مشاكسات أين كانت المواقف الجدية؟!

تابعنا على:   09:05 2022-11-16

سليم يونس الزريعي

أمد/ "إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟

أين كانت المواقف الجدية؟!

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إننا لن نقبل باستمرار الاحتلال للأبد، وسنتخذ مواقف جدية وحازمة لحماية حقوق شعبنا ووقف التصعيد الإسرائيلي الأرعن من قبل الاحتلال وجيشه ومستوطنيه الذين لم يتركوا شبرا من أرضنا إلا وقاموا بالاعتداء عليه وارتكاب جرائمهم تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية، التي تثبت يوما بعد يوم أنه لا يوجد هناك شريك إسرائيلي حقيقي لصنع السلام".

وأشار إلى أن "اعترافنا بالشرعية الدولية واعتماد قراراتها كمرجعية لتحقيق السلام العادل والشامل يتطلب قيام المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإرغامه على قبول القرارات الأممية لأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

مشاكسة.. هل الإيمان بعدالة القضية وحده يكفي لفرض الانسحاب على العدو الصهيوني الإحلالي من الأراضي المحتلة عام 1967؟ ألا يجب أن يرتبط هذا الإيمان بالعمل لتحقيق تلك العدالة؟ ثم كيف سيزول الاحتلال، هل سيكون ذبك بالإيمان بعدالة القضية والدعاء فحسب؟ أم أن زوال الاحتلال يكون بترجمة الإيمان إلى فعل كفاحي غني بمفرداته؛ ويكافئ على الأقل سلوك وفعل الحركة الصهيونية عندما احتلت فلسطين بالعنف المسلح، وبالتأكيد ليس جرائمها؟ ثم ألا يشكل التعويل على ما يسمى بالمجتمع الدول لتحرير فلسطين وهم، جراء قراءة خاطئة لطبيعة الكيان الصهيوني الإحلالي المدعوم أمريكيا ومن المسيحية الصهيونية؟ ثم أي مجتمع دولي ذلك الذي ينتظره أصحاب وجهة نظر الرئيس عباس؟ ألا توجد عشرات القرارات التي صدرت عن هذا المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة منذ نكبة عام 1948، لم ينفذ منها كيان الاحتلال قرارا واحدا؟ ثم إلى متى تستمر اسطوانة المجتمع الدولي في ظل ميزان القوى القائم، وانتظار أن " يجود" الكيان بحل سياسي من "صافي أرباحه" بعد أن تنازل صناع أوسلو مجانا عن 78% من فلسطين التاريخية؟ ثم كيف سيُلزم الكيان بالانسحاب من الأراضي المختلة عام 1967 في ظل الانقسام الفلسطيني وتباين الرؤى والمواقف السياسية الفلسطينية من الصراع مع الاحتلال؟ ثم هل يملك الفلسطينيون ترف الاتكاء على عامل الزمن دون العمل الدائم على جعل كلفة الاحتلال أعلى من العائد منه؟ ثم كيف سيترجم قول الرئيس عباس "لن نقبل باستمرار الاحتلال؟ ألا يشكل التنسيق الأمني ومحاولة احتواء الكفاح المسلح في الضفة نقيضا لذلك؟ ثم ما معني أننا سنتخذ مواقف جدية، فهل يعني ذلك أن السياسات السابقة للقيادة الفلسطينية المتنفذة لم تكن جدية؟ ألا يشكل ذلك اعترافا ببؤس الخيارات السياسية السابقة للقيادة الفلسطينية؟ ثم ماذا كانت تنتظر القيادة الفلسطينية طوال كل ذلك الوقت حتى تتخذ مواقف جدية وحازمة؟ ألا يدين؛ بل ويضع علامة استفهام حول سلوك القيادة في إدارة الصراع؟ ثم ما هي الخطوات العملية في مواجهة هذه العدوانية لمستجلبي الاحتلال بمختلف تشكيلاتهم وتوصيفاتهم؟ ثم هل يستقيم تعبير ومنطق، القول أمام بصر الحكومة الإسرائيلية، فهل حكومة الكيان جهة، ومن يقوم بالاعتداء جهة أخرى؟ ثم ألا يمكن القول إن كلمات من نوع، لا يوحد شريك، باتت مبتذلة في ظل الحديث الفلسطيني عما ارتكبه ويرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم؟ ثم كيف نصدق أن العقلية التي اعتبرت أوسلو إنجازا وطنيا، وفق خيارات سياسية وفكرية، وتتصدي للمكافحين ضد الاحتلال يمكن أن تغير من طبيعتها، طالما لم يقترن ذلك بسلوك في القول والعمل، يؤكد هذا التحول؟ ثم ألا يشكل الإعلان الذي لا لبس فيه عن وقف التنسيق الأمني، يمكن أن يعطي مصداقية لما قاله الرئيس عباس؟ ثم ألا يشكل وقف مطاردة واعتقال من يقاومون الاحتلال شرطا أخلاقيا قبل أن يكون شرطا سياسيا وفكرياـ من شأنه أن يقطع مع خطيئة أوسلو، ويعيد الاعتبار لأبجديات الثورة الفلسطينية وميثاق منظمة التحرير في التحرير والعودة؟

اخر الأخبار