مشاكسات..

تدني لغة الخطاب.. التصفيق.. معيارا للديمقراطية!

تابعنا على:   08:41 2022-12-28

سليم يونس الزريعي

أمد/ "إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟

تدني لغة الخطاب
اتهم حسين الشيخ عضو مركزية فتح ووزير الشؤون المدنية، رئيس السلطة محمود عباس، بإحداث حالة من الفوضى، يقوله: “أنا بقلكم أبو مازن شريك بالفوضى، هو شريك فيها وله مصلحة في بقائها.مستخدما ألفاظا بذيئة حسب التسجيل.
ووصف الشيخ ما يدور حاليًا داخل حركة فتح بـ”معركة خلافة أبي مازن” التي تتدخل فيها عدة جهات، لكنه شدد على وجود خطة مرتبة لذلك. وقال: الأمن داخل بالموضوع، وشغال في اللعبة هذه، وجزء من المركزية داخل في الموضوع واليوم الذي يلي أبو مازن الخطة مرتبة” .
مشاكسة.. أليس مما يؤسف له أن تصدر عن شخص في مثل هذه المسؤولية مثل تلك اللغة؟ ثم هل هو هذا النموذج، الذي يطمح بل ويعمل على أن يكون في مستوى المسؤول الأول في المشهد السياسي الفلسطيني؟! ثم ألا يشير هذه المستوى من الخطاب والتناحر في قمة هرم فتح التنظيمي ـ أن حركة فتح تعيش أزمة بنيوية؟ ثم ألا تكشف هذه اللغة وهذا التناحر أن فتح الجسم التنظيمي أكبر من تلك القيادات التي تسيء لفتح الفكرة والمناضلين والتاريخ؟ ثم كيف لهذه القيادة التي تصف ما يجري في الضفة من عمل كفاحي مسلح واشتباك شعبي مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه بالفوضى؟ لكن لم استغراب هذا التوصيف من وزير التنسيق الأمني؟ لكن أليست مفارقة مخجلة أن يتطابق توصيفه لما يجري في الضفة من حالة نهوض تَعِد بانتفاضة مسلحة ضد الاحتلال مع توصيف العدو الصهيوني؟ ثم ألا يعرف حسين الشيخ أن آخر استطلاع للرأي في الضفة والقطاع والقدس أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في الربع الأخير من عام 2022 قد منحه فقط 3% في انتخابات الرئاسة؟ السؤال على ماذا يراهن حسين الشيخ على شعب فتح؟ أم الكيان الصهيوني وأمريكأ؟!!

التصفيق.. معيارا للديمقراطية..!
خاطب النائب الديمقراطي بيشلوس النواب الذين لم يصفقوا للرئيس الأوكراني أثناء كلمته في مجلس النواب الأمريكي : "أود أن أعرف لماذا تخلف عدد من أعضاء الكونغرس، أغلبيتهم من الجمهوريين عن الحضور، أو رفض بعضهم التصفيق، أود أن أعرف لماذا لسببين: الأول هو أن لناخبيكم الحق في معرفة هذه الأشياء، وما إذا كنت في خدمة الكونغرس أم لا، والسبب الثاني: لماذا لا تصفق، هل تحب بوتين؟ أم أنك تعارض الديمقراطية، أم ماذا؟".
مشاكسة .. هل هذه هي أمريكا حرية الرأي والتعبير والديمقراطية؟ أليس هذه السلوك هو ترهيب موصوف من نائب ينتمي لحزب يدعي أنه ديمقراطي؟ وهل بات التصفيق لرواية زيلنيسكي عن الحرب في أوكرانيا معيارا للديمقراطية الأمريكية؟ ثم لماذا على النواب أن يصفقوا لرواية زيلنسكي إذا على الأقل ، لم يقتنعوا بها؟ أليس هذا السلوك تعبير عن دكتاتورية الرأي الواحد؟ ثم لم ليس من حق نائب منتخب وجهة نظر أخرى لا تتطابق مع سياسة الحزب الديمقراطي؟ ثم هل من الديمقراطية أن يحل هذا النائب محل الناخبين ليسائل النائب الذي لم يحضر أو يصفق للرئيس الأوكراني؟ ثم هل معيار الحرية والديمقراطية والوطنية أن تتبني وجهة نظر حكومة الحزب الديمقراطي؟ ثم هل وصل التهافت في مفهوم الديمقراطية أن معيار الوطنية هو شيطنة الرئيس الروسي ؟ ثم هل من الديمقراطية أن تصم الآذان عن وجهة النظر الأخرى،؟ أليس اختزال الديمقراطية في التصفيق زيلينسكي هو إفلاس سياسي وفكري وأخلاقي؟