العنصرية تطارد المحققة الأممية

تابعنا على:   07:28 2022-02-19

عمر حلمي الغول

أمد/ الصراع بين الخير والشر، بين الإرهاب والسلام، بين العدالة والظلم والاستبداد، بين الحرية والاستقلال والاستعمار قائم ولا ينتهي إلا بانتصار الخير والسلام والعدل والحرية مهاما طال أمد الصراع بينهما. ولا مجال للحلول الوسط ألا في نطاق المناورة والتكتيك بما يخدم المراكمة الكمية لترجيح كفة السلام والعدالة بالمعايير الداعمة لحقوق المظلومين دعاة السلام والعدالة، القابضون على الجمر، والحاملون لاحلام اجيالهم الصاعدة، ومستقبل بني الانسان في كل مكان.

وعلى تماس مع إرهاب دولة التطهير العرقي الإسرائيلية ومن لف لفها، تستوقف انصار صوت الحق والسلام والعدالة والحرية الحملة المسعورة والمنفلتة من عقالها التي تقودها ضد المحققة الأممية نافي بيلاي لتوليها لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب الإسرائيلية، وهي المفوضة السابقة لحقوق الانسان. ومن اللحظة الأولى رفضت الحكومة الإسرائيلية التعاون معها او استقبالها. وكانت يوم الاثنين الماضي الموافق ال14 من فبراير الحالي طالبت منظمة " يو ان ووتش" غير الحكومية ومقرها جنيف بإقالة نافي بيلاي من رئاسة لجنة التحقيق الأممية، ودعت في الوقت ذاته بيلاي نفسها للاستقالة، متهمة إياها "بعدم الحياد" تجاه الدولة الاستعمارية الإسرائيلية، وهذا ما عكسته تصريحات سابقة لها وفق ما صرح به هيليل نوير، المدير التنفيذي للمنظمة الموالية لإسرائيل بالقول، ان رئيسة اللجنة الأممية اطلقت "مجموعة من التصريحات قبل بضعة أسابيع من تعيينها كشفت عدم حيادها، وانحيازها للفلسطينيين. وهو ما لا يترك مجالا بسيطا او محدودا لتخيل كيف ستتعامل بيلاي مع عملية التحقيق."

واعتبرت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ميراف ايلون شاهار، ان لجنة التحقيق التي تترأسها بيلاي "لها هدف واحد فقط، يتمثل في شيطنة إسرائيل." وتابعت السفيرة العنصرية تقول، ان "بيلاي شخصية معروفة بدعم أي موقف ضد إسرائيل." مستنكرة استخدام المحققة الأممية مفهوم "الفصل العنصري" في وصف سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وكان المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليؤر هانات صرح قائلا "نعتبر ان السيدة بيلاي ناشطة ضد إسرائيل." واكد ان دولته العنصرية لن تتعاون مع لجنة التحقيق.

واذا سألنا اركان الدولة الإسرائيلية القائمة بعملية الاستعمار الوحشي الاجلائي والاحلالي، وصاحبة الباع الطويل في ارتكاب ابشع جرائم الحرب في العصر الحديث ما الذي يناسبها من لجان التحقيق؟ وما هي معاييرها لاجراء التحقيق؟ وماذا عن تقرير منظمة العفو الدولية "امنستي" الصادر قبل أيام، الذي وصف إسرائيل بدولة "الفصل العنصري"؟ وماذا عن تقرير منظمة "هيومن رايتتس ووتش "  ذات الصلة بجرائم الحرب الإسرائيلية مع مطلع العام الحالي 2022؟ وماذا عن تقرير منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية الذي سبق كلا التقريرين المذكورين؟ وماذا عن تقرير منظمة "هناك عدالة" الإسرائيلية، والذي تقدم على "بتسيلم"؟ وكيف قرأت وتقرأ القيادة الإسرائيلية توقيع الف مثقف واكاديمي وفنان عالمي من 54 دولة على رسالة وجهوها لها في اعقاب هبة القدس المجيدة 2021، والتي اكدوا فيها على عنصرية إسرائيل؟

هل كل هذه المنظمات والنخب الإسرائيلية والاممية تتجنى على إسرائيل؟ وهل تتجنى على ايتمار بن غفير الذي ينفث سمومه العنصرية في ارجاء الأرض الفلسطينية؟ وماذا عن حليفه ونديمه سموتيريتش الذي طالبت المنظمات اليهودية البريطانية بطرده من لندن فورا قبل أيام قليلة، وقالت له "عد من حيث اتيت"؟ وكيف ترى وتنظر القيادات الإسرائيلية للتحولات الكبيرة في أوساط الشباب من اتباع الديانة اليهودية في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم؟ الا ترى رئاسة الحكومة ومن معها من القوى الصهيونية في إسرائيل المارقة، انها تتعرى يوما تلو الاخر امام العالم كل العالم ودون استثناء، ولم يبق معها سوى من أَصل للمشروع الكولونيالي الصهيوني، والذين امسى وزنهم في تراجع مستمر حتى داخل الدول العميقة في بلاد الغرب الرأسمالي؟ وهل المشكلة في المحققة الأممية بيلاوي ام المنظومة الأمنية الاستعمارية، وفي نهج إرهاب الدولة المنظم المعادي للسلام، والقائم على الابرتهايد (الفصل العنصري) ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني

بالنتيجة على النخب في البناء الفوقي الإسرائيلي التدقيق جيدا في المأل الذي تسير نحوه دولتهم فاقدة الشرعية والمكانة القانونية، لا سيما وان الاعتراف الاممي بها كان ومازال مقرونا ومرتبطا أولا بإقامة الدولة الفلسطينية على مساحة ال44% من مساحة فلسطين التاريخية وفقا لقرار التقسيم الاممي الجائر 181وثانيا بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي طردوا منها استنادا للقرارين الدوليين 194و203 لعام 1948وثالثا لانها دولة معادية للسلام، ومنتجة للارهاب الدولاني، ومهددة لشعوب الإقليم في الشرق الأوسط والعالم، وتمارس ابشع جرائم الحرب ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني.

وعليه ان كنتم تملكون الجرأة والشجاعة عليكم ان تتوقفوا عن قلب الحقائق، وتتوقفوا نهائيا عن جرائم حربكم ضد أبناء فلسطين العرب، والعودة لجادة السلام الممكن والمقبول على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعودة اللاجئين لديارهم التي طردوا منها في العام 1948 والمساواة الكاملة لابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ان اردتم العيش بسلام.

اخر الأخبار