أمد/ ستوكهولم: قالت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، بأن تكرار حوادث التهديد والاعتقال التي تطال الصحفيين والإعلاميين في اليمن تنتهك بشكل خطير وغير مقبول القواعد القانونية الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، مشددة على أن مثل هذه الحوادث تؤشر على التراجع المستمر التي تشهده البلاد على كافة المستويات لا سيما ما يتعرض له الصحفيين من قبل أطراف الصراع المختلفة.

وعبرت المنظمة في بيان صدر عنها يوم الاثنين، عن قلقها وادانتها البالغين لاختفاء الصحفي الرياضي "عباد الجرادي" والذي فُقدت آثاره بتاريخ 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث أفادت مصادر محلية بقيام مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الحوثيين باختطاف الصحفي الرياضي وعضو مجلس إدارة نادي وحدة صنعاء "عباد الجرادي"، من منزله في العاصمة صنعاء، مؤكد على أن سبب استهدافه هو انتقاده لأتحاد كرة القدم اليمني.

وذكرت المنظمة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يُختطف فيها "الجرادي" فقد سبق وأن تم اختطافه من أمام ناديه وحدة صنعاء ولم يفرج عنه إلا بعد أربعة أشهر وذلك في 04 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ولم يتم توجيه أية تهمة ضده.

من جانبها قالت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها بأنها " تلقت بلاغ يفيد باختفاء الصحفي عباد الجرادي من وسط صنعاء منذ أيام. مطالبة جماعة الحوثي بالكشف عن ملابسات الجريمة وسرعة إطلاق سراح الزميل الجرادي". كما جددت النقابة "استهجانها لاستمرار اختطاف الصحفيين، ورفضها التعامل العدائي الذي ينتهك الدستور والقانون".

وأبرزت المنظمة الحقوقية إلى أن اليمن يحتل المرتبة 169 من أصل 180 بلداً وفقًا التصنيف العالمي لحرية الإعلام، الذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" نهاية عام 2021. مشيرة في نفس الوقت إلى تقرير نقابة الصحفيين اليمنيين؛ الذي سلط الضوء على الانتهاكات التي طالت الحريات الإعلامية خلال الفترة 2015 وحتى 2021 حيث بلغ عدد تلك الانتهاكات 1359، طالت الحريات الإعلامية، بينها 38 حالة قتل.

بدورها حملت منظمة "سكاي لاين" الحقوقية جماعة الحوثي لا سيما تشكيلاتها المسلحة مسئولية ممارساتها المنُتهكة لحقوق الإنسان وبشكل خاص ضد الصحفيين والإعلاميين، مؤكدة على أن تلك الممارسات تشكل انتهاكًا خطيرًا لقواعد القانون الدولي التي كفلت حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وغيرها من الاتفاقيات الدولية.

واختتمت المنظمة بيانها بدعوة جماعة الحوثي لضرورة الكشف عن مصير الصحفي "الجرادي" وإطلاق سراحه، والعمل على وقف كاف أشكال الانتهاكات الممارسة من قبل المليشيات المسلحة ضد حرية الرأي والتعبير، مشددة على أهمية تشكيل  لجنة تحقيق محايدة للوقوف على تداعيات الحادث الأخير وتقديم الأشخاص المتورطين في تلك الحادثة للمحاكمة العادلة. مؤكدةً على أن غياب أفق الحلول في اليمن سيعي مزيدًا من الانتهاكات والجرائم غير المبررة ضد الأفراد.