلسة المشاورات السياسية الموسعة والتي شاركت فيهت الوفود المرافقة للوزراء، وناقش الطرفان خطوات لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، من بينها انشاء لجنة حوار استراتيجي تجتمع بشكل دوري وتعنى بابقاء الاطراف المعنية مطلعة على المستجدات السياسية وتوحيد الجهود وخطوات العمل والاتفاق على الخطوات العملية والتحركات والاليات والاستراتيجيات التي تهدف لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وفي القارة الافريقية، اضافة الى تعزيز حملات التضامن الواسعة التي تهدف لوضع القضية الفلسطينية في قائمة اولويات المجتمع الدولي على مستوى الحكومات والشعوب.

ثم ناقش الطرفان سبل توسيع مجالات التعاون على كافة المستويات بين حكومة البلدين والتواصل ليشمل المستوى الرسمي بالتحضير لعقد اللجنة التعاون المشتركة والالتزام بعقدها بشكل دوري والتي تشمل مجالات التعاون السياسي والاكاديمي و السياحي والثقافي والصحة وغيرها من مجالات التعاون التي ستعود بالنفع على البلدين حكومةً وشعباً، وعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية والاعمال وعلى المستوى الشبابي من حيث اشراك النشطاء الشباب من البلدين في حوارات وفعاليات مع نظرائهم وذلك انطلاقا من تشاركهم بمبادىء الحرية والعدالة ذاتها.

ووضع المالكي نظيرته الجنوب افريقية بصورة المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية والانتهاكات التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال، واشار الى خطاب الرئيس الاخير والى تقارير المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان والتي خلصت الى ان اسرائيل تمارس جريمة الابرتهايد، مؤكدا مسؤولية الدول في مسائلة الاحتلال عنها ومواجهة هذه المنظومة وتفكيكها.

من جهتها عبرت الزيرة باندور عن استعدادها التام للمضي في الجهود الرامية الي دعم الشعب والقضية الفلسطينية واقامة دولته المستقلة على المستوى الشعبي باشراك المؤسسات الشابة بنشاطات التضامن، وعلى المستوى الرسمي في المحافل الدولية.

وتحدث الطرفان عن آليات تمكن من كسر الجمود الدولي وتحريك عملية السلام والعمل مع الدول الصديقة لتحقيق ذلك. علاوة على ذلك تطرقت باندور لبعض القضايا في القارة الافريقية والاوضاع في عدد من الدول فيها التي تستدعي اهتمام المجتمع الدولي. وفي هذا الاطار عبر المالكي عن وقوف دولة فلسطين حكومة وشعبا مع شعوب القارة بما في ذلك تقديم الدعم لهم عن طريق الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي في مجالات مختلفة من بينها الصحي والزراعي.

ووقع الطرفان على بيان مشترك، يؤكدان فيه عمق العلاقات بين البلدين، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، واستمرارية العمل لتحقيق السلام العادل للشعب الفلسطيني، واتفقوا على تضافر الجهود وتكثيفها لمنع انضمام اسرائيل الى الاتحاد الافريقي، وشددوا على اهمية الدفاع على النظام متعدد الاطراف المبني على القانون وعدم السماح بتقويضه.