عمان والفزعة المفاجئة نحو الإسلاميين الفلسطينيين

تابعنا على:   21:13 2022-08-15

محمد مشارقة

أمد/ كتب اليوم الصحفي المجتهد بسام بدارين في القدس العربي مقالا يشرح فيه خلفيات الاستنفار الأردني لدعوة الحركات والأحزاب العربية في مناطق ٤٨، بما فيها الحركة الإسلامية بشقيها الجنوبي والشمالي، ولا استثني من تحليله الدعوة غير الرسمية لخالد مشعل القيادي الابرز في حركة حماس لزيارة الأردن وضعت في إطار عائلي وليس سياسي.  باعتقادي ان البدارين وهو المقرب من كل الاطياف السياسية والرسمية ربما يكون الادق في تفسير الانفتاح الاردني المفاجئ على المكون الاسلامي الفلسطيني. فقد التقط جيدا الحسابات الأردنية في هذه المرحلة والاحتمالات المرجحة لعودة نتنياهو وتحالفه الديني والقومي المتطرف على راس الحكومة القادمة في انتخابات أكتوبر القادم. تدرك عمان ان الاستقطاب الحالي في اسرائيل ثابت رغم كل جرائم الحكومة والائتلاف الحاكم؛ والتقديرات والاستطلاعات تشير الى احتمالات عزوف كبير لا يقل عن الخمسين بالمئة من المصوتين المحتملين في الوسط الفلسطيني، وكل صوت مستنكف يصب في مصلحة اليمين المتطرف دينيا وقوميا. بهذه التقديرات فان تحالف نتنياهو قد يصل الى ٧١ مقعدا . لهذا بدأت عمان وعبر كل مفاتيحها - خلية الأزمة -، حملة اتصالات واسعة مع كل القيادات والمؤثرين في الداخل، وبخاصة من يستطيع اقناع الفرع الإخواني الشمالي بقيادة رائد صلاح بوقف حملته لمقاطعة انتخابات الكنيست، وهو من الذين رفعت عمان اعتراضاتها عليه وعلى زيارته القريبة لعمان بدعوة رسمية.
 بالطبع ، تدرك عمان ، ان الوقت محدود للقيام بحملة لدفع الجماهير العربية في مناطق ٤٨ ، للخروج لصناديق الاقتراع ، ويبدو ان مفاتيحها وادواتها التي تدعي معرفة الواقع هناك لم يخبروها ، بعوامل موضوعية وتحولات حقيقية في العقدين الماضيين تصعب مهمة اقناع الناس بالمشاركة الايجابية .اولاها : تغيير كبير على البنية الاجتماعية في الداخل ، وهناك طبقة جديدة ، باتت قضايا مثل الموازنات الحكومية او وضع البورصة الاسرائيلية او تسويق تطبيقات وانظمة الرياديين الفلسطينيين أهم من كل الخطاب السياسي الذي تطرحه القوى والأحزاب العربية ؛ وثانيها : ان المصوتين لقائمة منصور عباس صدقوا ان دعمهم لحكومة بينيت – لابيد ، سياتي للوسط العربي ب٢٠ مليار شيكل للتطوير ؛ لكن ذلك لم يحصل وكل ما استطاع منصور الحصول عليه هو مليار شيكل فقط ، ثالثها ؛ ان المواطن العربي يائس من الانقسام بين الاحزاب العربية وحملات التشهير المتبادلة بينهم  ليل نهار ، ولهذا فالتقدير هو اتساع نسبة الاستنكاف عن المشاركة في الانتخابات ، ليس لموقف سياسي وانما لشعور عام  باللاجدوى.
فقط بالعودة الى الوحدة وخوض حملة جماعية مكثفة من بيت لبيت؛ يمكن ان تقنع الناس في هذه الفترة القصيرة، بالخروج للصناديق. المراجعة مطلوبة سريعا من الموحدة والمشتركة واشراك المثقفين وقيادة المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني من اجل تجاوز حالة الانقسام والدخول موحدين للانتخابات، فهل تستطيع عمان انجاز هذه المهمة؟

اخر الأخبار