كلنا متفرجون والمعاناة مستمرة!!

تابعنا على:   07:47 2022-08-13

أ.عزيز بعلوشة

أمد/ إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]
هذه الآية العظيمة الكريمة تؤكد على أن الله لا يغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ[فصلت: 46]،.
ونبينا محمد صلوات ربي عليه قال : اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له[1].فهذا الحديث عن رسول الله يؤكد على أن
أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة،.
وكلنا الفلسطينيون منذ خمسة عشرة عامًا عشقنا النظر إلى حالتنا بدون أفعال حقيقية ، واستسلمنا لهذا الواقع الأغبر ، حتى وصل حالنا إلى حد الغيبوبة وليس النوم !!!
وكلنا بغض النظر عن المسميات في سبات عميق ، وما يحدث هنا حيث أنا هنا من ظلم وقهر وإذلال وتشرد لشبابنا والموت على شواطئ البحار لا يحرك ساكنًا ، حتى قوافل الشهداء ودماؤهم الزكية لا تحرك ساكنًا ، ولا المصابين ولا حجم الدمار والرعب التي تتعرض له مدننا وقرانا من عربدة صهيونية واستباحة على مدار الساعة أيضا لا تحرك ساكنًا لتدفعنا نحو الوحدة من أجل وطننا فلسطين.
فهذه النكبة التي نحياها هي الأصعب والأشد قساوة من سابقاتها من النكبات.
ماذا تنتظرون ؟ أم أنكم بحاجة إلى خمسة عشر عامًا حتى تستيقظوا من سباتكم !!!،
متى ستستيقظ هذه القيادات من غيبوبتها ؟ وإلى متى ستبقى في غيبوبتها ؟ فالغالبية العظمى من أهلنا في غزة أصبحت تتمنى الموت ، فالموت أرحم لها من حياة الذل والقهر والتسول والعوزة ، إستيقظوا واقع أهلنا في غزة فاق كلمة صعب ووصل إلى درجة الخطر ، هنا الكل يبكي بدموع وبدون دموع ، هنا من يتمنى ربطة خبز ، ومن يتمنى دجاجة ومن يتمنى كيلو عنب ، ومن يتمنى شحن رصيد كهرباء أو تعبئة مياه حلوة ونظيفة للشرب ، وهنا شباب يتمنون كاسة قهوة وسيجارة ،. هل سمعتم عن القاعدة العسكرية التي تقول : بأن الشعوب تسير على بطونها ، هنا البطون فارغه كفاية استيقظوا!!!!
كفاية شعارات وخطابات لا تسمن ولا تغن من جوع !! ، ولا تزيد من مساحة قطاع غزة مترا ، وللعلم كان مساحةً قطاع غزة ٥٦٥ كيلو متر وبعد توقيع إتفاقية العوجا أصبحت مساحة قطاع غزة ٣٦٥ كيلو متر !!!
أسألكم بالله ألم يحن الوقت لكي يتغير حالنا ؟!!، ويتغير حالنا السئ !!!
‏المصيبة الكبرى اننا نعرف سبب مصائبنا وطريقة علاجها ولكن نعالجها مثلما يعالج مريض السرطان بشربة الميرمية.
وكلكم تعلمون وتعرفون بأن سبب مصيبتنا الكبرى الإنقسام ، وكلكم تلاحظون بأنه أصبح يتطور إلى إنفصال !!!
لذلك يتوجب على النخب والمثقفين واصحاب العقول والخبراء والكفاءات والقيادات وأصحاب الضمائر الحية أن تنفض الغبار عن نفسها وتصرخ بأعلى صوت فليذهب الانقسام البغيض إلى الجحيم ، وتقول نعم ومليون نعم للوحدة ، والوحدة طريق الكرامة ، .
وللعلم تعدادنا نحن الفلسطينيون في الضفة وغزة تقريبًا حوالي الخمسة ملايين وكما تلاحظون في كل حارة ومخيم ومدينة ترون دولًا وترفع رايه لها وكأنها دولة مستقلة ،ومن المعيب في ظل الانحدار الفكري والعقلي والأخلاقي فالنتيجة هذه !! الحالة السيئة التي تسيطر علينا ، حتى هان إذلال علمنا الفلسطيني ونخجل برفعه في كثير من مناسباتنا الوطنية !!!
وعلينا قراءة التاريخ والتعلم من تجارب الشعوب كجنوب افريقيا والهند والجزائر كيف تحررت من الاحتلال، والعمل على إعداد خطة وطنية شاملة تتكفل ببناء مستقبل مزدهر جوهره الاستقلال والتنمية والتقدم ،للخروج من هذا الواقع المرير الذي دخل كل البيوت بالكراهية وبالحقد وبالجوع والظلم والقهر وانعدمت أقل الامنيات والآمال و الأمن والأمان .
وأخيرًا فالمعاناة مستمرة لأننا لا نميز بين الخبيث والطيب , بل نسحج للخبيث ونهلل له ، و الطيب فنكويه بنيراننا بالاعتقال وبالظلم وبحرمانه من إنصافه بالعدل في محاكمنا ، والمعاناة مستمرة !! لأن كثر بيننا يعيشون في قصور عاجيه وفلل فوق الخيال وشاليهات ومنتجعات ومواكب ، وكثر بيننا يعيشون الذل والقهر والفقر واليأس والحاجة إلى وجبات بسيطة وإلى إضاءة بيوتهم الآيلة للسقوط والى شربة مياه نظيفة !!،.
والمعاناة مستمرة لأن كل منا يرفض سماع خيارات الآخر أو حتى التفكير بها وفي صوابيتها , ومستمرة بسبب المرض العقلي الذي لازمنا حتى وصلت بنا الأمور إلى فرض القهر المستمر بالرواتب والتقاعد الاجباري وبمستحقات الموظفين هنا وهناك من سنوات والبطالة وجيوش العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات !!،. وأختتم مقالي هذا كما بدأته :
إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11
وتمنياتي للكل الفلسطيني الهداية والتوفيق !!!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار