إسرائيل تستخف بـ "أمريكا" في عز النهار...رسالة لبعضهم!

تابعنا على:   08:32 2021-12-04

أمد/ كتب حسن عصفور/ لم يعد سراَ أبدا، ان دولة الكيان الإسرائيلي لا يوجد لها ما يمكن اعتباره "محرمات" في العلاقات، وأن مصلحتها فوق كل المصالح، بما فيها "ماما" أمريكا والتي شكلت الجدار الواقي لوجود هذه الدولة، ومهدت لها حضورا "إخطبوطيا" في المنطقة والشرق الأوسط، ومنعت حصارها وعزلتها دوليا، بصفتها دولة تطهير عرقي وعنصرية، الى جانب أنها دولة احتلال واغتصاب أرض وشعب.

منذ أسابيع، فضحت دوائر تقنية وجود حركة تجسس إسرائيلية على "الذات الأمريكية"، عبر البرنامج الأشهر راهنا منتج أن أس أو وكانديرا (NSO وCandira)، وأعربت أمريكا عن "زعلها" على الشركات واتخذت بعض خطوات لعقابها، دون أي ربط بعقاب الحكومة التي تقف وراء ذلك، خاصة وأن كل تلك المنظومة التجسسية لا يمكنها التصرف دون علم وقرار مسبق من وزارة الجيش الإسرائيلي، ولكن إدارة بايدن غضت الطرف عما حدث، واعتبرته غلطة طفل ربما يصوب ما فعل.

ويوم 3 ديسمبر 2021، أبلغت شركة "أبل" الأمريكية منتجة هواتف "أيفون"، التي تتباهى بأنها خارج أي اختراق أو تهكير، عن قيام الشركة الإسرائيلية بالتجسس على هواتف عدد من موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، دون ان تحدد حجم الضرر الذي اصابهم جراء ذلك، أو المدة الزمنية التي بدأت بها عملية التجسس والاختراق الكبير.

وبتهذيب "نادر" أصدرت الخارجية الأمريكية، ولاحقا مجلس الأمن القومي، بيانات تتحدث عن القيام بعملية "فحص" للحدث، ومدى الضرر الذي سينتج عن ذلك، ومراجعة أحقية الموظفين بالمرور على المعلومات الخاصة والحساسة، دون أن تلمس ان الأمر يتعلق بقضية غاية بالحساسية، او هيبة الدولة العظمى، والتي تبني جزء كبير من حضورها العالمي على تلك "الهيبة" سواء كانت حقيقة ام وهم لا زال ساريا.

نتخيل بعضا من سيناريو مختلف نسبيا، لو ان الشركة التي قامت بالاختراق والتجسس بالصدفة كانت من دول عربية، فكيف يمكن أن يكون البيان الأمريكي، وما سيتلوه من خطوات تبدأ بإصدار سلسلة من "العقوبات المالية" و"حظر دخول" وملاحقة كل من عمل في تلك المؤسسة، أو ذي صلة بها، وربما يشمل زبائنها أيضا، رد سيحاول أن يقول، "هنا أمريكا" ممنوع الاقتراب، رغم ان الحقيقة باتت غير ذلك عالميا، بعد النهوض الصيني الكبير والصحوة الروسية، و"همهمة" علاقات دول بغير الرغبة الأمريكية.

الصفعة الإسرائيلية لـ "هيبة أمريكا" وسمعتها التقنية درس اولي لبعض الأشقاء في بلادنا المنكوبة، ان "القدر الكوني سياسيا" قد تغير وكثيرا جدا، وان العشرية التي فرضت أمريكا هيمنة مطلقة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي، بدأت تنهار بسرعة أكثر مما توقع البعض، وأنها فقدت كثيرا من أدوات الترهيب والتقرير عن الآخرين، والتحكم في مسارهم عن طريق "الخاوة الأمنية"، واستغلال سلاح الحظر متعدد المظاهر.

ورغم، ان هناك حراك رسمي عربي لكسر قواعد تلك "الهيمنة"، دون صدام صريح، عبر اشكال متعددة من تنوع السلاح الى التبادل التجاري وفتح قنوات سياسية مع "أعداء أمريكا"، كما "أصدقاء أمريكا"، ملمح يشير ان بالإمكان أفضل كثيرا مما كان في العلاقات الدولية، وأن مفهوم "السيادة" ليس حكرا على دول دون غيرها، رغم ان عناصر القوة الفعلية تتمركز في بلادنا، خاصة مع تطور العلاقات الاقتصادية وأزمة الطاقة العالمية.

ولكن الدرس الأبرز، ليس التمايز في التعامل أمريكيا مع دولة الكيان، بل أن البعض العربي الذي فتح الباب واسعا لها، عليه أن يدرك بأن هذه الدولة ليس كغيرها من الدول "الطبيعية"، فالكراهية لغيرهم جزء تكويني من جينهم السياسي، لا أمان لها، ولا مكان لثقة ما، في أي من جوانب الحياة العامة، فالعنصري لا يمكنه ان يصبح غير ذلك، مهما تلون بألوان مزركشة، وليس عيبا ابدا العودة لتجربة جنوب أفريقيا، والتي تمثل عنصرية اقل عما تمثله دولة الكيان، ومع ذلك كانت تحاول تسويق ذاتها، عبر أشكال مختلفة بغير ذلك، حتى تم اسقاطها بفعل كفاح شعبها وتضامن عالمي موحد.

"الحذر واجب" من دولة هي بلا أمان ولا شرف سياسي، تجسد الحقيقة لدولة خارج النص الإنساني – القانوني...دولة اسمها إسرائيل!

ملاحظة: مفارقة مش لازم تمر هيك، أن أغلي مدينة في العالم هي تل أبيب عاصمة دولة الكيان إياه، بينما دمشق عاصمة سوريا هي أرخص مدينة في العالم، رغم كل المؤامرات والحروب والإرهاب عليها...معلومة لمن حابب يعلم!

تنويه خاص: استقالة جورج قرداحي شكلها حتتقردح خالص ويذهب ريحها، رغم وعود فرنسا "الأم الحنون" بفتح خزائن المال السعودية..."القردحة" مش جورج بس..واضح!

اخر الأخبار