في ذكرى هبة النفق

تابعنا على:   21:09 2022-09-25

حنفي ابو سعدة

أمد/ كثيرة هي التفاصيل اللاحقة منذ هبة النفق في العام ١٩٩٦حتى يومنا هذا ، لكن تلك الأيام الثلاثة لهبة النفق حفرت لنفسها مكانا خالدا في ذاكرة كل من عاشها .
هبة النفق ، أصدق وأكثر التسميات عفوية والتي أطلقت على إحدى حلقات المواجهة المستمرة مع الاحتلال ، والتي كلفت الفلسطينين ثلاث وستون شهيدا وأكثر من الف جريح، أطفال المدارس والشباب في غزة والضفة والقدس المحتلة ، إلتحموا مع رجال السلطة الوطنية الفلسطينية في خطوط المواجهات دفاعا عن القدس والأقصى، حيث سقط جنود عددا من جنود الاحتلال قتلى بينما في نابلس استسلم آخرون لمقاتلي الأجهزة الأمنية .
في أيام الهبة التي استمرت ثلاث ايام لم تكن سوى راية فلسطين ، فلا وجود لفصائل ولا خطابات ولا كلمة إلا لرئيس الشعب الشهيد الراحل ياسر عرفات ، كل ذلك كان حدثا عفويا صادقا على تجرؤ الاحتلال على فتح نفق في القدس تأكيدا لإعلان ما يسمى سيادة الاحتلال على القدس والاقصى .
الاعتداءات الإسرائيلية تاريخيا لم تتوقف عن القدس أو محاولات تهويدها وتدنيس باحاته تارة بنفق أسفل مباني المدينة المقدسة وأخرى بإقتحام شارون وجنوده وثالثة بمسيرات الاعلام وأخرى قادمة بذبح القرابين ونفخ البوق .
حلقات الصراع لن تتوقف ، الواقع لم يتغير والشعب أيضا لم يتغير وسياسات الاحتلال لم تتغير ، هو فقط غاب صوت ياسر وفتح وحضرت الفصائل ، غابت فلسطين وحضرت علاقات الإقليم ، غابت المواجهة وحضر التنسيق ، غاب فيصل الحسيني وحضر حسين ، غاب بيت الشرق وحضر آخرون .
بعد ست وعشرون عاما على هبة النفق ، أحضر اليهود عجولهم إستمرارا لنهج عدوانهم، ولا تزال القدس بكل كبريائها كما هي شامخة تنتظر وعدا حقا بأنها لفلسطين وللفلسطينين رغم انف كل من ينكر مجريات التاريخ والحاضر والمستقبل .

كلمات دلالية

اخر الأخبار