مشاكسات..

السلطة.. أي دور؟ ... فخر.. بماذا..؟!!

تابعنا على:   07:49 2022-12-09

سليم يونس الزريعي

أمد/ إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟

السلطة .. أي دور؟
خاطب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور المجتمع الدولي، قائلا: إن التعبير عن الغضب والاستنكار لجرائم إسرائيل والإفلات من العقاب لا يكفي ويجب أن يقترن بعمل حازم وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

مشاكسة.. إذا كان صحيحا ما طالب به السفير رياض منصور المجتمع الدولي وهو كذلك، فإن السؤال: أين العمل الحازم الذي يجب أن تقوم به السلطة وأدواتها في مواجهة تغول جيش الاحتلال الذي يمارس عمليات إعدام موصوفة لأبناء الشعب الفلسطيني؟ ثم هل دور السلطة هو التوصيف والمناشدة والمطالبة فقط،؟ فأين دورها كمسؤول عن أمن والدفاع عن الشعب الفلسطيني كونها سلطة؟ ثم أليس من الواجب الأخلاقي على السلطة الفلسطينية أن تقوم بما تستطيع عمله لمواجهة الحرب المفتوحة على مدن الضفة وحفلات الإعدام بدم بارد التي يرتكبها جيش الاحتلال؟ لماذا بدل المناشدة واستجداء المجتمع الدولي توفير الحماية، أن تبادر السلطة إلى إنهاء عار التنسيق الأمني، والكف عن ملاحقة حملة السلاح وتصنيعه، وإطلاق يد الأجهزة الأمنية، لكي تكون جزءا من الحالة الكفاحية للقوى المسلحة في تمظهراتها المختلفة؟ ثم هل من المقبول أن يستمر الرئيس محمود عباس بالحديث عن رفض العمل المسلح، فيما العدو يخوض حربا مفتوحة على الضفة؟ ألا يوجد في فتح السلطة من يصوب هذا الخطاب الذي تجاوزته اللحظة؟ ومتى تعي السلطة الفلسطينية أن هناك معطيات جديدة باتت لها أدواتها التي أفرزها الواقع الكفاحي للشعب عبر تجربته في مواجهة الاحتلال؟ ومتى تدرك السلطة أن ما يجري على الأرض له قوانينه وموجباته خلافا لما يجري في ردهات المؤسسات الدولية، وأن موازين القوى في جدها الأدنى تتشكل هنا في الضفة وغزة ، لكنها في حاجة لوحدة سياسية كفاحية تنظيمية وقيادة تؤمن بذلك؟ متى تقتنع قيادة السلطة أن الحالة الكفاحية في الضفة قد تجاوزت طروحاتها، وأن عليها تلتحق بهذه الحالة لا أن تواصل اجترار مقولات تجاوزتها الأحداث؟


فخر..بماذا..؟!!
تلقت مكاتب وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، برئاسة العاهل المغربي محمد السادس، في المغرب وفي القدس بفلسطين، تهاني عدد من رجال الأعمال، ومدراء المؤسسات والجمعيات، والشخصيات الدينية والأكاديمية، والشخصيات العامة ومن عامة الناس، من القدس، ومن باقي المدن الفلسطينية بهذا التأهل التاريخي للمنتخب المغربي.

مشاكسة.. أليست مفارقة محزنة أن يكون هذا التهافت الفلسطيني حسب المصدر المغربي، في تجاهل لطعن حكومة محمد السادس للشعب الفلسطيني عبر علاقته المميزة بالكيان الصهيوني؟ وإذا كان مركب النقص للعرب حكاما ومحكومين قد جعلهم يحتفون بفوز فريق المغرب في مباراة لكرة القدم ، كتعويض عن خيباتهم، فلماذا يحتفي الفلسطينيون المنكوبون والمطعونون من حكومة المغرب؟ هل يحتفون بالعلاقة المميزة الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان المجرم ومملكة محمد الخامس، وطعن رئيس لجنة القدس للقدس التي تنتهك حرماتها صباح مساء؟ أم بتحرير سبته ومليلة من الاستعمار الإسباني؟!! ثم من قال إن هذا الفوز فخر للعرب؟ولكن هل الفوز في مثل هذه الرياضة الترفيهية مثار فخر؟ وأي فخر في ذلك، لهؤلاء العرب الذين تجمعهم الكرة التي هي رياضة، ولكنهم يغيبون غياب الموتى، عند القضايا المصيرية ويصبحون غير معنيين؟ بل وتغيب لافتة العروبة لتحل محلها النزعة القطرية (بضم القاف) أليس هذا هو الواقع؟ لكن أين عروبتهم إن كانوا صادقين بالنسبة لفلسطين وسوريا وليبيا والسودان والعراق ولبنان؟ ولماذا عند ذاك المفصل،تختفي عروبتهم، ويظهِّرون قطريتهم وعلو مصالحهم القُطرية حتى لو ذبحت تلك الدول والقدس وأقصاها أيضا؟ ولا بأس أن يعترف ويطبع مع الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويمارس جرائمه ضد كل مظاهر الحياة فيها..ليكون السؤال أين تختفي العروبة عندما يحاصر الشعب السوري ويجوع بأيدي تدعي أنها عربية؟ .. وأـين العروبة لدى شعوب تلك الدول عندما تكون حكوماتها خنجرا قي ظهر الفلسطينيين والسوريين وغيرهم وأدوات في أيدي أعداء الأمة..دون أن تحرك ساكنا؟ مبروك فوز الفريق المغربي.. ولكن العروبة ليست رداء نلبسه أحيانا ونتجاهل وجوده في أكثر الأحيان أليس كذلك؟ ليكون السؤال أي عروبة تلك التي تحضر في مباراة رياضة وتكون "أثرا بعد عين" عن الشدائد القومية؟!!

اخر الأخبار