نصيحة الى قيادة حماس..حاذروا المس بتاريخ الثورة والمنظمة!

تابعنا على:   08:47 2021-11-16

أمد/ كتب حسن عصفور/ تقوم حركة حماس بمحاولات متلاحقة، وبأشكال متعددة، للمس بتاريخ الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتعمل بكل سبل متاحة على تشويه متعمد لتقديم روايتها الخاصة حول مسار الأحداث، رغم انها لم تظهر كجزء من الثورة التي انطلقت يناير 1965، وأصبحت الحاضر الوطني والممثل الشرعي الوحيد، وقدمت عشرات آلاف من الشهداء، والجرحى والأسرى، وقادت معارك خلدها التاريخ وربما هي أكثر من قدم قادتها شهداء، قبل أن تعلن حركة الإخوان المسلمين في الأردن وفلسطين وداخل إسرائيل عن "شراكة غريبة" بإطلاق حركة حماس عام 1988.

ولأن التاريخ، ليس صفحة بيضاء، وليس خافيا مسببات الانطلاقة الإخوانية الجديدة، زمانا ومكانا، فالأفضل أن تقلع حركة حماس كليا عن لعبتها القديمة – الجديدة، في تشويه تاريخ الثورة والمنظمة لغاية لم تعد سرية ابدا، وليس خافية بأهدافها ومراميها عن أحد، خاصة أنها لا تترك فرصة تمر دون ان تدس "سمومها السياسية" للمس من ذلك التاريخ الثوري، الذي صنع مجدا لفلسطين والقضية الوطنية، ومسبقا لولا ذلك لما تغير موقف الجماعة الإخوانية من مسار الصراع مع العدو القومي، واستمرت في علاقاتها مع الواقع لما قبل 1987، وهي محطات معلومة جدا لكل فلسطيني.

أن تستغل حركة حماس واقع السلطة الفلسطينية الراهن، وانقسام حركة فتح، وتساهلهم لأسباب غير مفهومة في الصمت على محاولات التشويه المتلاحقة التي تقوم بها حركة حماس، فذلك لن يمنح "روايتها" مصداقية سياسية، أي كانت لغتها، ولو واصلت ذلك السلوك "التشويهي" وفتح صفحة "صراع" على التاريخ، مسبقا لن تخرج منه أبدا رابحة، بل ربما تصاب بكثير من سواد ثوبها.

لعبة تشويه التاريخ، هي خدمة للعدو القومي، ولا نعرف أهي مجانية بسوء تقدير سياسي، منطلقه "ذاتية إخوانية عصبوية"، ام سوء نية منطلقه استمرار لعبة خلق البديل، لنجد "منصور عباس" بديلا لـ "محمود عباس"، بكل ما يكمن خلف ذلك التشبيه السياسي.

كل متابع لإعلام حماس الإخوانية، يجد أن عامود روايتها يقوم على حذف رواية وطن لاستبدالها برواية فصيل، وكأن الذاكرة الفلسطينية حدث لها مسح كامل، ولم يبق منها سوى ما تختلقه الرواية الحمساوية.

وآخر ما أنتجته ماكينة حماس الإعلامية التزويرية، موقفها من "وثيقة الاستقلال" التي أعلنها الخالد المؤسس الشهيد ياسر عرفات عام 1988، أي بعد أشهر من "انطلاقة حماس الإخوانية"، وثيقة وضعت رؤية سياسية لمواجهة التطورات المحلية والإقليمية والدولية، برافعة الانتفاضة الوطنية الكبرى، والتي قادتها "قيادة موحدة"، رفضت حماس أن تكون جزءا منها، لاعتبارات "خلق البديل"، والذي توافق زمنيا مع رؤية أمريكية صاغها معهد واشنطن 1987 لتشجيع وجود "موازي سياسي تمثيلي" لمنظمة التحرير.

أن تفتح حماس ماكينتها الإعلامية لحرب سياسية تشويهية ضد "وثيقة الاستقلال"، هو تكملة لذات المناورة الإحلالية، عندما لا تترك فرصة لتدين اتفاقات أوسلو ومنتجاته، وتتجاهل أنها زحفت على ركبيتها لتشارك في انتخابات "سلطة أوسلو" 2005، رغم انها انتخابات غير شرعية وجاءت بطلب أمريكي – إسرائيلي لتطويق مفاعيل المواجهة الكبرى من 2000 حتى 2004 والتي قادها الشهيد الخالد ياسر عرفات ولم يغادر موقعه هروبا، بل قاد أطول معركة في تاريخ الصراع حتى نال ما أراد شهادة دفاعا عن قضية ووطن.

حماس التي شاركت بطلب أمريكي – إسرائيلي وفقا لما كشفه أمير قطر تميم ورئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم أكثر من مرة أنهم طلبوا من قطر اقناع حماس بالمشاركة، ما يفضح ان المسألة لم تكن "خيارا وطنيا"، ومع ذلك شاركت وفازت بدعم من فتح قبل غيرها، وشكلت "حكومة سلطة أوسلو" برئاسة إسماعيل هنية، حتى قادت انقلابا يمهد موضعيا الى تأسيس كيانية خاصة في قطاع غزة وفقا لخطة شارون المعلومة.

حماس التي تجاهر أنها ضد اتفاقات أوسلو، هي قبل فتح، من يبحث عن تجديد شرعية "سلطة أوسلو" تحت عباءة انتخابات جديدة، بدلا من الحديث عن فك الارتباك الكلي بتلك الاتفاقات والذهاب الى صدام وطني عام بإعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال.

حماس وعبر آخر رؤية قدمها إسماعيل هنية رئيس الحركة، تعيد تمسكها الكلي بسلطة أوسلو، وتبحث إعادة صياغة دورها ووظيفتها، وتهرب كليا من "أم المعارك السياسية" إعلان دولة تحت الاحتلال، وفك الارتباط الكلي مع سلطات العدو القومي.

حماس تتجاهل أنها صنعت حكومة خاصة لها، ولكن ضمن مقاس أقل كثيرا من منتج سلطة أوسلو، لأنها اختارت البعد الانفصالي، وليس الترابطي الذي كان قبل 2005.

كان الاعتقاد أن تكف قيادة حماس وماكينتها الإعلامية على القيام بلعبة تشويه الثورة اعتقادا أنها ستكون "البديل القادم"، ويبدو أنها لم تتعلم جيدا من دورس مؤامرة زجها في انتخابات 2005، وتذهب لتنفيذ مؤامرة "البديل الممكن" لما بعد مرحلة عباس، وهي تتجاهل كليا أن ذلك قاطرة مداها محطات محدودة ويسهل حصارها لاحقا، وتجربة "منصور عباس" لن تكون في فلسطين.

قبل فوات الآوان، وكي لا تنحرف مسار المعركة الكبرى، على قيادة حماس الكف عن تلك المناورة – المؤامرة لتشويه تاريخ الثورة والمنظمة، مع حقها الكامل بتوجيه نقد وطني، وليس لعبة أخرى، مقابل أن تحتمل كل سهام النقد عليها قبل أن يكون لها...

قطاع غزة تجربة كفيلة ان تكشف حقائق جمة بين الادعاء والواقع حكما وثرثرة...وليس كل قول منكم حميد...فكروا مرات ومرات قبل الاستمرار في مؤامرة تشويه تاريخ ثورة شعب يا قيادة حماس.

ملاحظة: مكذبة غريبة تمارسها دولة الكيان عندما تنشر عبر إعلامها، انها تطالب الدول المانحة دعم السلطة الفلسطينية ماليا...طيب بالأول سددوا ما عليكم ديون تقارب المليار دولار كافية بحل أزمات كبرى...الغريب صمت ممثلي السلطة على تلك المكذبة!

تنويه خاص: دولة الكيان لم تغلق ملف شابين اعتقلا في تركيا بحجة تصوير قصر أردوغان...حركة متصلة وارسال وفد..ماذا فعلت السلطة وسفارتها في تركيا للمعتقلين الفلسطينيين هناك..سؤال مش أكثر!

اخر الأخبار