الأمن القومي العربي في حماية أنظمة الاستبداد

تابعنا على:   17:23 2022-04-18

محمد جبر الريفي

أمد/ الأمن القومي العربي اصبح منذ تداول هذا المصطلح في السياسة العربية المقصود به حماية الأنظمة السياسية العربية التي في غالبيتها أنظمة استبدادية قمعية حمايتها من حركات التحرر وثورات الشعوب وليس حماية الحدود العربية من العدو الخارجي وبذلك لا نجد اي حرص من هذه الانظمة يقوم به الأمن القومي في حماية مواطنيها من أصحاب العقول والمهارات العلمية وكذلك وهذا الأهم حماية أعضاء الأحزاب السياسية وحركات التحرر وعموم فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية من الذين لهم مواقع قيادية في بلدانهم أو يقيمون في المدن وغيرها من العواصم العربية ..في بيروت العاصمة اللبنانية قام الموساد الإسرائيلي باغتيال القادة الفلسطينين الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر ومحمد يوسف النجار وقام ايضا باغتيال الكاتب غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولم نلاحظ أي فاعلية للأمن القومي في لبنان أو لأجهزة الدولة الأمنية اللبنانية التي مهمتها فقط تقتصر على ملاحقة اللاجيئن الفلسطينيين في لبنان وحصر أنفاسهم عبر إدراج ما يسمى بالمكتب الثاني التابع لجهاز مخابرات الدولة ...في العاصمة التونسية قام الموساد الإسرائيلي باغتيال القائد خليل الوزير أبو جهاد في مثل هذا الشهر في عملية استخبارية نوعية وذلك بهدف أضعاف فاعلية انتفاضة الحجارة التي أوجعت الكيان الصهيوني ولم يحدث أن كان للأجهزة الأمنية التونسية أي قدرة على منع حدوث هذه العملية التي حدثت في أرقى احياء تونس العاصمة ...في عمليات الاغتيال في تونس تم اغتيال أيضا القائدين صلاح خلف أبو إياد الرجل الثاني في حركة فتح وهايل عبد الحميد أبو الهول على يد بعض العملاء ... كما سبق أن قام جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال المبحوح من حركة حماس في احد فنادق دبي في دولة الإمارات ..والسؤال أين اجهزة الأمن القومي من هذه الاختراقات للموساد ؟ هكذا فان الأمن القومي في الدول العربية هو فقط مهمته حصر أنفاس المواطنين العرب من أعضاء الأحزاب السياسية وحركات التحرر حتى تبقى هذه الانظمة القمعية بمنأى عن التغيير الديمقراطي المطلوب .

كلمات دلالية

اخر الأخبار