ظاهرة العجز العربي في هزيمة الكيان

تابعنا على:   15:48 2021-11-17

محمد جبر الريفي

أمد/ مرت الآن ثلاثة وسبعون عاما على قيام الكيان الصهيوني عام 48 كجزء من مخطط استعماري يستهدف وحدة الأمة العربية وتقدمها و شهدت هذه المدة عدة حروب عسكرية دون أن يحقق العرب نصرا استراتيجيا على هذا الكيان العدواني الغاصب فبقى صامدا يؤدي وظيفته العدوانية لم يضعف ولم ينهار ولم تتحرر فلسطين بل اختفى هذا الهدف القومي من الخطاب السياسي العربي الرسمي.

وحل بدلا منه مشروع حل الدولتين الذي بدأ يتراجع هو الآخر بسبب التعنت الإسرائيلي وغول الاستيطان وتخلي واشنطن عنه لصالح تسوية إقليمية لا تتعازض مع الرواية اليهودية ٠ ..

سيختفي مشروع حل الدولتين من الخطاب السياسي العربي الرسمي هو الآخر كما اختفى شعار تحرير فلسطين اذا ما ظل الانقسام السياسي الفلسطيني قائما ليحل بدلا منه كيانين للشعب الفلسطيني أحدهما في القطاع والآخر في الضفة فيما يحقق الكيان الصهيوني مكاسب سياسية على مستوى الاعتراف والتطبيع العربي والإسلامي ودون أن تجد المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت طريقها للتطبيق بل كان الرد الإسرائيلي عليها إعادة شارون رئيس الوزراء آنذاك احتلال الضفة الغربية ..وجود الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وعدم القدرة العربية على هزيمته عسكريا يرجع ذلك حسب ما درج عليه تفسير الساسة العرب قادة أو مناضلين أو نخب سياسية وثقافية هو الدعم العسكري الأمريكي المتواصل الذي يتمتع به الكيان الصهيوني منذ إقامته تطبيقا لنظرية ملء الفراغ من قبل واشنطن بعد أفول شمس بريطانيا العظمى.

 وهو تفسير يبرر في الحقيقة طبيعة العجز العربي والتقصير في أداء النظام السياسي العربي الرسمي في مواجهته للمشروع الصهيوني واخطاره المحدقة حيث لم تستطع جيوش 23 دولة عربية أقواها عددا وعدة مصر تحرير ولو شبر واحد من فلسطين ..وكذلك على مستوى النضال الوطني الفلسطيني ما يقارب من 13 فصيلا لم تستطع خمسة منها تمتلك أجنحة عسكرية التقدم ولو خطوة واحدة في اتجاه غلاف مستوطنات غزة وذلك على الرغم من صمودها في مواجهة الآلة العسكرية المتفوقة في الحروب الماضية التي شنها الكيان على القطاع.

أليست ظاهرة العجز العربي والفلسطيني في مسألة الصراع مع المشروع الصهيوني العنصري تحتاج إلى تفسير آخر تقبله العقلية السياسية العربية وترضاه الجماهير العربية غير القول أن الدعم العسكري الأمريكي هو وراء وجود الكيان طيلة 73 عاما وعدم انهياره؟ ؛؛

اخر الأخبار