نحو استراتيجية عربية

تابعنا على:   11:17 2023-03-11

الخليج الإماراتية

أمد/ لأننا جزء أساسي في هذا العالم الذي يشهد تحولات كبرى في موازين القوة جراء الحرب الأوكرانية، واحتمالات تطورها نحو مجابهة أوسع وأخطر، ثم بسبب مؤشرات تحول المنافسة بين الولايات المتحدة والصين إلى صراع مكشوف، وما يحمله ذلك من مخاطر، وصولاً إلى تغير في بنية النظام الدولي، ولأننا نعيش في قلب منطقة تشكّل شريان حياة للدول المتصارعة من حيث الجغرافيا كنقطة وصل بين الشرق والغرب، وممرات مائية تشكل عصب التجارة العالمية، إضافة إلى أهميتها كمصدر أساسي للطاقة، لهذا كله، فإن الدورة ال159 لوزراء الخارجية العرب التي التأمت في القاهرة قبل يومين خيّم عليها هاجس موقف الدول العربية وسط التحديات التي تواجه العالم، وأين موقعها وكيف لها أن تحدّد موقفها وخياراتها، لئلا تكون ضحية بين صراع الكبار، كما حدث بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.

واستشعاراً لخطورة المرحلة، انطلقت دعوات خلال المؤتمر للمبادرة بوضع استراتيجية عربية موحّدة ترتقي بالعمل الجماعي العربي إلى مستوى التحديات العديدة القائمة على مستوى المنطقة والعالم، ومنها تداعيات الحرب الأوكرانية واحتمال توسّعها، والصراع الأمريكي الصيني، وأزمة الطاقة والغذاء العالمية، وقضية المناخ، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية، ومنها القضية الفلسطينية التي تواجه مأزقاً مستعصياً من خلال السلوك المتطرف للحكومة الإسرائيلية في رفض التسوية السلمية، والمضي في إجراءات التهويد والاستيطان، وممارسة العنف المفرط، إضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وما تواجهه بعضها من تهديد لوحدتها الإقليمية وسيادتها.

الإمارات دعت خلال الإجتماع إلى تعزيز التضامن العربي في مواجهىة الأزمات الإقليمية والدولية وتكثيف العمل الجماعي، وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون والعمل العربي المشترك، والإسراع بحل الأزمات التي تعيشها المنطقة “توخياً لإعادة الأمل والتفاؤل إلى شعوب المنطقة”، كما أن وزير الخارجية المصري سامح شكري استشعر أهمية الخطر الذي تواجهه الأمة العربية، ودعا إلى «صياغة رؤية عربية مشتركة للأمن الجماعي بمختلف جوانبه، يكون في القلب منها دعم الدولة الوطنية وقدراتها، وإظهار إرادة جماعية وجادة في رفض أشكال التدخّل في شؤونها الداخلية، ومنع العبث بمقدرات دولنا والاستخفاف بسيادتها»، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستبقى «القضية المركزية» للعالم العربي، وأن التمسك بالسلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

ودعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى «بناء آلية عربية جماعية للتعامل مع الأزمات الخطرة ذات التأثير الحاد في المنطقة»، وهي دعوة تلتقي مع مطالبة وزير الخارجية المصري بوضع استراتيجية عربية لمواجهة التحديات؛ ذلك أن ما يجري في العالم يقتضي من العرب تجميع ما لديهم من عوامل قوة، وهي كثيرة لمواجهة كافة المستجدات قبل أن يفوت الأوان.

إنها لحظة اختبار للعرب كي يؤكدوا للعالم أنهم ليسوا أحجار شطرنج في لعبة الأمم، ولن يكونوا على هامش التداعيات المحتملة؛ بل قوى فاعلة ومؤثرة، وأن مصالحهم فوق أي اعتبار.

كلمات دلالية

اخر الأخبار