نيويورك تايمز: "السنة التي خسرت أمريكا ديمقراطيتها"

تابعنا على:   20:30 2021-12-09

أمد/ واشنطن: تحت عنوان "السنة التي خسرت أمريكا ديموقراطيتها"، رأى الكاتب فرهاد مانجو في صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه لو أن الهجمات على الديمقراطية التي حصلت في أمريكا عام 2021، حدثت في بلد آخر، لكان أكاديميون وديبلوماسيون وناشطون حول العالم يشدون شعرهم بحجة انهيار تلك الدولة.

بينما وضع الجمهوريون تقويض الديمقراطية على رأس جدول أعمالهم السياسي، يبدو أن الديمقراطيين وضعوا حقوق التصويت في ذيل قائمتهم.

وقال: "لو كنت مراسلاً تكتب عن اللحظة الأمريكية للقراء في مومباي وجوهانسبرغ أو جاكرتا، كنت ستسأل هل أن البلاد على شفير الانهيار. ولكن قبل عقد، هل كان يعقل أن يسأل العالم ما إذا كانت 2021 هي السنة التي ستهدر فيها أمريكا ديمقراطيتها؟.

محطات

قد يبدو هذا الأمر مبالغاً فيه، ولكن الكاتب يشير إلى محطات عدة هذه السنة، بدءاً بالسادس من يناير (كانون الثاني) عندما هاجم مناصرون للرئيس السابق دونالد ترامب الكونغرس، ثم عندما انقلب جمهوريون في الكونغرس ضد تحقيق مستقل في ذلك الهجوم وعاقبوا قلة من حزبهم أيدوا ذلك. وأيضاً عندما بدأت مجالس تشريعية في في عدد من الولايات الدفع بقوانين جديدة لتقييد حقوق الاقتراع، رغم عدم وجود أدلة عن تجاوزات انتخابية كبيرة في انتخابات 2020.
مخاطر.

والشهر الماضي، كتب نحو 150 أكاديمياً متخصصاً في الديمقراطية رسالة تحض الكونغرس على تمرير تشريع لحماية الانتخابات من القبضة الحزبية. وكتب الأكاديميون أن "هذه ليست لحظة غير عادية في مسار ديمقراطيتنا...إنها لحظة محفوفة بالمخاطر".

ومع أنه يساري، أكد الكاتب أن قلقه لا ينبع من حقيقة حزبية، لافتاً إلى أن "هناك بعض الأماكن التي يتعايش فيها الديمقراطيون مع الآلية الانتخابية بطريقة حزبية". ففي إلينوي، أعاد الديمقراطيون تقسيم دوائر الكونغرس لتفضيل حزبهم بأغلبية ساحقة، وهذه الجهود مقلقة أكثر من الحيل الجمهورية، لأنها تقوض الموقف الأخلاقي لليسار لدعم نزاهة الانتخابات. ويجب أن يكون التمسك بالنزاهة الديمقراطية هدفًا أساسياً، لأنه بدونها ستنهار الفكرة الأساسية لأمريكا، وهي أن هذه أمة من القوانين التي وضعت من الناس ولأجلهم.

ويورد الكاتب سبباً آخر لإزعاجه من اليسار أكثر من اليمين، مشيراً إلى أن الجمهوريين يتصرفون بشكل غير أخلاقي، ولكن أيضاً بعقلانية، بدافع الضرورة السياسية. إنهم يرون تحالفهم يتضاءل. القاعدة الجمهورية بيضاء ومسيحية في دولة تزداد تنوعاً وتصير وأقل تديناً. لقد خسر الحزب التصويت الشعبي في جميع الانتخابات الرئاسية باستثناء واحدة منذ عام 1992. ويبدو أن حظوظه تعتمد على الحد من الوصول إلى صناديق الاقتراع، وإذا أخفق في ذلك، يدفع إلى قلب النتائج عندما لا تأتي لمصلحته.

فكرة معاكسة

وفي المقابل، يعتمد بقاء الديمقراطيين على الفكرة المعاكسة تماماً: السماح للناس بالتصويت وعد أصواتهم واحترام الفرز. وبهذا المعنى، يجب أن تكون الجهود الديمقراطية لتوسيع ودعم حقوق التصويت ملحة مثل جهود الجمهوريين لتقييدها.

مع ذلك، يرى الكاتب أن هذا ليس هو الحال: فبينما وضع الجمهوريون تقويض الديمقراطية على رأس جدول أعمالهم السياسي، يبدو أن الديمقراطيين وضعوا حقوق التصويت في ذيل قائمتهم.

اخر الأخبار