دروس التاريخ الضائعة!!

تابعنا على:   14:33 2021-10-13

فريد السباخي

أمد/ كنت اقرأ عن سقوط الأندلس وخاصة الفترة التي سبقتها لأجد إجابة على سؤال محير برأسي لماذا لم يتحرك المسلمين لنجدة دولة الإسلام بالأندلس؟ خاصة بوجود دول إسلامية قوية جدا تستطيع كل واحدة منهم منفردة هزيمة الأسبان؟!

واكتشفت هنا أقوى دروس السياسة والاستراتيجية طويلة المدى، التي استعملوها لإشغال المسلمين عن نصرة اخوانهم في الاندلس، وهي فترة ما قبل الانقضاض الأسباني على الاندلس بمساعدة البرتغال" التي سيكون دورها بناء جبهات متقدمة بالعالم الاسلامي للتغطية على الجبهة الأهم وهي الاندلس لإبادة المسلمين في غرب اوربا" . 

المخططات القديمة للسياسة الغربية كانت لا شك ذكية جداً، لذلك هم مستمرون في التعامل معنا بها حتى اليوم، تبدأ بإضعاف القوة اولاً بنعومة لشل قدرتك على المقاومة حتى لا تستطيع الحركة حينها مطلقاً، ثم بعدها الانقضاض النهائي والصدمة. 

لنبحر معا بصفحات التاريخ "المخطط الاسباني البرتغالي" 

بداية كانت هناك ثلاث دول اسلامية قوية تستطيع كل واحدة منهم أن تصد الهجوم على الأندلس وتحمى المسلمين. 

وهي الصفوية الشيعية. واثنتين سنيتين هما المملوكية. والعثمانية. 

بداية شاغلت البرتغال دولة المماليك اقتصادياً وادخلتهم بأزمة اقتصادية طاحنه والتي نتجت بعد اكتشافهم لرأس الرجاء الصالح وتدمير طريق الحرير( التجاري) الذي كانت مصر ممره الرئيسي وتنطلق التجارة بنهايته من مدينة الاسكندرية الى اوربا فبعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح" تغيرت طريق التجارة العالمية، فأوقعت مجاعات بالدولة المملوكية ادت الى اضطرابات شعبية اشغلتها بهمومها عن العالم.

ثم نأتي للدولة الاسلامية الثانية القوية وهي الدولة الصفوية الشيعية وهذه كانت تتعامل مع البرتغال منذ البداية لمحاولة استغلال انشغال الدولة العثمانية وحروبهم المستمرة مع دولة اوربا الشرقية" وذلك شكل لهم الفرصة لمحاولة نشر التشيع في الاناضول" الذي كان عندهم آولوية ولا نية عندهم بمساعدة دولة الأندلس وشعبها فهم من أهل السنة.

وفعلاً بدأ الشيعة وبمساعدة البرتغال واسبانيا بمشاغلة الدولة العثمانية بحروب معهم من جهة وخطر اوربا الشرقية من جهة، بذلك تم تعطيل قوة كبيرة جداً كقوة الدولة العثمانية القادرة على المساهمة في مساعدة الأندلس وأهلها، لقد كانت واحدة من هاتين الدولتين القويتين "المملوكية والعثمانية" تستطيعان ولكان تغير مجرى التاريخ..

وبعد هذا الدرس الكبير في التاريخ فكر بواقعنا اليوم بنفسك؟؟ وتخيل مدى غبائنا وفشلنا في استخلاص العبر من دروس التاريخ وسترى كارثتنا!! 

التاريخ يعيد دورته" وما زال بعض الأغبياء يصدقون ويتجاهلون حقائق التاريخ، إن دور الشيعة في ايران مجرد وهم وسراب ومؤامرة فقط لمشاغلتنا بالعراق بالامس وبالخليج اليوم، ثم مشاغلتنا اليوم زادت باثيوبيا ومؤامرة السد" لمشاغلة مصر القوة المتبقية بعد ضياع العراق وغرق سوريا بحروبها الداخلية، ثم زادوها بزراعة وتوزيع جميع الحركات المروعة والتي اخترعتها اجهزة الاستخبارات العالمية للمنطقة.

العالم يعيد معنا نفس القديم ونحن لا نتعلم للأسف "نقرأ سياسة ولا نقرأ التاريخ صانع السياسة" القادم صعب على المنطقة العربية إن استمر نزيفنا الاستراتيجي..؟!

كلمات دلالية

اخر الأخبار