مشاكسات..

إنسانية.. اليانكي! .. متى تستفيق؟

تابعنا على:   09:21 2023-02-15

سليم يونس الزريعي

أمد/ "إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق... ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته...أليست مشاكسة"؟

إنسانية.. اليانكي!
دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى دعم حملات التبرع لمتضرري زلزال تركيا وسوريا المدمر.
وقال بلينكن في تغريدة أرجو أن تستجيبوا لنداء الإغاثة لمساعدة المحتاجين في تركيا وسوريا”.

مشاكسة .. لم لا يكف الأمريكيون عن الكذب بوقاحة وصل حد الفجور؟ ثم من يصدق هذا التزييف والتضليل الأمريكي وهم يتحدثون عن الإنسانية؟! ألا تكشف ثقافة أمريكا وترويجها الدعائي وآلتها الإعلامية وضخها السياسي، أن مفهوم الإنسانية الأمريكي واسعا جدا ويتلون حسب مصالحها وليس لأنه في الجوهر كذلك؟ ثم ألم يؤكد سلوك أمريكا العملي في أكثر من مكان في العالم وعلى مدي عقود ارتباطا بممارستها زيف إنسانية أمريكا؟ مثال ذلك؛ ألا تكشف دعوات وزير الخارجية الأمريكي التبرع لمساعدة المحتاجين في تركيا وسوريا قيم النفاق والكذب في ثقافة وسلوك أمريكا، عندما تفرق بين المنكوبين السوريين، بين منكوب سوري تحت سيطرة الجماعات المسلحة من إرهابيين وغيرهم، وتركيا، ومنكوب سوري آخر يعيش في نطاق سلطة الدولة السورية وربما تجمع بينهم صلة الدم أو الرحم؟ فالمنكوب السوري حسب الثقافة والسياسة الأمريكية يقاس توصيفه بمعيار المصلحة الأمريكية السياسية ، وليس بمعيار الشرط الإنساني المتحلي بالنزاهة الفكرية والأخلاقية، والمعيار الإنساني المجرد البعيد عن الغرض؟ ثم أليس هذا السلوك المجافي لكل القيم الإنسانية هو مكون أساس سياسي وثقافي في العقل الأمريكي؟ أليس الحصار الذي فرضته أمريكيا لأسباب سياسية عبر قانون قيصر هو ذروة استهداف الإنسان في حياته؟ أليس حصار السوري وفق ذلك القانون استهداف متعمد غير إنساني، لحرمان الطفل السوري من قطرة الحليب والدواء والدفء وهو واقع أعرف تفاصيله عن قرب؟ متى تكف أمريكا عن التبجح بالحديث عن الإنسانية، فيما سياستها في سوريا وفلسطين وسابقا في العراق وأفغانستان وبعض دول العالم ذروة التعدي على الإنسانية؟

متى تستفيق؟
هدد الرئيس الفلسطيني بالذهاب للمحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني ، وقال محمود عباس، "سنتوجه للأمم المتحدة خلال أيام لإحياء المطالبات الفلسطينية، والمطالبة بالحصول على العضوية الكاملة.. سنذهب إلى المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بحقوقنا".
مشاكسة.. هل يتصور الرئيس الفلسطيني أن تهديده للكيان الصهيوني بالذهاب للجنائية الدولية طويلة الإجراءات، وربما التي تفتقد لوسائل التنفيذ بسبب الحماية الأمريكية سيخيف أو يردع كيان الاحتلال عمليا؟ لكن لماذا هذا الطريق الطويل مع أهميته الحقوقية والقانونية وترك أقصر الطرق لإيلام العدو الصهيوني، بسحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية به ، والعودة إلى أبجديات محددات الصراع بنزع الشرعية الفلسطينية عنه، وهي الشرعية التي تغطى وتذرع بها عرب ومسلمي التهافت؟ ثم لماذا قبل التهديد أن تستخدم القيادة أوراق تملكها تتعلق بفك الارتباط مع هذا الكيان بتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي بإلغاء التنسيق الأمني الذي يمثل عارا ونقيضا لقيم الشعب الفلسطيني ونضاله الممتد لأكثر من قرن في مواجهة الكيان؟ ثم لماذا تعتبر قيادة السلطة أن حصول الفلسطينيين على العدالة بمثابة تهديد؟ ألا يمثل هذا الموقف الفلسطيني أن القيادة الفلسطينية تناور وليست جدية مع كل هذا التوحش الصهيوني ، وتنكره لأوسلو سيء الصيت؟ ثم متى تدرك القيادة أن الكيان الصهيوني هش داخليا بشكل غير مسبوق؛ حتى أن كبار مسؤوليه يصرحون أن وجوده بات مؤقتا؟ ثم أليس الأصوب والأقرب للمنطق على ضوء ذلك أن تتبني القيادة الفلسطينية مقاربات سياسية وتنظيمية كفاحية توحد الكل الفلسطيني في مواجهة التوحش الصهيوني وعجز المجتمع الدولي، بالتوازي مع مسعاها الدبلوماسي؟ وأخيرا متى تستفيق القيادة والمجموعة المهيمنة من غيبوبتها، وتعترف أنه في ظل نضج الظروف الذاتية والموضوعية أن الأساليب والسياسات القديمة لم تعد تصلح لإدارة الصراع مع الاحتلال وحماته؟

اخر الأخبار