النكبة بدّيش

تابعنا على:   17:08 2023-05-26

منجد صالح

أمد/ (بمناسبة الذكرى 75 للنكبة)

بعث لي، على الواتس آب، الصديق الزميل رياض الحلبي، سفير فلسطين في الارجنتين، نصا "جميلا" من بنات افكار فلسطيني يعيش في "منفاه الاختياري" في السويد، يقول فيه:

"انا منكوب ابن منكوب، تزوّجت منكوبة ورُزقت منها بثلاث منكوبات، وبناتي المنكوبات تزوّجن بدورهن من منكوبين، وصار لي مجموعة من الاحفاد المنكوبين!!!.

نحن "شعب الله المنكوب"، ونكبتنا ليست بسبب زلزال اغادير أو اعصار ساندي أو وباء الكوليرا أو قنبلة هيروشيما!!!.

نكبتنا خاصة بنا وحدنا، بدأت "بتصادم تاريخي بين السماء والارض"، حين قرّر "شعب الله المُختار" ان "يتمخّتر" علينا ويحطّ كالجراد على بلادنا، يلتهم زرعنا ويمصّ ضرعنا ويقضم خبز بلادنا "نتشة نتشة"!!!

نكبتنا كتبها علينا "الخواجة بلفور" الذي "بلف" بلادنا واعطاها "وطنا" مفروشا للصهاينة الاعداء.

اليوم صارت نكبتنا "ختيارة"، نحتفل بعيد ميلادها ال 75 في بلاد الشتات ونحن نُشهِر مفاتيح بيوتنا العتيقة المُعتّقة في وجه هذا العالم المُنافق الدجّال.

هرمنا وشاخت نكبتنا معنا، وما زال طفلٌ منّا سيولد بعد حينٍ يقول في مستشفى الولادة انّه من ترقوميا في قضاء الخليل، خليل الرحمن.

نحن شعب الله المنكوب، الشعب الوحيد في هذه الدنيا الذي ما زال نصفه تحت الاحتلال ونصفه الآخر في مخيّمات اللاجئين، في عالمٍ منافقٍ لا يكفّ عن التحدّث عن "حقوق الانسان"!!!.

في صباح النكبة سألني حفيدي هنا في السويد، في آخر بقاع الارض: " شو يعني نكبة؟؟!!"، 

فقلت له: "النكبة يا صغيري أن تأتي اليهوديّة راشيل، زميلتك في المدرسة، إلى غرفة نومك وان تلبس بيجامتك وتنام في سريرك وتسرق العابك وانت تنام في خيمة في الحديقة، وتقول لك كل يومٍ: "هذا بيتي وانت لا بيت لك".

قال حفيدي غاضبا: "بدّيش".

هذه "البدّيش" هي التي يقولها شعب الله المنكوب منذ 75 عاما وهي وحدها ما بقي لنا ولا يستطيع احد ان يجعلها "بهمّش".

وكل نكبة و"بدّيش" بخير،

 وراجعين باذن الله قريبا".

ونحن نقول اليوم وغدا: "لا يموت حقٌ وراءه مُطالب ولو طال الزمن، واملنا في الله القدير وفي شعبنا الفلسطيني وفي شعوبنا العربية وحتى اليمن".

كلمات دلالية

اخر الأخبار