النكبة.. بين تصحيح المصطلح والتأكيد على الحقائق

تابعنا على:   22:04 2022-05-16

رامز مصطفى

أمد/ بعد مرور 74 عاماً على اغتصاب فلسطين. لا يزال مصطلح الطرد القسري بحاجة إلى التصويب بالمعنى السياسي والوطني. وجميعنا معني في تصويب هذا التشويه الغير متعمد، والذي درج لفظاً لغوياً أخذ طريقه على ألسنتنا، من جموع شعبية وقوى سياسية. وحتى لا يصبح الموضوع مثار جدل أو خلاف، وبإيجاز شديد، فإن مصطلح النكبة لا يستقيم مع المتعلقات الوطنية لقضيتنا وضروراتها السياسية والقانونية والأخلاقية.

ما تعرضت له فلسطين في 15 أيار 1948 هو فعل اغتصاب لأرضها وطرد لشعبها، وهي ليست كما حاول تيودور هرتزل تسويقه في المؤتمر الصهيوني عام 1897، حين أطلق نظرية أنّ فلسطين "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض". فهي أيضاً ليست نكبة، لأنّ شعبنا ما غادر وطنه بفعل كوارث بيئية أو طبيعية أو مرض قاتل، بل غادرها بفعل الإرهاب والمجازر الصهيونية.

وفي المقلب الآخر فإنه وبعد مرور 74 على اغتصاب فلسطين، فإن ثمة حقائق لابد من التأكيد عليها بفعل الإيمان والإرادة الوطنية التي أنتجت تراكماً نضالياً وكفاحياً جاءت بهذه الحقائق، ويقع في مقدمتها أنّ مقولة كبارنا يموتون وصغارنا سينسون سقطت إلى غير رجعة، ولم يتمكن الكيان على مر عقود قيامه على كي الوعي الفلسطيني، بل أثبتت الوقائع أن الكيان كلما أمعن في إجرامه وإرهابه، ارتفع منسوب الوعي لدى سائر الفلسطينيين.

وبالتالي فإنّ كي الذاكرة الفلسطينية وثقبها غير مُجدٍ في دفع الفلسطيني إلى التراجع عن حقوقه وثوابته الوطنية، بغض النظر عن سياق الرؤية القاصرة إلى البعض في الساحة الفلسطينية.

الحقيقة التي يخشاها الكيان وقادته وحركته الصهيونية هو التزايد والتكاثر الفلسطيني، الذي أصبح يُعد 14 مليون، منهم مليون وسبعمائة وخمسين ألف في مناطق فلسطين 1948. وهذا معناه أنّ رهان الكيان على إحداث تغيير ديمغرافي لصالحه غير قابل للتطبيق، ومحاولة تسويق وفرض يهودية الدولة كشرط لأية تسوية قادمة، يأتي في سياق قطع الطريق على القنبلة الديمغرافية الفلسطينية القادمة لا مُحال.

اخر الأخبار