"الجمهورية الإمبريالية الإيرانية" والسياسة الأميركية (2 و 3)

تابعنا على:   11:06 2023-01-31

وليد فارس

أمد/ وبدوره أثر هذا اللوبي على مستشارين سياسيين، لا سيما لدى يسار الحزب الديمقراطي، ويا للمفارقة أيضاً لدى فئات أقصى اليمين الانعزالي. وأطلقت على هذه المناورة الإيرانية اسم "الكماشة" لأنها اعتمدت على جناحين في الدوائر السياسية الأميركية. ومع وصول إدارة أوباما إلى السلطة، دخل مشروع الشراكة مع النظام الإيراني إلى صلب الدولة الأميركية. فحصل تناقض بين القوانين الأميركية والعقوبات الموضوعة سابقاً، وسياسات الانفتاح على طهران لـ8 أعوام متتالية، فانصدم شركاء وحلفاء واشنطن لتغيير السياسات تحت إدارة أوباما، ولكن معظمهم لم يكونوا على اطلاع بعمق الاتفاق وتعاظم قوة اللوبي والمصالح المالية في الغرب التي ارتبطت بالوعود الإيرانية. واستقوى اللوبي الإيراني بتغيير السياسة الأميركية لـ8 أعوام وتجذر في المؤسسات الإعلامية والحزبية إلى حد حماية صلبة للاتفاق، على رغم رفضه من قبل الأكثرية في الكونغرس. ويكمن سر هذا النفوذ المتصاعد، كما بينته في الكتاب، في استمالة شركات كبرى لعقد صفقات مباشرة مع إيران ووضع كل ثقلها في الميزان لدفع إدارتي أوباما وجو بايدن للابقاء على الاتفاق، والأهم تعديل سياسات المنطقة "لتتلاءم مع مصالح الاتفاق". إلا أن خطراً ما داهم هذه المعادلة في 2017.

هجوم ترمب المعاكس

ربما لم تحسن إدارة دونالد ترمب في حسمها ملفات عديدة سواء كانت داخلية أو خارجية، إلا أن القرارات التي اتخذتها تجاه الشرق الأوسط، لا سيما تجاه إيران، كانت بالمقارنة مع سلفها، متقدمة، وفي الاتجاه الصحيح، ولا سيما الانسحاب من الاتفاق في 2018، ووضع "الباسدران" على لائحة الإرهاب في 2019، ومواجهة الميليشيات في عام 2020، فأحدث صدمة لدى طهران وحلفائها في واشنطن، بما فيها المصالح المرتبطة بالاتفاق، مما أشعل معارضة شرسة ضد ترمب لأربعة أعوام، وهنالك اعتقاد أن كتلة الضغط هذه تموقعت مع المعارضة ضد الإدارة، وشاركت في إسقاطه عبر الإعلام والتعبئة الانتخابية.

اخر الأخبار