الأخضر 🇵🇸 والانطلاقـــ34ــــة

تابعنا على:   18:16 2021-12-05

أ. هلال نصار

أمد/ يُحيي جماهير الأخضر الفلسطيني الذكرى 34 لانطلاقتهم في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول؛ من خلال مواصلة العمليات الفدائية والبطولية بالوسائل المتاحة لمواجهة الكيان الصهيوني سواء بالطعن أو الدهس أو إطلاق النار أو غيرها.

تعاظمت قوة الأخضر في غزة بالاستفادة من خلال 4 عوامل منها، انتفاضة الأقصى، وانسحاب الاحتلال من غزة، والفوز بالانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة وبالتالي تعزيز المقاومة لاكتساب شرعية تمثيلية، رغم ذلك استمر الأخضر يقاوم منذ التأسيس، معاند الظروف القاهرة التي فرضت عليه، وضخ صفه الأول في مواجهة المحتل الغاصب، وبنى على الانتفاضة الثانية قوة عسكرية في قطاع غزة، تحولت بمرور الوقت إلى قاعدة للمقاومة، خاضت حروبا عدة، وأسرت جنودا للعدو وقادت صفقات تبادل أسرى غير مسبوقة في الصراع، وقدمت نموذجا يحتذى به لينهض في مواجهة عمليات التدجين وتحوير الأجندة الوطنية.

وبما أن قوام الأخضر التنظيمي مؤسس من 3 عقود ونيف من الزمان، على تقسيم هيكلي وإداري بين 3 أقاليم هي الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج، فإن اختلال التوازن سيتضاعف، لاسيما مع الأحداث الكبرى، ففي حين خاض الأخضر الحروب في غزة لم يكن بمقدوره في الضفة الإسناد عسكريا أو شعبيا، مما أخذ يكرس بالتدريج سوء فهم، وغيابا للتصور الدقيق، عن الأوضاع المتباينة بين المواقع الجغرافية المختلفة.

بهذا يمكن القول إن الأخضر لم يزل ضرورة كبرى في الحالة الفلسطينية القائمة، برز فيه ظواهر مراكز النفوذ، والتعرض لحصار خانق في غزة، وفي أجواء الحديث عن صفقة سياسية، وانفتاح مصري غير مفهوم عليها، وانكشاف حالة عدوانية شرسة في بعض الدول العربية لا تستهدف الأخضر فحسب بل القضية الفلسطينية برمتها، وهو ما يدفع البعض للظن أن الأخضر يُستدرج لمسارات مشابهة.

في مواجهة ذلك كله، ابتداء من إعادة النظر في الأوضاع الداخلية، تنظيميا ومؤسسيا، وإعادة الاعتبار لأولويات التكامل، واستنهاض الضفة وحشد الشتات وإسناد غزة، وتعزيز القيم الثورية والنضالية الحقيقة بتنظيم عميق مثل الأخضر، والانفتاح على الجماهير والارتكاز إلى تحالفات إقليمية أكثر صلابة بذكرى انطلاقته كمبدأ سياسي، ضمن جملة تأكيدات لرفضه الاعتراف بـما يسمى "الكيان الصهيوني".

اخر الأخبار