الوعود الدولية للفلسطينيين متى تتحقق فعليا؟

تابعنا على:   15:18 2021-10-15

عبدالمجيد الشوادفى

أمد/ الوعد الذى يصحبه تحبيب وإغراء بتحقيق هدف أو مطلب أو مكسب آجل مقابل الالتزام بأعمال حسنة أو الامتناع عن أخرى سيئة يسمى ترغيبا لأنه يؤدى إلى تشويق المدعو للاستجابة.. وفى المقابل أو المضاد فإن السلوك المُتعمد الذى يُسبب حالة الخوف لشخص أو مجموعة أو دولة من الإصابة أو الأذى فإنه يُسمى ترهيبا لأنه يُعد وعيدًا وتهديدًا بعقوبة.. ويتطابق هذا التوصيف مع ما استخدمته دول العالم وأنظمتها المختلفة لمعالجة القضية الفلسطينية على مدى ما يزيد على 70 عامًا مضت ولم تحقق إنهاء لنزيف الدماء فى الحروب والمعارك والأعمال القتالية والعسكرية أعوام 1956 و 1967 و 1973 وغيرها مع الدول العربية من جانب إسرائيل وداعميها فى الغرب. واستمرت أعمال الاستيلاء الاستيطانى على الأراضى وهدم البيوت وتهجير أبناء الوطن الفلسطينى وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية واقتحامها بصفة شبه يومية وفى مقدمتها مدينة القدس لتحويلها إلى عاصمة لإسرائيل والمسجد الأقصى لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وتعدد ارتكاب جرائم القتل والأسر والاعتقال للآباء والأبناء والنساء والأطفال وتعذيب عائلاتهم، وجاءت الطامة الكبرى فى عهد الرئيس الأمريكى السابق ترامب بالإعلان والاعتراف ونقل سفارة أمريكا وغيرها لمدينة القدس باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، وتوقيع اتفاقيات وإقامة علاقات بين عدة دول عربية وغيرها مع إسرائيل بذريعة التوصل لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بوجود الدولة الفلسطينية، ولم يمنع ذلك إسرائيل من مواصلة عدوانها على الأرض والشعب الفلسطينى ونشبت عملية عسكرية بين الجيش الإسرائيلى وأفراد المقاومة الفلسطينية يوم 10 مايو الماضى، الأمر الذى دعا الرئيس السيسى إلى بذل الجهد لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين يوم 21 مايو ولم تمض 48 ساعة حتى جددت إسرائيل أعمالها العدائية وعاودت مصر محاولاتها لتثبيت إيقاف النيران والعمل على إحياء مسار تفاوضى وجرى بحثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى أثناء زيارته لمصر. وجاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك يوم 21 سبتمبر الماضى للالتزام بمواصلة المساعى لتعبئة الجهد الدولى للتوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وإثر ذلك كانت المفاجأة بقرار المؤتمر السنوى لحزب العمال البريطانى فى اجتماعه بمدينة برايتون بإدانة النكبة المستمرة بفلسطين والاقتحام المتواصل للمسجد الأقصى والتهجير المُتَعَّمد لأهالى الشيخ جراح بالقدس والحرب على غزة وتأييد استخدام العقوبات ضد الاحتلال الإسرائيلى وتحقيق الجنائية الدولية فى جرائمه، كما تضمن قرار المؤتمر الاعتراف الفورى بدولة فلسطين عند تشكيل الحكومة.. ويبقى التساؤل، هل تتحقق الوعود بتنفيذ الالتزام أم تبقى مجرد كلام، وهذا ما سيكشفه القادم من الأيام.

عن الأهرام

اخر الأخبار