بعد الاعتراف والتطبيع مع الكيان..

ماذا تبقى للقضية الفلسطينية من رمزية في الوعي السياسي القومي

تابعنا على:   20:36 2022-01-19

محمد جبر الريفي

أمد/ ..لم يعد الكيان الصهيوني الغاصب يعتبر عدوا رئيسيا لكثير من الدول العربية حيث غاب عن مفردات خطابها السياسي ما كانت تردده دائما في بياناتها السياسية والإعلامية بأن القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية الأولى لها ..بعد حرب أكتوبر اخذ التحول في الخطاب السياسي العربي يمارس في اطار تيار الواقعية السياسية بشكل عملي بتوقيع عقد اتفاقيتي السلام المصرية والأردنية وتم ذلك تحت ذريعة السيادة الوطنية وحسابات قطرية لا تلبي حاجة الأمن القومي العربي بشكل كامل وبذلك ظل الاحتلال جاثما على الضفة الغربية وحصاره الجائر قائما على قطاع غزة يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني اليوم وحده ...

بعد توقيع اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني التي لم تحقق هذه الاتفاقية حتى الآن ما كانت تتطلع إليه القيادة الفلسطينية من تحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 67 وذلك بسبب تعنت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وتفضيلها للتوسع الاستيطاني ومشاريع التهويد على خيار السلام اخذت بعد توقيع هذه الاتفاقية اتجاهات السياسة العربية الرسمية تميل الى التطبيع اكثر مع الكيان الصهيوني بحجة أن الطرف الفلسطيني صاحب القضية اعترف بإسرائيل ولذلك تم تهميش منظمة المقاطعة العربية وغابت قراراتها الفاعلة ذات الحضور المؤثر في مجال العلاقات الاقتصادية و هذا التحول في الخطاب السياسي العربي تجاه الموقف من إسرائيل جاءت المبادرة العربية للسلام التي طرحت في قمة بيروت عام 2000 لتؤكد عليه بما تضمنته من مكاسب سياسية لم يكن يحلم بها منظرو الفكر الصهيوني لكن رغم ذلك لم تقبلها إسرائيل بل كان الرد المباشر عليها هو قيام شارون الذي كان حينذاك رئيسا للحكومة الإسرائيلية بإعادة احتلال الضفة الغربية خروجا عن ما نصت عليه اتفاقية اوسلو ..

اليوم في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تسود بعض دول المنطقة وإنغماس أطراف إقليمية ودولية في فوضى هذه الصراعات التي تغذيها عوامل طائفية وعرقية وجهوية لا غرابة في هذه الحالة أن تمارس إسرائيل دورا سياسيا و أمنيا في ما يتعلق بالوضع العربي فتجري إجتماعات بين مسؤوليين عرب وبين مسؤوليين إسرائيليين واخر ذلك ما تناقلت الأنباء عن أن طاىرة المشير حفتر قد حطت في مطار بن جوريون امس وهذا دليل على أن هذا الكيان لم يعد عدوا للنظام العربي الرسمي وانه بإمكانه الاتصال مع معظم الدول العربية حتى التي لم تعترف به ولم تطبع معه كما صرح بذلك مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أيام ...

السؤال في ظل هذا التحول الكبير في اتجاه السياسة العربية الرسمية المستمرة في دبلوماسية تطبيع تدريجي مع إسرائيل على الرغم من انسداد آفق التسوية وتعثرها الدائم بسبب تعنت وصلف وغطرسة الكيان الصهيونى وعدم استعداده لتقديم استحقاقات السلام ومع ما يترافق ذلك من تغول جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين ،السؤال هو : ماذا تبقى الان من رمزية القضية الفلسطينية التي احتلت مكانة سياسية وإنسانية هامة في ألضمير والوجدان العربي على مدى عقود من الزمن ؟ هل مازالت باقية في الوعي السياسي القومي كقضية رئيسية أولى للأمة العربية؟ ؛

اخر الأخبار