سلاما لروح سعيد

تابعنا على:   23:51 2021-10-21

عمر حلمي الغول

أمد/ للموت الامه وفواجعه ومنطقه الخاص، الذي لا يقيم وزنا لمواجعنا وفراق احبة وأصدقاء، يفاجئنا، يقتحم عوالمنا ورحلتنا القصيرة في الحياة مرات ومرات ليخطف البسمة والسعادة والعشرة والمودة منا دون استئذان، ومن غير أي اعتبار وحساب لمشاعرنا وصدماتنا. لان هذا ديدنه، وكونه كما الولادة والحياة حقيقتان راسختان لا مفر منهما، او كما نواسي احبتنا واهلنا واصدقائنا: الله جاب.. الله اخذ.

غادرنا ولم يغادرنا الراحل العزيز الدكتور سعيد عياد، الكاتب السياسي والمثقف المبدع، واللغوي والناقد والمحاضر والإعلامي المخضرم. غادرنا في ذروة عطائه المعرفي والأكاديمي وكان امامه وعلى جدول اعماله مشاريع عدة لإنجازها وخاصة الموسوعة الخاصة بإعلامي بيت لحم. ولم يغادرنا، لأنه باق فينا وبيننا، ونتاجاته المعرفية في الفكر السياسي والديني، وخاصة كتابه "صراع العقل السياسي الفلسطيني" وبحوثه ال32 في الاعلام المنشورة في العديد من الدوريات وكتبه وخاصة كتابه الأخير "المهمشون" الذي احتفت به العديد من المؤسسات والمنابر والجامعات، ودوره الإعلامي على مدار 42 عاما مؤسسا لبعض المنابر، ومساهما في رئاسة بعضها، ومنتجا ومعدا لعدد من البرامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون، التي تولى فيها عددا من المواقع الهامة، منها: مدير عام الاخبار، ومدير عام البرامج.. لهذا سعيد باق يواصل دورة الحضور الفاعل في منتدياتنا ومنابرنا وجامعاتنا وخاصة جامعة بيت لحم، التي تولى فيها رئيس المجلس الأكاديمي، ورئيس دائرة اللغة العربية..

نعم لم يرحل الدكتور الشاب سعيد عياد، ومازال يطل عبر الشاشة الفضية من خلال ابنته المتميزة في حقل الاعلام عموما، وهيئة الإذاعة والتلفزيون خصوصا ضحى. وسيبقى الدكتور الانسان الدمث والمحب والخلوق والمتعاون والمتواضع والمعطاء حاضرا يقارع الحجة بالحجة وبالمنطق والعلم.

تعرفت الى الدكتور سعيد في هيئة الإذاعة والتلفزيون من خلال البرامج التي كان يدعوني اليها للحوار لإيصال رسائلنا السياسية الوطنية والإنسانية لمتابعي الفضائية الفلسطينية، وتواصلت معه بشكل مباشر وغير مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادلنا الآراء والمواقف المشتركة دفاعا عن حرية الرأي والتعبير، وعن القضية الوطنية ومشروعنا واهدافنا الوطنية والقومية المشتركة.

كان الصديق سعيد مثالا للإنسان الإيجابي، القريب من القلب، المحب للأخر، وجسر التواصل بين أصحاب الرؤى والاجتهادات المختلفة، المتسامح انسانيا، والذي يكره ويرفض كل عوامل الفرقة والتمييز، المؤمن بالشراكة والتعاون، لكنه المدافع الصلب والعنيد عن الأهداف السياسية والتحرر الوطني، والرافض للمساومة على حقوق ومصالح الشعب العليا.

رغم حضوره الطاغي بما تركه لنا من ارث معرفي واعلامي، بيد اننا سنشتاق اليه، ونشتاق لحواره مجددا. لا بأس أيها العزيز سعيد من مغادرتك مسرح الحياة باكرا وباكرا جدا، لكن هذه هي فلسفة الموت والحياة، ورغم ذلك لن أقول لك وداعا، انما سلاما عليك يوم ولدت، ويوم رحلت، وسلاما لروحك الطاهرة أيها الرجل النبيل

كلمات دلالية

اخر الأخبار