أمريكا ترد لا سبب لإفتعال أزمة..
وسط تحذيرات بكين.. هل ستهبط طائرة بيلوسي في تايوان "الثلاثاء"؟!
أمد/ عواصم - تقرير إخباري: أفادت قناة TVBC بأن طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، ستصل إلى تايوان مساء يوم الثلاثاء.
وحسب معلومات القناة، فإن طائرة بيلوسي ستهبط في مطار سونغشان بمدينة تايبيه عند الساعة 22:30 بالتوقيت المحلي (17:30 بتوقيت موسكو).
وستمضي بيلوسي الليلة في الفندق، وفي الصباح التالي ستلتقي برئيسة تايوان تساي إنغ وين في الساعة الثامنة (الساعة 03:00 فجر الأربعاء بتوقيت موسكو).
ومن المقرر أن تلقي بيلوسي بعد ذلك كلمة أمام برلمان تايوان.
جولة آسيوية
وتبدأ رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي جولة آسيوية من سنغافورة التي وصلتها الإثنين، في وقت يشتد فيه التوتر بين الولايات المتحدة والصين بشأن زيارة محتملة إلى تايوان وهو ما تعده بكين استفزازا، لاعتبارها تايبيه جزءا من أراضيها.
تزور رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي سنغافورة الإثنين المحطة الأولى في جولة آسيوية لها قد تشمل تايوان ما قد يسمم العلاقات المتوترة أصلا بين بكين وواشنطن.
ووصلت بيلوسي إلى سنغافورة، أول محطة ضمن جولتها، حيث دعاها رئيس الوزراء لي هسين لونغ للسعي إلى إقامة علاقات "مستقرة" مع بكين. ومن المقرر أن تجتمع أيضا مع الرئيسة حليمة يعقوب.
وبعدما أبقت الغموض لفترة طويلة على برنامجها في آسيا، أعلنت بيلوسي الأحد أنها تقود "وفدا من الكونغرس في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتأكيد التزام الولايات المتحدة الراسخ في المنطقة".
وأضافت "في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان سنعقد اجتماعات عالية المستوى لمناقشة الطريقة التي يمكن فيها أن نعزز قيمنا ومصالحنا المشتركة ولا سيما الأمن والسلام والنمو الاقتصادي والتجارة وجائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ وفضلا عن حقوق الإنسان والحوكمة الديمقراطية" من دون أن تأتي على ذكر تايوان.
برميل بارود
وأشارت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية التابعة للحكومة في الصين إلى أن بيلوسي قد تلجأ إلى "حجج طارئة مثل عطل في الطائرة أو نفاد الوقود" للهبوط في مطار تايواني خلال جولتها في آسيا.
وقال المحرر السابق في "غلوبال تايمز" هو شيجين في تغريدة الإثنين "إذا تجرّأت على التوقف في تايوان، فسيشعل ذلك برميل البارود في مضيق تايوان".
الصين تحذر
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من التدخل في تعاملات بكين مع تايوان خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي جو بايدن.
كما هددت بكين، الاثنين، بأن جيشها سيتحرك حال قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايوان.
وقالت الخارجية الصينية في بيان: "جيشنا لن يبقى مكتوف الأيدي في حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان"، حسبما نشرت وسائل إعلام محلية.
وجاء بيان الخارجية الصينية في أعقاب وصول بيلوسي، الاثنين، إلى سنغافورة، في مستهل جولتها الآسيوية حيث أثيرت أسئلة حول توقف محتمل في تايوان أدى إلى تأجيج التوتر مع بكين.
أمريكا: لا سبب لافتعال أزمة
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن بلاده تتطلع لتصرف مسؤول من بكين حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، "نتطلع لتصرف مسؤول من بكين حال زيارة بيلوسي لتايوان".
وأكد بلينكن، على استقلالية "الكونغرس في قراراته"، موضحا أن أعضاؤه "كانوا قد أجروا زيارة سابقة لتايوان".
وبدوره، قال مسؤول أمريكي كبير الاثنين إن من "حقّ" رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، التي تقوم بجولة آسيوية، أن تزور تايوان، معتبرًا أن لا سبب يدفع الصين لافتعال "أزمة" من هذه الزيارة التي لا تزال غير مؤكدة.
وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض للقضايا الاستراتيجيّة جون كيربي لصحافيين "لرئيسة مجلس النواب الحقّ في زيارة تايوان. ولا يوجد سبب يجعل بكين تحول زيارة محتملة تتفق مع سياسات الولايات المتحدة طويلة الأمد إلى نوع من الأزمة".
من جانبه، قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الاثنين، إنه "لا مبرر للتصعيد الصيني بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان"، مشدداً على أن لبيلوسي "الحق في زيارة تايوان، وسبق لرئيس مجلس النواب (نيوت جينجريتش في عام 1997) زيارة تايوان من دون أن يقع أي حادث".
وأضاف كيربي أن العديد من أعضاء الكونجرس زاروا تاويان، حتى خلال العام الحالي، مؤكداً أن بلاده "لن تغير موقفها" بشأن الجزيرة التي تقول الصين إنها جزء لا يتجزء من أراضيها.
وتابع قائلاً: "لا يوجد سبب يجعل بكين تحول زيارة محتملة تتفق مع سياسات الولايات المتحدة طويلة الأمد إلى نوع من الأزمة".
وستكون بيلوسي أرفع مسؤول أميركي منتخب يزور تايوان منذ رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش عام 1997، في حال قامت بالزيارة.
وحاولت إدارة بايدن طمأنة بكين بأنه لا يوجد سبب "للهجوم"، وأنه في حالة حدوث مثل هذه الزيارة فإنها لن تشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة.
شاهد// البيت الأبيض ينتقد التصعيد الصيني ضد زيارة بيلوسي إلى تايوان pic.twitter.com/wtN4iHsNRz
— Amad Media أمد للإعلام (@amadps) August 1, 2022
ذخائر حية
وأجرى الجيش التايواني أهم مناورات عسكرية له خلال الأسبوع الحالي شملت محاكاة صد هجمات صينية من البحر.
في الوقت نفسه غادرت حاملة الطائرات الأمريكية "رونالد ريغن" والأسطول المرافق لها سنغافورة باتجاه بحر الصيني الجنوبي في إطار عملية مبرمجة حسب ما قال سلاح البحرية الأمريكية.
ردا على ذلك، أجرت الصين السبت مناورة عسكرية "بذخائر حية" في مضيق تايوان.
في تايوان تنقسم الآراء حول زيارة بيلوسي المحتملة إلا أن شخصيات من الحزب الحاكم والمعارضة أعلنت أن الجزيرة يجب ألا تذعن للضغوط الصينية.
وقال هونغ شين-فو من جامعة شينغ كونغ في تايوان "في حال ألغت بيلوسي أو أرجأت هذه الرحلة سيشكل ذلك انتصارا للحكومة الصينية ولشي لأن ذلك يظهر أن الضغط الذي مارسه أتى النتيجة المرجوة".
وسعت واشنطن إلى التخفيف من أهمية زيارة محتملة لبيلوسي إلى تايوان ودعت المسؤولين الصينيين إلى الهدوء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "لدينا اختلافات كثيرة بشأن تايوان لكن خلال السنوات الأربعين الأخيرة تمكنا من إدارة هذه الاختلافات وقمنا بذلك بطريقة حافظت على السلام والاستقرار".
صين واحدة
انقسمت تايوان والصين عام 1949 بعد أن انتصر الشيوعيون في حرب أهلية في البر الرئيسي.
ويقول الجانبان إنهما دولة واحدة لكنهما يختلفان حول الحكومة التي يحق لها قيادة المنقطة.
ليس لدى الصين وتايوان علاقات رسمية لكنهما مرتبطتان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار.
وحولت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين عام 1979، لكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع الجزيرة، كما أن واشنطن ملزمة بموجب القانون الفيدرالي بأن ترى لدى تايوان وسائل للدفاع عن نفسها.
وتقول سياسة "صين واحدة" لواشنطن إنها لا تتخذ أي موقف بشأن وضع الجانبين، ولكنها تريد حل نزاعهما سلميا، بينما تروّج بكين لـ "مبدأ صين واحدة" الذي يقول إنها دولة واحدة والحزب الشيوعي هو زعيمها.