مشاكسات..

قلق على منْ؟!.. لا عهد لهم..!

تابعنا على:   11:58 2023-01-02

سليم يونس الزريعي

أمد/ "إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة"؟

قلق على منْ؟!
قال ملك الأردن في مقابلة مع شبكة (سي إن إن): “لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين”، مبينا أن “الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك”.
مشاكسة .. تُرى هل يقبل الشعب الأردني الفلسطيني مثل هذا الموقف من ملك الأردن من قيام انتفاضة شعبية في الأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال؟ والسؤال لماذا يقلق ملك الأردن من اندلاع انتفاضة للتخلص من الاحتلال أو حسب منطق الذين يتحدثون عن السلام لتحسين على الأقل شروط هذا السلام؟! وهل هذا القلق الملكي الأردني خشية على الشعب الفلسطيني وقضيته؟ أم لأن الانتفاضة من شأنها كشف عورات الدول التي أقامت سلام مع كيان الاحتلال، كأوسلو الفلسطيني أو وادي عربة الأردني بدعوى السلام وحل القضية الفلسطينية التي كانت نتائجها فلسطينيا كارثية؟ ثم ما المقصود بالانهيار الكامل الذي يخشاه ملك الأردن ودول المنطثة وبعض الداخل الفلسطيني من قيام انتفاضة؟ هل هي سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية والقدس اللتان ابتلعهما الاستيطان؟ أم انهيار أوسلو والسلطة ذريعة المتهافتين العرب على إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني مستحضرين عبارة " لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين"؟ ثم إذا كان مفهوما أن الانتفاضة ليست في صالح كيان الاحتلال، فكيف تكون في غير صالح الفلسطينيين؟ ومن هم هؤلاء الفلسطينيين؟ ألا تعني هذه المقاربة من ملك أن على الفلسطينيين أن يسلموا بممارسات الاحتلال على الأقل منذ نكبة أوسلو ووادي عربة حتى الآن؟ وبالنتائج التي أرستها على الأرض؟ ألا يكشف هذا الموقف أن الأردن ينحاز لوجهة نظر الاحتلال؟ ثم انهيار كامل لماذا؟ ثم ضمن أي فهم يجري التحذير من الانهيار؟ وهل جرى إقامة شيء سياسي وطني حتى ينهار؟ أم أن ملك الأردن يريد من الفلسطينيين أن يتكيفوا مع الاحتلال حتى يجنب الأردن تداعيات الانتفاضة التي ستتردد أصداؤها في الأردن، ولن تكون في صالح علاقة الأردن مع الكيان الصهيوني شعبيا على الأقل؟
لا عهد لهم..!
أكد الرئيس الفرنسي السابق تصريحات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من أن اتفاقيات “مينسك” كانت لتوفير الوقت لقوات كييف ليصبح أقوى.
وقال الرئيس الفرنسي إن ميزة اتفاقيات “مينسك” أنها وفرت للجيش الأوكراني مثل هذه الفرصة”، وكانت ميركل قد صرحت لصحيفة “تسايت” الألمانية بأن اتفاقيات مينسك كانت “محاولة لتوفير الوقت لأوكرانيا”.
مشاكسة .. ما هذا الكم من النفاق والكذب لأسلاف النازيين الألمان والاستعماريين الفرنسيين؟ وكيف يمكن على ضوء ذلك الوثوق في أي اتفاقات تعقد مع مثل هذه الدول؟ ثم كيف يمكن لمثل هذه الدول أن تمارس مثل هذا الخداع فيما كانت بعض مناطق شرق أوكرانيا يتعرض سكانها الناطقين بالروسية للإبادة؟ ألا يمكن القول إن فرنسا وألمانيا شركاء في جرائم التطهير التي نفذتها المجموعات المسلحة من المتطرفين من نازيين وغيرهم، كونهما كانتا راعيتين لاتفاق مينسك الذي يضمن وضعا خاصا لتلك الأقاليم في أوكرانيا، يراعي خصوصيتها الثقافية والقومية ؟ ألا يكشف ذلك أن النية الفرنسية الألمانية كانت مبيتة لاستهدف سكان تلك المناطق ومن ورائهما روسيا؟ ألا يكشف ذلك لماذا أصمت تلك الدول آذانها عن مناشدات روسيا لهما كدول راعية، بشرورة تطبيق الاتفاق وحماية سكان الدونباس؟ ألا يعطي ذلك مصداقية لرواية روسيا حول تدخلها عسكريا في إقليم الدونباس لحماية أبنائها؟ لكن منذ متى كان لهذه الدول الاستعمارية عهدا أو ميثاقا، وهما الدولتان اللتان حاولتا تدمير روسيا وتفكيكها في من حروب نابليون إلى النازي هتلر؟ ثم أليست هذه هي ثقافة الغرب الإمبريالي؟

اخر الأخبار