صعاليك ضلوا طريقهم الى السياسة

تابعنا على:   12:30 2023-02-17

 لؤي ديب

أمد/ انقاذ فلسطين من التفكك الوطني لم يعد عملية سهلة بأي حال من الأحوال.

ومنّ لا يدرك هذه الحقيقة لا يقدر حجم المشكلة وبالتالي لن يستطيع المساعدة في حلها.

صحيح أن حل الانقسام الفلسطيني وحالة اهتزاز اقدام التنظيمات وارتعاش الأيدي الرسمية يجعل الحل شبه مستحيل.

وسنبقى دوماً نتمسك ب (شبه المستحيل) حيث ان الايمان حتى في المستحيل هو أعظم فعل في التصدي لليأس الذي لم يعرف طريقه لشعبنا حتى في أشد حالات قلة الحيلة والعجز.

كل التنظيمات الفلسطينية اليوم تعيش مخاضاً عسيراً، ولا تنخدعوا بالثبات الظاهر في الشعارات التي تطلقها هذه التنظيمات دون فعل، فهم جميعاً ودون استثناء يدركون أن التحديات التي تنتظرهم خطيرة جداً والغباء بعيد عنهم في هذه، ويدركون أيضاً بأن نسبة فشلهم بإدارة الصراع مرتفعة جداً، ويدركون أيضاً بأن الشعب يعيش حالة غليان داخلي ولن تبقى داخليةً لفترة وهم جميعاً على موعد انفجار داخلي في وجوههم أو أن تقفز الأزمة للعدو وتتفجر في وجه الصهيوني وهذا ما يراهنون عليه ونحب نحن جميعاً.

يود المرء ان يتقيء حقيقةً عندما يكتب عن حالة البرود في التعامل  مع ما يُعد له الفاشيون في الجانب الصهيوني.

وبوركت الذئاب المنفردة التي ولدت من رحم الأزمة الوطنية لتخلق حالة ردع وصحيح ان الذئب أضعف من الاسد ولكن لا يوجد أحد يستطيع ان يجعل الذئب يعمل في السيرك، فالذئاب الفلسطينية تعتنق مذهب لا يعترف بالسيرك وتنطيط القرود الذي تمارسه بعض التنظيمات، نحن نقف على خيط رفيع ذا جانبين احدهما يقربنا من الهزيمة والآخر من ولادة جديده تتخطى كل المكون الموجود.

نقترب من خط الهزيمة: عندما نستبدل الانتماء الوطني بالانتماء التنظيمي ونخرج عن معادلة تكامل الاثنين، وعندما نرى الأطباء والمهندسين والطبقة المتعلمة والمثقفين والبسطاء يجلسون امام شيخ نصف جاهل بالكاد تجاوز الثانوية ب 50‎%‎ يعلمهم كيف يمكن أن يكون  الوطن جزء من الحزب لا العكس.

نقترب من الهزيمة: عندما ينبت بيننا جهلة منحوا أنفسهم مراتب دينيه صنعها التنظيم المتستر بالدين لهم ليتمطوا بها ظهور البسطاء وأصدروا فتاوى واحكام تشبه إلى حدٍ بعيد احلام فتى، مصاب بالحمى والكبت  يرى أمور خرافية وكؤوس بها رؤوس دامية، ويهوى تسجيل هذيانه واذاعته على الناس في خطبة جمعة اعتلى منبرها بغير وجه حق.

نقترب من الولادة الجديدة: عندما نكون كالزجاج لا يجرح الا عندما ينكسر، عندما نقبل التحديات  ونتعامل معها بكل جدية فمن يتحدى يعيش، عندما نتجاوز الطارئين  على الفعل الوطني وهم يدركون من أين أتوا فالبعوضة تحيا متى جاعت وتموت حين تشبع ولا أظن أن بينهم منّ يعاني من جوع فما هم الا مسألة  وقت.

نقترب من ولادة جديدة:عندما ندرك أن الشعارات التي يجلدوننا بها لا تتناسب مع فعلنا وقوتنا الوطنية، وان السياسة التي يمارسوها ما هي الا مهنة العاطلين عن العمل،  نقترب عندما ندرك أن منّ يتقدم صفوفنا صعاليك ضلوا طريقهم الى السياسة،  عندما ندرك ان كل هذا الغموض والذهول والجنون والعبط والارتجال ليس منا أو فينا وانما هو صنيعة أشخاص تستعبدهم امراضهم..

متسولين والمتسولين لا يمكنهم الاختيار، ابتلينا بسياسيين حالهم كحال العرافين يستطيعون رؤية المستقبل ولا يملكون تغيره.

الحظ دوماً يتحيز للجريء، وهذا العالم ملئ بالجبناء الذين ينكرون التاريخ والذاكرة ولا يعترفون الا بالقوى، الرغبة والعقل والارادة جُل ما نحتاج لنجتاز ونتقدم، واحياناً نحتاج لكسر الباب كي نجتاز،  نحن نعيش في عالم لا يحترم القوة فحسب بل يعبدها، لم يُخلق بعد منّ  يهزمنا كفلسطينيين، بل قيادات فاجرة هي من وضعتنا على حافة الهزيمة  وعززت حقيقة ان الشيء الوحيد الظاهر في هذا الظلام ان ما يحدث خطأ.

لمنّ ينتظرون النتائج من الوسطاء عليهم أن يعرفوا أن السياسة تقوم على سوء الظن وليس حسن الظن، والشك في الوسطاء من مبادئ الحكم وخصوصا عندما تكون في مرحلة انتقالية نحو التحرر واقامة الدولة وما حك جلدك مثل ظفرك.

علينا أن ندرك أن السفن لا تغرق بسبب الماء الذي حولها ولن يكسرنا بن غفير ونتنياهو وكل عصابة الفاشيين … السفن تغرق بسبب الماء الذي يدخل فيها، ولن تقوم لنا قائمة طالما كان ماء الخلاف والانقسام يملأ سفينتنا.. نحن منّ نهزم أنفسنا لا عدونا.

وبكل الأحوال لن ننكسر ولطالما كانت فلسطين الأكثر عذوبة والاكثر مراره.. الحيرة واليقين.. الابتعاد والاقتراب وهي ولادة لشعب يقبل التحديات ومنّ يتحدى يعيش!! شيء يشبه كيف خطب صلاة الجمعة يجب أن تكون!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار