الدب الروسي يُنزل الغرب من أعلى الشجرة

تابعنا على:   11:28 2022-06-01

الصحفى جلال نشوان

أمد/ كثيرة هي الأسئلة ، التي فرضت نفسها على مشهد الأزمة الروسية الأوكرانية ومنها :
لماذا يمتنع الغرب عن إمداد اوكرانيا بأسلحة حديثة ؟
وهل الحلول التي طرحها كيسنجر ، بإيعاز من بايدن ؟
الأسباب واضحة وتتلخّص في أن الولايات المتحدة الأمريكيّة وزعيمة حلف الناتو تتجنّب أيّ حربٍ مُباشرة مع روسيا، وتعمل على عدم استِفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يؤدّي لدفعه إلى استخدام أسلحة نوويّة، كاملة،
القضية ياسادة:
أن أمريكا أرادت (حربًا بالإنابة) وليست حربًا مُباشرة تتورّط فيها، وهذا ما يُفسّر تحذير هنري كيسنجر وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبق من إلحاق هزيمة بروسيا، وضرورة إقدام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة تقديم تنازلات كبيرة من الأراضي الأوكرانيّة إلى روسيا، وذلك في خطابه المدروس بعنايةٍ الذي ألقاه قبل أيّام في مُنتدى دافوس
إن الجدل الدّائر حاليًّا في برلين وعدّة عواصم أوروبيّة حول تصريحاتٍ أدلى يدلي بها كبار قادة الجيوش الأوروبية ، أالتي أوصت بعدم إمداد دول حلف الناتو ، الجيش الاوكراني بأيّ أسلحة ومعدّات ثقيلة (دبّابات) وصواريخ وطائرات غربيّة حديثة..وذلك لعدم أستفزاز الدب الروسي
وهنا نتساءل :
هل تنم تلك التوصيات ، اعترافًا بصُعوبة هزيمة روسيا؟
وما هي التطوّرات العسكريّة والسياسيّة التي دفعت بهذا التحوّل؟ وهل قدّم كيسنجر طوق النّجاة للغرب ؟

الولايات المتحده الامريكية ، تُريدها حربًا بالإنابة، وليست حربًا مُباشرة تتورّط فيها، وهذا ما يُفسّر تحذير هنري كيسنجر وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبق ( ثعلب السياسة الامريكية) من إلحاق هزيمة بروسيا، وضرورة إقدام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة تقديم تنازلات كبيرة من الأراضي الأوكرانيّة إلى روسيا، وذلك في خطابه المدروس بعنايةٍ الذي ألقاه قبل أيّام في مُنتدى دافوس، في إشارةٍ إلى إقليم دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، والاعتراف بالسّيادة الروسيّة على شبه جزيرة القرم.
ما أراد كيسنجر قوله، ولكن بأُسلوبٍ دبلوماسيّ، أن حلف الناتو، ودوله، لن تستطيع هزيمة روسيا وحتى لو امتلكت القُدرة فلن تكون هذه الهزيمة في مصلحتها ويُريد تجنيبها كارثةً كُبرى على أيدي زعيمها بوتين، والمخرج الأكثر أمنًا والأقل كُلفةً هو الانخراط في مُفاوضاتٍ للتوصّل إلى حلٍّ سياسيّ،
وهنا نعود بالقارئ الكريم إلى :
الى حرب عام 73 عندما أقامت الولايات المتحدة الأمريكية جسورا جوية لإنقاذ دولة الإحتلال ، وفي ذلك الوقت طار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر لإنقاذ كيانهم الذي صنعوه من الهزيمة الكُبرى في حرب عام 1973 من خلال مُفاوضات وقف إطلاق النّار،مع مصر
وكما انقذ دولة الإحتلال ، الان تم الايعاز له بإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وحثهم جميعًا على الانخراط في مُفاوضات مع روسيا، وهذا ما يفعله حاليًّا كُل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمُستشار الألماني أولاف شولتز من خلال اتتصالاتهما اليومية بالرئيس بوتين وإقناعه بضرورة الدّخول في مُفاوضاتٍ مُباشرة وجديّة، مع نظيره الأوكراني زيلينسكي في أسرعِ وقتٍ مُمكن.
من المؤكّد أن الرئيس الفرنسي ونظيره الألماني ، يعقدان العزم على حلحلة الأمور ، وعقد صفقة تحفظ ماء وجه الغرب بعد أن فشلت العقوبات في أحداث خلخلة في الاقتصاد الروسي
وتبقى الحقيقة الماثلة للعيان أن الغرب فشل فشلاً ذريعاً في حربه ضد روسيا ، لذا يبحث حالياً عن حل ينزله من أعلى الشجرة ، بعد أن أدرك أن التّنازل عن إقليم دونباس لروسيا، وفرض حياد أوكرانيا وأن هزيمة روسيا مُستحيلة وباهظة التّكاليف، وانا العُقوبات الاقتصاديّة فشلت وأعطت نتائج عكسيّة، وتطوّرات المعارك على الأرض الأوكرانيّة تَصُب في مصلحة القوّات الروسيّة.
زيلينسكي ( كرزاي الغرب ) أدرك إدراكاً جيداً أنه تم استخدامه كأداةٍ لخدمة مصالح أمريكيّة بحتة، وأن بلاده تدفع الثّمن غاليًا من وحدتها الترابيّة، وأمنها واستقرارها، ولهذا صعّد من عويله وتجرّأ على اتّهام حلف الناتو بخُذلانه وشعبه، وعدم تقديم المُساعدات العسكريّة الضروريّة اللّازمة للتصدّي للقوّات الروسيّة.
دول حلف الناتو وقيادته في بروكسل، تمارسان ضغوطاً هائلة على زيلينسكي لحثه الجلوس إلى مائدة المُفاوضات مع الرئيس بوتين وتقديم التنازلات ، تجاوبًا مع شُروطه، فمِثل هذه التسريبات الحسّاسة لا يُمكن أن تصدر إلا باتّفاقٍ مُسبق مع دول حلف الناتو والحُكومة الأمريكيّة.
أوروبا المُتضرّر الأكبر من هذه الحرب بعد أوكرانيا، باتت على استعدادٍ فيما يبدو لرفع الرّاية البيضاء، وتبحث عن مخرج سريع، ولعلّ كيسنجر قدّم لها طوق النّجاة الذي تُريده
الدب الروسي ، يحقق انتصارات على الأرض ، وسينزل الغرب من أعلى الشجرة ، بعد أن صمد في وجه العقوبات الغربية الكبيرة

اخر الأخبار