لروحك السلام محمود ابو حميد

تابعنا على:   09:59 2022-02-06

كرم الشبطي

أمد/ وصلني خبر الموت وصعقني جدا وأنا لم أتفاجأ به وأنت من سنوات تتنقل بين المستشفيات وتعاني من الأمراض
لكني سألت نقسي سؤال ماذا تمثل للوطن وأنت خير من ضحى ودافع وقاوم وحافظ على الثبات والمواقف الصلبة
نعم أنه أيقونة مدفونة داخلنا وقد يجهلها الكثير وهو لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل جمع وطني كبير يسكن وحده بين الجدران
كنت على الكرسي تتحرك وتحضر وتناقش وتصرخ برؤيتك وكأنك تقول لنا تعلموا كيف هي الطريق للتحرير و لا تعرف الاستسلام
واجهت من قبل وما زلت تواجه وتدافع وأعلم أنك ستحمل الرسالة الى االله بشكوتك عن الظلم والقهر الذي بات منتشر في شعبنا والوطن
غيبنا الكثير عن قصد أو من دون قصد لكننا اليوم نعترف ونعتذر لك ولكل شهيد وجريح ولكل أسير وانت مثلت الحال الشعبوي والتربوي
لم تسكن في القصور مثلهم ولم تحلم في السيارة يوما وكان حلمك هو الأجمل لمن لا يعلم ما معنى الوطن والتضحيات ونحن أبناء درب واحد
ذكرياتنا تمر أمام عيني وأشعر بقشعريرة غريبة وأنا أكتب لك والدموع تغرقني بهذا الخبر وصدقني يا رفيقي مهما كتبت لك لم ولن أستطيع
أن أوفيك حقك المقدس في الرثاء لأنك أكبر من قصيدة وأكبر من مقال وأكبر من كتابة كتاب وأكبر من كل شيء وأنت فعلا وطن الحلم داخلنا
بودي أصرخ اليوم وأقول للجميع ارحموا شعبنا وكفاكم ما اوصلتونا اليه وانتم سبب حالة التفريغ من محتوانا وفكرنا الحر والسؤال يعاد من جديد
لماذا كل هذا ولماذا سرقتوا فرحتنا وحياتنا منا ولأجل كرسي ومال ومنصب مزيف لن يشفع لكم يوما ولن تجدوا من يترحم عليكم كما شعبنا اليوم
يترحم بألم وحزن على روح غادرت ولم تغير موقفها مهماعانت أشد أنواع الفقر وفقر العقل كان العصا المبرمجة التي أرهقتنا ومزقتنا وفرقتنا
بسبب الانقسام في كل مكان والكل يريد رايته وعلم فلسطين يحلق وحده في السماء ويقول لكم باسم العمر وباسم الروح وباسم الحياة تعلموا
كيف ننقذ أنفسنا قبل الوداع ومهما شرحنا أوضاعنا اليوم ستبقى وحيدة ويتيمة كما أي طفل يودع أباه وأخ يودع أخاه وصديق يودع صديقه
دون علم ولا سابق انذار ويا للحياة كيف غيرتنا وأخدت منا أجمل ما نملك وأنت اليوم تشعر في راحة وحدك يا محمود والموت ليس بالأمر العجيب
كما يتصوره البعض بل هو رحمة جميلة لمن يشعر بالألم ولا يجد حوله من يشعر فيه والرسالة معك مستمرة وانشرها من فوق وعل صوتك اليوم
يصل اليهم من السماء عبر صورتك وأنت مقعد وأنت واقف مثل الجبل قوي من عينك وفكرك ولم تنحني لكبار المسؤولين وغيرهم كما أضاعونا
في رحلة العبث والجهل والتخلف وحقوقنا معك وحقك أن تتحدث باسمنا جميعا وباسم الشعب الفلسطيني وأنت خير من يمثل الكلمة الصادقة الحرة
وداعا يا رفيق العمر والدرب ولنا حتما لقاء وثق أن ما قدمته لن يضيع وله تاريخ جديد ومشرق كما الشمس يخلد فيه الحقيقة الحق للروح والخلود
لك في كل بيت ونبض حلم معك ومع الغير وتوحد لأجل الوطن الحر يقين التحرير مهما رحل التاريخ سوف يعود لنكتبه بدمنا وروحنا وما ملكنا
من ارادة وتسليح يا نهر الوفاء والعطاء الجميل بك أنت وحدك يا محمود ابو حميد ولست وحدك كما قال يوما محمود درويش

كلمات دلالية

اخر الأخبار