صراع يحكمه توازن الرعب والمصالح

تابعنا على:   15:10 2022-05-10

محمد جبر الريفي

أمد/ الوضع السياسي الراهن في الشرق الأوسط يسوده على المستوى السياسي معسكران متناقضان كل منهما له أهدافه السياسية المعلنة ومصالحه وعلى أثرها يبدو واضحا المشهد السياسي : معسكر المقاومة والمعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي والصراع بينهما هو شبيه بالصراع الذي كان يحكم العلاقة بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق وبين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتهت لصالح دول الحلفاء تشكل المعسكران وكانا يتنازعان على السيادة الدولية من خلال التدخل في الصراعات الإقليمية لكن لم تحدث بينهما مواجهة عسكرية شاملة فقد كان التوتر بينهما ينتهي دائما بأخذ عامل توازن الرعب الذي يقوم على حسابات السلاح النووي وذلك كما حصل في الأزمة الكوبية بين واشنطن وموسكو في عهد خروشوف بسبب وجود الصواريخ السوفييتية في الجزيرة الكوبية الأقرب للولايات المتحدة وقد أنتهت حالة التوتر التي كانت تفضى إلى حرب عالمية ثالثة بنقل الصواريخ النووية السوفيتية وبذلك ظلت العلاقة بين المعسكرين تسودهما حالة حرب باردة تقوم على المواجهة السياسية والفكرية والسباق على التدخل في الأزمات والصراعات الإقليمية كما ظل التناقض الرئيسي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي قائما بين الطبقة الراسمالية التي تطورت إلى الطابع الامبريالي وبين نقيضها الطبقة العاملة والفئات الشعبية الكادحة الاخري بعيدا عن الحسم حتى انهار الاتحاد السوفييتي وزال حلف وارسو وتفكك المعسكر الاشتراكي والتحق معظم دوله بحلف الناتو وبالمنظومة الراسمالية في طار الاتحاد الأوربي وهي السياسة التي تريد إنتهاجها أوكرانيا مما أدى ذلك إلى اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية الدائرة الان ...ما حصل في العلاقة السياسية التي كانت سائدة في زمن الحقبة السوفيتية بين النظامين والقطبين النقيضين على المستوى الدولي يوجد ما هو شبيه له على مستوى الشرق الأوسط فما يسمى بمعسكر المقاومة الذي تقوده إيران والمعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي تقوده واشنطن بقت العلاقة بينهما بعيدا عن المواجهة العسكرية الشاملة فكم من حرب تعرض له قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني وكانت مدمرة وقاسية وقد استمر أحدها خمسون يوما دون مشاركة حزب الله وبدعم فعال من إيران على الجبهة الشمالية . .. .. حقيقة لقد كان من المؤمل عند الجماهير العربية والإسلامية التي ما زالت على مواقفها الوطنية والقومية في العداء الكامل لدول الغرب الاستعماري الامبريالي وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني العنصري ولانظمة الرجعية العربية العميلة أن يخوض معسكر المقاومة صراعا حقيقيا بدافع الانتماء للمبادىء بعيدا عن تحقيق المصالح ضد المعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي وهناك عناوين هامة متوفرة تدفع بهذه المواجهة كاستباحة المسجد الأقصى بشكل استفزازي وعدواني كبير هذه المرة من قبل المستوطنين وقد تزامن ذلك مع الأعياد اليهودية ومحاولة تقسيمه زمانبا ومكانيا كما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل وبتحريض من نفتالي رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ووزير الدفاع جانتس وحيث علي أثر نتيجة هذا الصراع سوف تتشكل الخارطة السياسية للمنطقة وستكون حتما لصالح شعوبها في التحرر والتخلص من علاقات التبعية بكل أشكالها .

اخر الأخبار