دولة الكيان و"مصيدة جنين"...المحاذير المطلوبة!

تابعنا على:   09:56 2022-05-10

أمد/ كتب حسن عصفور/ أحدثت عملية الساطور في "إلعاد" بتل أبيب المفاجئة شكلا ومكانا ومنفذين، حالة من الإرباك الأمني – السياسي تجاوز ما سبقها من عمليات في قلب إسرائيل، بسبب جرأة المنفذين المباشرة، والسلاح المستخدم والتمكن من الاختفاء ما يقارب الـ 70 ساعة، على غير ما كان.

قد يكون تطورات الحدث ما بعد "عملية إلعاد" ما يستحق الاهتمام والتدقيق، بعد أن فتحت ماكينة إعلام دولة الكيان النار بشكل مفاجئ، حربا تحريضية مفاجئة ضد قائد حركة حماس في قطاع غزة، رغم أن كل الأجهزة الأمنية برأت حماس من أي مسؤولية بتلك العمليات، بل ومن أي مشاركة عسكرية في الضفة في الفترة الأخيرة.

بعد "عملية إلعاد"، أعلن بينيت، وأيضا للمرة الأولى عن تشكيل ما أسماه "الحرس الوطني" ليكون أداة بجانب الجيش والشرطة والقوات المستترة داخل المدن والبلدات خاصة المشتركة، وسارع كبير حاخامات الكيان الى مطالبة القادمين للكنس بحمل السلاح، دعمته وزيرة الداخلية شاكيد بتعميم الدعوة لكل من يستطيع لذلك سبيلا.

مظاهر تكشف حالة ارتباك وهلع في ذات الوقت، عززتها طبيعة العرض المسرحي لعملية اعتقال منفذي العملية صبحي صبيحات وأسعد الرفاعي، والخروج على "القانون" بالتحقيق على الهواء مع معتقلين مقيدين، ما يكشف مظهرا "احتفاليا" شاذا بالمعنى التقليدي، أكملته بعرض تمثيل العملية من قبل الشابين، فيما لم يحدث ذلك سابقا.

وأدخلت "عملية إلعاد" الارتباك ليس فقط للجانب الإعلامي العبري، الذي كشف أنه أكثر فاشية من حكومته، بل الى المؤسسة الحاكمة بشقيها السياسي – الأمني، وداخل المجلس الحكومي المصغر، بحيث باتت المناقشات وكأنها في أحد مقاهي تل أبيب، وصل أن تقوم المؤسسة الأمنية من خلال رئيس أركان جيش الكيان، بتسريب موقفهم المعارض شبه كليا لموقف رئيس حكومة الثلاثي، وأيضا التركيز على موقف غانتس في وجه بينيت.

من المهم قراءة نشر تقرير المؤسسة الأمنية المتعاكس مع حرب الإعلام ورغبة فريق بينيت الإرهابي، وحديث عن عملية فصل المواجهة والحرب بين قطاع غزة والضفة، والتركيز أساسا على جنين المحفزة، بلدات ومخيم، باعتبارها "وكر التصدير المسلح" لغالبية العمليات الأخيرة في قلب دولة الكيان، والتي أصابته بحالة من "الدوران السياسي"، ما يبدو تعارضا مع فريق باحث عن حرب شاملة ضد قطاع غزة، بما فيها تصفية شخصيات تراها مسؤولة كما يحيى السنوار.

بالتأكيد، المؤسسة الأمنية تدرك جيدا، أن التطورات الأخيرة لا صلة لها بحركة حماس من قريب أو بعيد ووصفوها بأنها "تركب موجة ولا تصنعها"، وأن حديث السنوار لم يكن سوى تكرار لمواقف دائمة في مواجهة المحتلين الغزاة، ولذا قد تحاول الى الذهاب لسيناريو خاص تبدأ بما يمكن تسميته بـ "مصيدة جنين"، من خلال عملية عسكرية تشابه ما حدث في عام 2002 وبعدها، كرسالة لسكان الكيان أنها قامت بالرد على التطورات، ولكنها أيضا قد تذهب لأهداف أخرى.

عملية اقتحام جنين عسكريا بشكل شامل، بالتأكيد، ترمي الى أهداف خارج جنين، حيث ستشكل عامل ضغط على القوى الفلسطينية المختلفة، السلطة بكل أجهزتها الأمنية في المحافظة، وأيضا الفصائل متعددة المسميات وأجنحتها المسلحة، التي تستعرض أنواع السلاح الذي تمتلكه في مناسبات غير وطنية، ومعهم موقف فصائل قطاع غزة ومنها حركة حماس، كيف سيكون موقفها وردة فعلها.

مواجهة الضفة قد لا ترتقي الى قيمة المعركة في جنين، استنادا لمؤشرات واضحة، ولكن الأهم سيكون اختبار رد فعل فصائل قطاع غزة ومنها حماس، هل ستقف متفرجة على عملية الاقتحام والمواجهة في جنين، وتكتفي بالعبارات الانشائية العامة، أو تجد ذاتها أم اختبار "المصداقية" فتذهب لتكون طرفا في المعركة، عبر قصف صاروخي لإسرائيل.

من هنا قد تكون "المصيدة"، وكأن دولة الكيان لم تذهب لشن حرب عدوانية موسعة ضد قطاع غزة، ولكنها مضطرة أن ترد، وعندها كل شيء مباح لها، من تدمير بلا حدود الى تصفيات واغتيالات تحت الهواء من بينها السنوار وقادة أمنين آخرين، دون ان تتحمل مسؤولية مباشرة فيما لو ذهبت بلا "ذريعة مباشرة".

دون نصائح عامة، "مصيدة جنين" الإسرائيلية يجب التفكير بكل أبعادها، وألا تصبح كما "ثغرة ديفرسوار" كما يقال لتنفذ منها وتنفيذ الخطة الحقيقية للحرب العدوانية الشاملة، وذلك يتطلب فلسطينيا الرد في ذات المكان، بحيث تكون الضفة والقدس وفي حال تطورت الى مواجهة كبرى كما حدث عام 2000 بقيادة الخالد، تصبح مشاركة قطاع غزة ضرورة وطنية، دونها يجب الاحتراس وعدم الذهاب الى فخ "الطفولة السياسية"، وخوفا من مناكفة صبيانية.

المواجهة الكبرى لا يمكنها أن تكون في ظل انقسام وطني، وثقافة مناكفة سياسية...!

ملاحظة: بشكل مريب سربت أجهزة امن العدو خبرا عن عودتها لعمليات اغتيالات ضد شخصيات فلسطينية بالخارج..الخبر ليس أمني فحسب، ولكن يبدو أنه مرتبط بشيء سياسي مرتقب... والايام كاشفة بس الحذر واجب!

تنويه خاص: لأول مرة منذ 2012، يستخدم الرئيس محمود عباس تعبير مقرات دولة فلسطين وليس السلطة الفلسطينية.. حتى ما يكون قرار شكلي، يا ريت يوم 15 مايو يكمل جميله ويعلن تعليق الاعتراف بالكيان وإلغاء مسمى السلطة من القاموس..هيك بتكون رئيس دولة مش غيره.

اخر الأخبار