إسرائيل وخلافة الرئيس عباس!

تابعنا على:   20:26 2021-12-18

د. ناجى صادق شراب

أمد/ قد تكون إسرائيل الأكثر قلقا وإهتماما بمن سيخلف الرئيس عباس. ولا نبالغ انهم يضعون كل السيناريوهات والإحتمالات من الفلسطينيين انفسهم. إسرائيل لا تريد ان تفاجئ برحيل الرئيس. ولذلك تضع كل االسيناريوهات المتوقعه.وفى كل الأحوال هي تريد رئيسا بمواصفات الرئيس وببرنامجه السياسي.فمن سيخلف الرئيس لن يكون صوة متطابقه وهذه قاعده عامه في كل أنظمة الحكم.وتعرف إسرائيل ان الرئيس محمود عباس بفترة حكمه الطويله يمثل مرحله سياسيه قد لا تتكرر. فمن ناحيه ما يمثله من إمتداد لمرحلة المؤسسين , وسيطرته الكامله على كل مقابض صنع القرار فهو رئيس حركة فتح ورئيس منظمة التحرير ورئيس السلطه وهذا يعنى ان القرار السياسي على هذه المستويات الهامه بيد الرئيس فقط. وهذا مصدر قوته. ولا تنسي إسرائيل ان الرئيس من أوائل المنادين بالسلام وخيار التفاوض وصاحب رؤيه سلميه ، رغم انها قد أفشلت كل المحاولات التفاوضيه مع الرئيس وصولا لتسويه نهائيه كان بمقدور الرئيس ان يتفق عليها.

من سيخلف الرئيس وهذا تدركه إسرائيل لن يكون صاحب القرار في كل مستويات القرار ، وقد لا يكون بنفس قوة الرئيس .وتدرك إسرائيل انه في النموذج السياسى الفلسطينيى لن تجد إسرائيل رئيسا كما تريد ، وبمواصفاتها: فهذا السيناريو مستبعد. وكما يقول نائب إسرائيلى ماذا لو جاء رئيسا وفاجئ إسرائيل بقوله يئسنا من إقامه دوله مستقله ، لهذا سنحل مؤسسات السلطه الفلسطينيه ، ونلقى على إسرائيل بالمسؤوليه الكامله عن المنطقه.وبتحمل إسرائيل كل السلطات التي تقوم بها السلطه من جباية ضرائب ورواتب موظفين وخدمات صحيه وحفظ النظام والأمن.

مما يعنى وهذا هو الأخطر حل كل مؤسسات السلطه بما فيها المؤسسه ألأمنيه.ويطالب العالم بتحمل مسؤولياته بأن يتمتع المواطن الفلسطينى بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطن الإسرائيلى ,هذا السيناريو معناه إضافة أكثر من ثلاثة مليون نسمه إلى أكثر من مليون ومائتى ألف نسمه داخل إسرائيل ويحملون جنسيتها اى ما يقارب الأربعة مليون.وهذا السيناريو يعنى السيناريو الكابوس ،حالة من العنف والفوضى الكامله والمقاومه الداخليه الغير مقيده باى من القيود.

وهذا يعنى أيضا تحولا في مشكلة أمن إسرائيل إلى مشكلة أمن داخليه وتهديد بالتفسخ الإجتماعى ، وبروز مشكلة التكامل التي تعانى منها أصلا إسرائيل.وقد رأينا مظاهر هذا المشكله بعد الحرب الأخيره على غزه وكيف برزت التحركات الداخليه الإحتجاجيه، وزيادة درجة العنف الداخلى. والسؤال هوهل تقوى إسرائيل على تداعيات هذا السيناريو الذى ستكون له تداعيات إقليميه ودوليه ضاغطه على إسرائيل بمطالبتها بمزيد من الخطوات والسياسات للتخفيف عن ملايين من الشعب الفلسطينى .

تأثير هذا السيناريو انه سيضع إسرائيل كسلطة ودولة إحتلال ، ويمكن ان يتطور لنموذج الجنوب أفريقى كنموذج ابارتهيد لن تقبل به اى دوله من الدول .خطورة هذا السيناريو انه يأتى في ظل معطيات وتطورات سياسيه أستجدت على البيئه السياسيه الفلسطينيه، وهناك خلاف كبير بين البيئه السياسيه التي جاءت بالرئيس عباس وبين البيئة السياسيه التي ستأتى بمن يخلف الرئيس. فدور حركات المقاومه ، ودور حركة حماس وحركة الجهاد، وزيادة درجة التسليح للمقاومه مما يعنى ان المقاومه ستكون عسكريه وليس سلميه.

ويأتى هذا السيناريو في ظل تنامى القوة النوويه الإيرانيه وزيادة التهديدات بالحرب ألإقليميه ودور الفواعل من غير ذات الدول مثل حماس والجهاد. في جميع الأحوال ستكون إسرائيل الخاسر الأكبر من هذا السيناريو. لا احد ينكر ستكون له تداعيات فلسطينيه. وبالمقابل إسرائيل تعمل على السيناريو المقابل او المحبط للسيناريو الأول بان تسهل عملية نقل السلطه الفلسطينيه ولا تضع العراقيل امام الرئيس الجديد وهنا نحن امام نموذجين او إحتمالين قد تعمل إسرائيل على توظيفهما لصالحها، والسؤال كيف توقف إسرائيل السيناريو الأول؟ وكيف تعمل على مقاربة الإنقسام الفلسطيني لصالحها؟ وهنا خطورة من تعمل له إسرائيل، فإسرائيل لن تقوم بعمل السلطه الفلسطينيه وإدارة شؤون ثلاثة مليون مواطن فلسطينى ، وستعمل للحفاظ على السلطة وبقائها وامامها السيناريو الفلسطيني القائم وكيف تعمل على توظيفه، وذلك من خلال السماح لحركة فتح ان تختار رئيسها وتختار من سيكون رئيسا للسلطه ، فإسرائيل تعرف ان الرئيس الذى سيخلف الرئيس عباس لا بد ان يكون من حركة فتح فتترك فتح تختار، وهذا السيناريو سيعمق الخلافات الفلسطينيه الفلسطينيه بين فتح وحماس. وهذا ما تريده إسرائيل. وتراهن إسرائيل على حرص الفلسطينيين والسلطه وحركة فتح على الحفاظ على الإنجازات التي تحققت على الأرض ،ولا يمكن التخلى عنها ، ولا يمكن التخلي عن المؤسسه ألأمنيه التي كلفت السطله مئات الملايين وهى خيار فتح وإسرائيل في مرحلة ما بعد الرئيس.

والسيناريو ألآخر ان تسمح بإجراء الانتخابات الرئاسيه والتشريعيه وترك الإختيار للشعب مع التحكم في نتيجة الانتخابات بمن سيفوز.وبالتحكم في البرنامج السياسى للمرشح للرئاسه ، فلن يكون المقبول لا إسرائيليا ولا دوليا ان يأتى المرشح ببرنامج غير برنامج الرئيس. وتراهن ان حماس لن تستطيع ان تقدم مرشحها لرفضه ليس إسرائيليا بل دوليا. هذا هو النموذج الأقرب للتعامل إسرائيليا مع من سيخلف الرئيس؟

اخر الأخبار